يمن إيكو| أخبار:
تزايد عدد شركات التأمين العالمية التي ترفض تغطية السفن الغربية والإسرائيلية، على خلفية الهجمات الأمريكية والبريطانية على اليمن، وتصعيد التوترات في البحر الأحمر، في واقعة غير مسبوقة في تاريخ الشحن البحري.
وأكد تقرير نشرته شبكة تلفزيون الـ (CNN) عربية ورصده موقع “يمن إيكو”، أن هناك تزايدا في أعداد شركات التأمين التي رفضت تغطية السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية مع تدهور الوضع الأمني في البحر الأحمر.
وصبيحة الجمعة الماضية شنت القوات الأمريكية والبريطانية المشتركة عدة غارات طالت عدداً من المحافظات اليمنية، قالت إنها تهدف إلى إضعاف قدرات قوات صنعاء (الحوثيين)، وإيقاف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وواصلت غاراتها يوم السبت على محافظة الحديدة، وفجر اليوم الخميس قصفت بالصواريخ محافظات الحديدة وتعز وذمار والبيضاء وصعدة.
ويأتي تردد شركات التأمين في الوقت الذي حذَّر فيه المسؤولون الأمريكيون السفن التجارية الأمريكية بضرورة الابتعاد عن الممر المائي الحيوي حتى إشعار آخر. الـ (CNN) عربية.
وقال ماركوس بيكر، الرئيس العالمي للخدمات البحرية والبضائع والخدمات اللوجستية، وهي وحدة وساطة التأمين واستشارات إدارة المخاطر في شركة مارش ماكلينان، إن “بعض شركات التأمين لم تعد مستعدة للتأمين ضد مخاطر الحرب للسفن التي تملكها أو تشارك فيها الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو إسرائيل والتي تسافر عبر البحر الأحمر”.
وتعرضت سفينة شحن تملكها وتديرها الولايات المتحدة لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون الاثنين الفائت، بحسب القيادة المركزية الأمريكية. وتعهد مسؤول حوثي، الأربعاء، باستمرار الهجمات على السفن “المرتبطة بإسرائيل” في البحر الأحمر وبحر العرب. حسب ما أكدته الـ (CNN) عربية.
ومساء أمس الأربعاء أكد المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع، استهداف سفينة أمريكية في خليج عدن وإصابتها بعدد من الصواريخ البحرية في إطار ما وصفه بالرد استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة والعدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.
وقال سريع في بيان، حصل موقع “يمن إيكو” على نسخة منه “انتصاراً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ ودعماً وإسناداً لصمودِ إخوانِنا في قطاعِ غزةَ وفي إطارِ الردِّ على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على بلدِنا، نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةَ استهدافٍ لسفينة “جينكو بيكاردي” الأمريكية في خليجِ عدن بعددٍ منَ الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ وكانتِ الإصابةُ دقيقةً” بحسب البيان.
وتعهد سريع في بيانه بأن “الردَّ على الاعتداءاتِ الأمريكيةِ والبريطانيةِ قادمٌ لا محالة، وأنَّ أيَّ اعتداءٍ جديدٍ لن يبقى دونَ ردٍ وعقاب”، مجدداً التأكيد على “استمرارَ حركةِ الملاحةِ في البحرينِ العربيِّ والأحمرِ إلى كافةِ الوجهاتِ حولَ العالمِ عدا موانئِ فلسطينَ المحتلةِ” وأكد أن العمليات ضد السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل “لن تتوقفَ حتى يتوقفَ العُدوانُ ويُرفعَ الحصارُ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ الصامدِ في قطاعِ غزة”.
وأعلنت هيئة عمليات التجارية البحرية البريطانية مساء اليوم الأربعاء، عن إصابة سفينة بطائرة مسيرة قبالة سواحل عدن، فيما قال بيان العميد سريع أن الاستهداف تم بصواريخ بحرية.
وعلى الرغم من أن شركات التأمين لا تفرض جميعها قيودًا، إلا أن بيكر قال إن سوق التأمين “تتشدد” بشكل واضح ويمكن أن تستمر الأسعار في الارتفاع. وفق الـ (CNN) عربية.
وقال بيكر إن معدلات مخاطر الحرب ارتفعت من 0.01٪ فقط من قيمة السفن في أوائل ديسمبر إلى 0.7٪ اليوم. وهذا يعني أن تكلفة التأمين على سفينة حاويات بقيمة 100 مليون دولار ارتفعت من 10 آلاف دولار لكل رحلة إلى 700 ألف دولار اليوم.
وكان تقرير صحفي نشره موقع “العربي الجديد” الإثنين الفائت ورصده “يمن إيكو” أكد انسحاب عدد من شركات إعادة التأمين العالمية من السوق الإسرائيلية مدفوعة بالمخاطر المتصاعدة في إسرائيل جراء الحرب على قطاع غزة، وارتفاع كلف الخسائر التي تتعرض لها مختلف القطاعات داخل إسرائيل.
وإعادة التأمين هو ترتيب تتمكن بموجبه شركة التأمين من الدخول بعقد مع معيدي التأمين، بغرض تعويضها عن كامل أو بعض الأخطار التي تتكبدها الشركة بشكل مباشر.
وأفاد التقرير أن بيانات متخصصة أشارت إلى انسحاب شركات إعادة التأمين العالمية بعد انكشافها على السوق الإسرائيلية بنحو 10 مليارات دولار، فيما يعكس هذا الانسحاب المخاوف المتزايدة في القطاع المالي بشأن تداعيات استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتصاعد مؤشرات اتساعها في المنطقة، مع غياب أي آفاق لموعد انتهاءها.
ويتسبب انسحاب شركات إعادة التأمين في زيادة المخاطر المالية بالنسبة لشركات التأمين الإسرائيلية التي باتت ملزمة بتدبير التعويضات للعملاء.
وأدرجت شركات إعادة التأمين العالمية شروطاً للخروج من السوق في بعض العقود المبرمة مع شركات التأمين في إسرائيل، كجزء من إعادة التفاوض على السياسات خلال مطلع العام، حسبما قال أربعة من المشاركين في السوق لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أمس الأحد، وقال اثنان منهم إن مثل هذه البنود جديدة تماماً، ولم تُستخدم من قبل.
وإذا جرى تفعيل هذه البنود، فإن هذا يعني أن شركة التأمين لن يكون لديها تغطية من جانب إعادة تأمين لأي مبان أو أصول أخرى، تتعرض لأضرار بسبب هجوم صاروخي على سبيل المثال. ومن المرجح بعد ذلك أن يجري نقل المخاطر المتزايدة إلى العميل في شكل أقساط أعلى أو تغطية مخفضة.
وقال مسؤول تنفيذي في إحدى شركات إعادة التأمين الكبرى إن “خطر خروج شيء ما عن نطاق السيطرة مرتفع للغاية.. تواجه صناعة التأمين مشكلة في تلك المنطقة في المستقبل المنظور”. ويتعرض قطاع التأمين العالمي لإسرائيل لأخطار بنحو 10 مليارات دولار، وفقاً لتقديرات الصناعة.
وقالت المصادر إن شركات إعادة التأمين طالبت أيضاً بأسعار أعلى بكثير، ودفعت شركات التأمين الأولية إلى وضع حد أقصى لمبلغ التغطية التي تقدمها للعملاء في إسرائيل والدول المجاورة أيضاً، مثل لبنان والأردن.
وتمتلك شركات إعادة التأمين العالمية فيما بينها نحو 600 مليار دولار من رأس المال، وقد بدأت بالفعل في رفع الأسعار، بعد سنوات من الخسائر الناجمة عن التضخم، وسلسلة من الكوارث الطبيعية والحرب الروسية الأوكرانية، وقد ساعد هذا في رفع أسعار التغطية للشركات في كل مكان.
ورفضت شركات إعادة التأمين العالمية “ميونيخ ري”، و”سويس ري”، و”سكور” التعليق على تلك التطورات، في حين قالت “هانوفر ري” في بيان: “لقد قررنا الحد من تراكماتنا بدلاً من طلب استثناءات كاملة أو جزئية”.
كما شهد سوق التأمين البحري ارتفاعاً حاداً في تكلفة السفر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، نتيجة لموجة الهجمات التي شنتها قوات صنعاء “الحوثيون” في اليمن ضد السفن الإسرائيلية وغيرها من الجنسيات الأخرى التي تبحر صوب إسرائيل.
وقال المشاركون في السوق إن هذه الرسوم الإضافية قفزت بمقدار 10 إلى 15 مرة في الأشهر الأخيرة، مما ساهم في قرارات بعض العملاء لإعادة توجيه سفنهم حول أفريقيا.