يمن إيكو| تقرير:
أبدى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، قلقه إزاء ما وصفها بالتطورات داخل اليمن، مشيراً إلى تقارير تفيد بوقوع اشتباكات وتحشيد وخسائر بشرية، حاثاً قوات الحكومة اليمنية الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية بالحفاظ على الهدوء وعدم التصعيد في الخطوط الأمامية للجبهات، حفاظاً على التقدم المحرز في تفاوضات السلام.
جاء ذلك في الإحاطة التي قدمها المبعوث الأممي غروندبيرغ، إلى مجلس الأمن خلال جلسته التي انعقدت، اليوم الأربعاء، وتابعها “يمن إيكو”، حيث قال: “بينما الأضواء مسلطة على البحر الأحمر، أود أيضاً أن ألفت انتباهكم إلى التطورات المثيرة للقلق داخل اليمن. تزداد مسببات القلق على طول عدة جبهات، حيث تفيد تقارير بوقوع اشتباكات وتحشيد وخسائر بشرية، بما يشمل مناطق شبوة والجوف ومأرب وصعدة وتعز”.
المبعوث الأممي أشار إلى أنه يشعر بقلق بالغ بسبب التهديد العلني للقوات الموالية للتحالف في اليمن بالعودة إلى القتال، مؤكداً أنه حثهم على الالتزام بالهدوء في الخطوط الأمامية خلال زيارته للمخا وعدن وتعز، حيث قال: “أشعر بالقلق إزاء تزايد التهديدات العلنية بالعودة إلى القتال”، مضيفاً: “خلال الأسبوع الماضي، قمت بزيارة عدن والمخا وتعز، حيث استمعت إلى شواغل اليمنيين، خصوصاً تلك المتعلقة بضرورة فتح الطرق وتحسين الظروف المعيشية، كما استمعت إلى مخاوفهم وتطلعاتهم للمستقبل. كما أشرت باستمرار إلى أهمية الحفاظ على الهدوء في الخطوط الأمامية وحماية التقدم المحرز حتى الآن”.
وفي وقت لم يصدر عن قيادات حكومة صنعاء أي تهديدات علنية رسمية بالعودة إلى القتال مع القوات الموالية للتحالف، تؤكد تصريحات المبعوث الأممي في إحاطته لمجلس الأمن بشأن قلقه من التهديدات العلنية بالعودة إلى الحرب، صحة ما نشره موقع “يمن إيكو” في تقارير سابقة، عن تحشيدات عسكرية يقوم بها قادة القوات الموالية للتحالف ولقاءاتهم مع مسؤولين عسكريين وضباط مخابرات أمريكيين وإسرائيليين في جيبوتي والإمارات والولايات المتحدة، من أجل إشعال المواجهات العسكرية مع قوات صنعاء.
وكان “يمن إيكو” نشر في أكتوبر الماضي تقريراً أفاد بأن رئيس هيئة الأركان العامة صغير بن عزيز، زار محور كتاف ومحور البقع بمحافظة صعدة، وعلى امتداد أسبوع كثف زياراته التفقدية للمنطقة العسكرية الخامسة، وجبهات محافظتي صعدة وحجة الحدودية وجبهة ميدي الساحلية “للاطلاع على الجاهزية”، وفق تعبيره.
وجاءت هذه التحركات بعد عودة “بن عزيز” من زيارة للولايات المتحدة التقى فيها قائد القيادة المركزية الأمريكية.
وكان رئيس الحكومة المقال معين عبد الملك، رأس اجتماعاً مشتركاً، في الشهر نفسه، لقيادة هيئة الأركان العامة والمنطقة العسكرية الخامسة ومحافظة حجة، لمناقشة مستجدات الموقف العسكري والأمني والخدمي، بحسب وكالة سبأ.
وقالت الوكالة إن رئيس هيئة الأركان العامة بن عزيز قدم خلال اللقاء “تقريراً عن زياراته الميدانية إلى جبهات المنطقة العسكرية الخامسة في حجة والذي تضمن مجمل الأوضاع الميدانية والموقف العملياتي على امتداد مسرح العمليات القتالية، والتشكيلات البحرية في جزر البحر الأحمر وميناء ميدي، إضافة إلى جبهات القتال في صعدة”.
وحينها، استغرب مراقبون من هذا “الاستنفار” العسكري الذي يأتي في وقت لا تشهد أيٌ من جبهات المواجهة أي تصعيد أو توترات، خصوصاً في ظل تحركات السلام المستمرة، موضحين أن المتغير الوحيد الذي تتزامن معه هذه التحركات المفاجئة هو معركة “طوفان الأقصى” في فلسطين والتي أصبح اليمن جزءاً من مشهدها، عندما أعلن قائد “أنصار الله” عبد الملك الحوثي عن الاستعداد للمشاركة العسكرية فيها.
وأكد المراقبون أن زيارات بن عزيز للولايات المتحدة ولقاءات طارق صالح مع ضباط إسرائيليين وأمريكيين وإماراتيين في جيبوتي، أتت ضمن مساعي الولايات المتحدة الأمريكية من خلال كل تلك المعطيات للاستعانة بقوات الحكومة اليمنية من أجل الرد على مشاركة حكومة صنعاء في معركة “طوفان صنعاء”.
وبالعودة إلى إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن، والتي ربط فيها تصاعد التوترات الإقليمية والعمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية التابعة لحكومة صنعاء ضد السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، بالحرب في غزة، فإنه يؤيد بهذا الربط ما تصرح به حكومة صنعاء وتؤيده غالبية دول العالم من أن عمليات البحر الأحمر موقف أخلاقي وإنساني إزاء ما يتعرض له الفلسطينيون من إبادة جماعية على يد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وهو بالإجمال ما يناقض الرواية الأمريكية التي يبدو أنها تغرد وحيدةً بأن هجمات قوات صنعاء تستهدف خطوط الملاحة الدولية.