يمن إيكو|تقارير:
يبدو أن سلطنة عُمان أغلقت الباب في وجه الحكومة البريطانية الساعية إلى الاستعانة بمسقط للتوسط لدى حكومة صنعاء لوقف الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، عندما أكد السلطان هيثم بن طارق آل سعيد لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في اتصال هاتفي جرى بينهما اليوم الخميس، ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والذي جاء قبيل زيارة لوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى مسقط في إطار المساعي ذاتها.
ونشر مكتب رئيس الوزراء البريطاني اليوم بياناً، حصل عليه موقع “يمن إيكو” أوضح أن سوناك اتصل بسلطان سلطنة عمان وناقشا ما وصفه البيان “هجمات الحوثيين المستمرة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر” مضيفاً أن القادة “اتفقوا على أنه من الضروري للأمن والاستقرار الدوليين تهدئة التوترات في المنطقة”.
ويقر البيان أنه لم يكن هناك توافق بين السلطان ورئيس الحكومة البريطانية بشأن الموقف من الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ووفقاً للبيان حاول سوناك تبرير الهجمات الأمريكية البريطانية على اليمن والتي أدانتها سلطنة عُمان، حيث ذكر البيان أن سوناك شدد خلال الاتصال “على أن العمل العسكري كان الملاذ الأخير في مواجهة التهديدات غير المحتملة للشحن العالمي، وجاء في أعقاب تحذيرات دولية متواصلة. وواصلت المملكة المتحدة حث الحوثيين على إنهاء هجماتهم المتهورة” بحسب نص البيان.
وفيما يتعلق بالحرب الإسرائيلية على غزة ذكر البيان أن سوناك أكد لسلطان عمان “موقف المملكة المتحدة بشأن الصراع المدمر في غزة. وقال إن الأولوية العاجلة هي الاتفاق على هدنة إنسانية للسماح بإيصال المزيد من المساعدات في أنحاء غزة وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن”.
خلافاً لذلك نشر موقع وزارة الخارجية العمانية بياناً، حصل عليه موقع “يمن إيكو” حول تلفقي السلطان هيثم بن طارق اتصالًا هاتفيًّا من رئيس الوزراء البريطاني
تلقى حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق اتصالًا هاتفيًّا من ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني.
وتجاهل بيان الخارجية العمانية الهجمات على السفن الإسرائيلية وقال إن السلطان هيثم أكد خلال الاتصال “على ضرورة وقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وحماية المدنيين، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق” كما شدد “على الأهمية القصوى لحلّ الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة والعمل على كل ما من شأنه ترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي” بحسب نص البيان.
وجاء تجاهل البيان العماني لهجمات البحر الأحمر والتركيز على وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة كمؤشر على رفض السلطنة التوسط لوقف تلك الهجمات ومتسقاً مع موقف السلطنة الذي أدان أولا الهجمات البريطاني الأمريكية على اليمن التي انطلقت في 11 يناير الماضي، وكذلك مع موقفها الذي يربط بين الحرب الإسرائيلية والهجمات على السفن الإسرائيلية.
وكانت وزارة الخارجية البريطانية، أعلنت يوم الثلاثاء، أن الوزير ديفيد كاميرون سيتوجه إلى الشرق الأوسط وسيزور سلطنة عمان بالتحديد لمناقشة هجمات قوات صنعاء البحرية، حيث أكدت تقارير غربية أن الزيارة تهدف إلى طلب مساعدة سلطنة عمان واستغلال علاقتها الإيجابية مع حكومة صنعاء لوقف الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، فيما كانت تقارير غربية أخرى كشفت أن السلطنة رفضت طلباً بريطانيا مماثلا في مطلع يناير الماضي.
وقالت الخارجية البريطانية، في بيان رصده موقع “يمن إيكو” إن الوزير ديفيد كاميرون سيقوم بزيارته الرابعة إلى الشرق الأوسط كوزير للخارجية، بدءاً من سلطنة عمان.
وأضافت أنه “سيدعو إلى الاستقرار بشأن هجمات الحوثيين المستمرة في البحر الأحمر والوقف الفوري للصراع في غزة”.
وآنذاك أكدت مصادر سياسية لموقع “يمن إيكو” أن المسعى البريطاني في مسقط سيصطدم بوجود قناعة لدى سلطنة عمان بأن الهجمات اليمنية على السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي امتداد للحرب على غزة، حيث عبرت وزارة الخارجية العمانية في أكثر من مناسبة عن هذا الموقف واعتبرت أن معالجة مشكلة السفن يبدأ بوقف الحرب على غزة، علاوة على ذلك فإن الوزارة أدانت العمليات العسكرية الأمريكية البريطانية التي استهدفت اليمن بعدة ضربات جوية وصاروخية منذ 11 يناير الجاري”.