يمن إيكو| ترجمة:
قالت مجلة “تايم” الأمريكية، اليوم الإثنين، إن البحرية الأمريكية تواجه مشاكل كبيرة في التواجد بمنطقة الشرق الأوسط، وأن هدفها المتمثل في هزيمة الحوثيين غير قابل للتطبيق، ويستنزف قدراتها في الوقت الذي هي بحاجة إلى التواجد في المحيط الهادئ.
ونشرت المجلة تقريرا بعنوان “البحرية الأمريكية تغرق في رمال الشرق الأوسط، رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، قالت فيه إن “لدى الولايات المتحدة مجموعة من الخيارات للتعامل مع الحوثيين في اليمن، وكلها غير جيدة، لكن الحملة الطويلة من الضربات البحرية والاعتراضات ضدهم، كما تطرحها الآن إدارة بايدن وخبراء خارجيون، هي بالتأكيد أسوأ رد فعل على الإطلاق، وذلك لأنه يعني استمرار البحرية الأمريكية في الغرق في رمال الشرق الأوسط لتحقيق هدف بعيد المنال، بينما تخسر الأرض في منطقة المحيط الهادئ الأكثر أهمية بكثير”.
وأضاف التقرير أن “هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر أدت إلى استدعاء صواريخ كروز وتوماهوك وطيارين توب غان من على ظهر السفينة يو إس إس أيزنهاور، ويبلغ عمر عملية (بوسيدون آرتشر) التي أعيد تسميتها حديثًا أسبوعين فقط، وتضع إدارة بايدن بالفعل خططًا لجهد أطول، على الرغم من الاعتراف بأن هزيمة الحوثيين غير قابلة للتطبيق”.
وأوضح التقرير أنه “كان لدى القيادة المركزية للولايات المتحدة (CENTCOM)، والتي تضم شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، حاملة طائرات واحدة على الأقل مخصصة في جميع الأوقات. وحتى أواخر عام 2020، اجتذب الشرق الأوسط نفس القدر من حضور حاملات الطائرات مثل المحيط الهادئ بأكمله”.
وأوضح أنه “يتم تمديد عمليات نشر حاملات الطائرات، وإجراء عمليات نشر متتالية دون فترة صيانة كبيرة بينهما، وقد تم تمديد حاملات الطائرات الثلاث الأخيرة المنتشرة في البحر الأبيض المتوسط، حيث ظلت حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد ر. فورد في البحر لمدة 239 يومًا، ويو إس إس هاري إس ترومان لمدة 285 يومًا، ويو إس إس جورج إتش دبليو بوش لمدة 257 يومًا، وهذا العمل الزائد له عواقب، وقد تضخمت فترة صيانة حاملة الطائرات يو إس إس آيزنهاور اللاحقة من 14 شهرًا إلى 23 شهرًا بسبب التآكل”.
وقال التقرير إن “فائدة حاملات الطائرات وقدرتها على البقاء في حرب كبرى هي أيضًا موضع تساؤل، ففي عام 1982، فاجأ الأدميرال الأسطوري هايمان ريكوفر الكونجرس، عندما شهد بأن حاملات الطائرات الأمريكية سوف تبقى على قيد الحياة لمدة (48 ساعة) فقط في حالة الحرب مع الاتحاد السوفييتي، وفي العقود الأربعة التي تلت ذلك، ازدادت نقاط ضعف حاملات الطائرات بشكل كبير، وأصبحت الصواريخ المضادة للسفن أكثر دقة وبعيدة المدى منذ شهادة ريكوفر، حيث تقلص المدى غير المزود بالوقود للجناح الجوي لحاملة الطائرات من أكثر من 1000 ميل بحري إلى 600 ميل بحري فقط الآن ، وهذا يترك قادة حاملات الطائرات أمام خيارين غير مستساغين: البقاء بعيدًا عن نطاق العدو ولكن يصبحون معزولين من الناحية التشغيلية أو الإبحار على مسافة قريبة بما فيه الكفاية ولكن يعرضون سفينة تبلغ قيمتها 13 مليار دولار وبحارتها البالغ عددهم 5000 للخطر”.
وأضاف أن “المياه الضيقة للخليج الفارسي والممرات الضيقة مثل مضيق هرمز وباب المندب في اليمن تؤدي إلى تضخيم هذه المعضلة”.
وقال التقرير إن “أسطول حاملات الطائرات المثقل بالعمل والتساؤلات حول فائدته في حرب كبرى ليس سوى جزء من المشكلة الأكبر المتمثلة في التمدد البحري الأمريكي الذي يفوق طاقة البحرية”.
وأوضح أن جنود البحرية الأمريكية وخاصة جنود الاحتياط “أصبحوا بحارة بالاسم فقط، وضمرت كفاءاتهم البحرية وعقليتهم بسبب الخدمة الطويلة على الشاطئ”.
وقال التقرير إن “المستقبل يبدو قاتما بالنسبة للأسطول المثقل بالعمل، ومثل بقية القوات المسلحة الأمريكية، تواجه البحرية أزمة تجنيد غير مسبوقة، يغذيها جزئيًا الإرهاق الناتج عن قضاء الوقت بعيدًا عن الوطن أثناء عمليات الانتشار الممتدة… إن النتيجة المحتملة هي تقلص الأسطول، بغض النظر عن عدد السفن الحربية التي تمتلكها أمريكا”.
واعتبر أن “الخطر المباشر المتمثل في التمدد الزائد هو الذخائر وليس القوة البشرية، فقد أدت الضربة الافتتاحية في 12 يناير على الحوثيين إلى استهلاك 80 صاروخ توماهوك للهجوم الأرضي، وهو أكثر من نصف الإنتاج السنوي للصاروخ، وعلى المدى القريب، قد يكون لاستخدام مئات من هذه الصواريخ في عملية أخرى مثل حارس الازدهار تأثيرات كبيرة على مسرح أكثر أهمية بكثير في المحيط الهادئ، حيث تعد الصواريخ الهجومية الدقيقة مثل توماهوك حيوية لقدرة الجيش الأمريكي على ردع – وإذا لزم الأمر- هزيمة أي هجوم صيني في المحيط الهادئ، وهي حالة طوارئ حيث ستتولى البحرية معظم القتال، على عكس حروب أمريكا في الشرق الأوسط. وربما تفتقر الولايات المتحدة بالفعل إلى ذخائر دقيقة كافية لشن حرب تبادل إطلاق النار مع الصين”.
واختتم التقرير بالقول إن “إعادة بناء البحرية الأميركية مشروع طويل الأمد لم يبدأ إلا بالكاد، على الرغم من الأحاديث اللفظية من كلا الحزبين السياسيين لسنوات، فالسفن، ناهيك عن أحواض بناء السفن، لا يتم بناؤها بين عشية وضحاها، والوقت الضائع والفرص الضائعة لا يمكن تعويضها. ولكن الولايات المتحدة تستطيع أن تتوقف عن جر قواتها البحرية إلى حفرة أعمق من خلال الإفراط في العمل في الشرق الأوسط، يتطلب إصلاح الأسطول قطع حبل المشنقة الخاص بالقيادة المركزية الأمريكية في أسرع وقت ممكن”.