يمن إيكو|خاص:
أثار فشل الجيش الإسرائيلي في اعتراض هجمات قوات صنعاء الأخيرة الكثير من التساؤلات والنقاشات داخل إسرائيل حول مدى تطور الصواريخ البالستية اليمنية، خلافاً لتبريرات الجيش للفشل.
ونشرت صحيفة “يديعوت أحرنوت، مساء أمس السبت، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن الهجمات الأخيرة لقوات صنعاء: “ربما تكون قد كشفت عن خرق خطير للغاية في منظومة الدفاع الجوي على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، المدنية والعسكرية”.
وأضافت: ” قد يكون هناك سببان رئيسيان لفشل اعتراض الصاروخ الأخير، الأول أن الصاروخ أطلق على مسار باليستي (مسطح) وربما من اتجاه غير متوقع، وبالتالي لم تكتشفه أنظمة التحذير الخاصة بنا أو الأنظمة الأمريكية في السعودية، فقد تم اكتشافه متأخراً ولم يكن لدى منظومات الاعتراض الوقت للمناورة”.
ولكن بحسب الصحيفة فإن السبب الثاني “الأكثر ترجيحاً” هو أنه “تم تطوير رأس حربي مناور ينفصل عن الصاروخ في الثلث الأخير من مساره، أي أنه يجري تغييرات في المسار والانعطافات حتى يصيب هدفه المقصود”.
وأضافت الصحيفة أن “مثل هذه المناورة يمكن أن تجعل من الصعب على نظام الدفاع الجوي اعتراضه، حيث يتحرك الرأس الحربي للصاروخ بسرعة تفوق سرعة الصوت، وهذا يفسر أيضاً سبب وصول الرأس الحربي للصاروخ الذي أطلق في الساعات الأولى من صباح الخميس على مبنى رمات إيفال”.
من جهتها ذكرت القناة العبرية الثانية عشرة، في تقرير رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، اليوم الأحد، أن هناك قلقاً “من أن يكون الجسم المخترق، الرأس الحربي للصاروخ الباليستي الذي أطلقه الحوثيون، رأساً حربياً مناوراً.. أي أن محركها يغير المسار ويجعل مهمة الكشف والاعتراض صعبة، بل إنها في الواقع تهديد جديد للجبهة الداخلية لإسرائيل”.
ونشرت صحيفة “كالكاليست” العبرية تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، نقلت فيه عن خبير في أنظمة الدفاع الإسرائيلية قوله إن “أحد الاحتمالات هو أن الرؤوس الحربية للصواريخ التي تم إطلاقها من اليمن كانت مزودة بمحركات صاروخية تسمح لها بالمناورة عند دخول الغلاف الجوي وبالتالي تحسين قدرتها على البقاء ضد الصواريخ الاعتراضية الإسرائيلية”.
وأضاف الخبير: “قد تكون هناك فجوة تتطلب تعديلات، سواء كانت تعديلات تقنية أو في عقيدة القتال. يمكن أن تكون هذه التعديلات في منطق التحكم والتوجيه أو في القيادة والسيطرة، ويبدو ظاهرياً أنها سهلة للغاية، أنا متأكد من أن هذه ليست الحالة التي تتطلب حلاً تكنولوجياً في شكل صاروخ اعتراض جديد. يمكن إجراء التعديلات اللازمة في إطار تحديث الأنظمة الحالية، لكنني أفترض أن هذا سيستغرق وقتاً، خاصة للتأكد من أن مثل هذه الإجراءات تغلق ثغرة واحدة ولا تخلق ثغرة أخرى”.
وتخالف هذه التناولات الرواية الجديدة التي خرج بها الجيش الإسرائيلي لتبرير الفشل في الاعتراض الأخير، حيث قال، اليوم الأحد، إن الفشل يعود إلى خلل في الصاروخ الذي أطلقته منظومة (السهم) بعيدة المدى، وليس إلى فشل المنظومة نفسها، أو أن الصاروخ اليمني يمتلك رأساً مناوراً، معتبراً أنه لا توجد علاقة بين ما حدث يوم السبت، وبين وصول الصاروخ يوم الخميس الماضي، بحسب ما نقلت وسائل الإعلام العبرية.
ولا يبدو أن هذه الرواية تقدم إجابات مقنعة داخل إسرائيل، حيث اعتبر تقرير القناة العبرية الثانية عشرة أن “الحالتين متشابهتان ومتجاورتان”.
وقد ربطت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أيضاً الحادثتين ببعضهما، بل وشككت أيضاً في مسألة “الاعتراض الجزئي” الذي أعلن عنه متحدث الجيش الإسرائيلي عقب هجوم يوم الخميس.
ونقلت الصحيفة عن العميد (احتياط) زفيكا حايموفيتش، الذي شغل منصب قائد الدفاع الجوي سابقاً قوله: “عندما تعترض صاروخاً كهذا ولا تصيب الرأس الحربي ويدمر مدرسة، حتى بدون التسبب في أي إصابات، لا أعتقد أنه يمكنك النظر إليه على أنه اعتراض جزئي”.