يمن إيكو| أخبار:
انسحب عدد من شركات إعادة التأمين العالمية من السوق الإسرائيلية مدفوعة بالمخاطر المتصاعدة في إسرائيل جراء الحرب على قطاع غزة، وارتفاع كلف الخسائر التي تتعرض لها مختلف القطاعات داخل إسرائيل.
وإعادة التأمين هو ترتيب تتمكن بموجبه شركة التأمين من الدخول بعقد مع معيدي التأمين، بغرض تعويضها عن كامل أو بعض الأخطار التي تتكبدها الشركة بشكل مباشر.
وأفاد تقرير صحفي نشره موقع “العربي الجديد” اليوم الإثنين، أن بيانات متخصصة أشارت إلى انسحاب شركات إعادة التأمين العالمية بعد انكشافها على السوق الإسرائيلية بنحو 10 مليارات دولار.
ويعكس هذا الانسحاب المخاوف المتزايدة في القطاع المالي بشأن تداعيات استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتصاعد مؤشرات اتساعها في المنطقة، مع غياب أي آفاق لموعد انتهاءها.
ويتسبب انسحاب شركات إعادة التأمين في زيادة المخاطر المالية بالنسبة لشركات التأمين الإسرائيلية التي باتت ملزمة بتدبير التعويضات للعملاء.
وأدرجت شركات إعادة التأمين العالمية شروطاً للخروج من السوق في بعض العقود المبرمة مع شركات التأمين في إسرائيل، كجزء من إعادة التفاوض على السياسات خلال مطلع العام، حسبما قال أربعة من المشاركين في السوق لصحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أمس الأحد، وقال اثنان منهم إن مثل هذه البنود جديدة تماماً، ولم تُستخدم من قبل.
وإذا جرى تفعيل هذه البنود، فإن هذا يعني أن شركة التأمين لن يكون لديها تغطية من جانب إعادة تأمين لأي مبان أو أصول أخرى، تتعرض لأضرار بسبب هجوم صاروخي على سبيل المثال. ومن المرجح بعد ذلك أن يجري نقل المخاطر المتزايدة إلى العميل في شكل أقساط أعلى أو تغطية مخفضة.
وقال مسؤول تنفيذي في إحدى شركات إعادة التأمين الكبرى إن “خطر خروج شيء ما عن نطاق السيطرة مرتفع للغاية.. تواجه صناعة التأمين مشكلة في تلك المنطقة في المستقبل المنظور”. ويتعرض قطاع التأمين العالمي لإسرائيل لأخطار بنحو 10 مليارات دولار، وفقاً لتقديرات الصناعة.
وقالت المصادر إن شركات إعادة التأمين طالبت أيضاً بأسعار أعلى بكثير، ودفعت شركات التأمين الأولية إلى وضع حد أقصى لمبلغ التغطية التي تقدمها للعملاء في إسرائيل والدول المجاورة أيضاً، مثل لبنان والأردن.
وتمتلك شركات إعادة التأمين العالمية فيما بينها نحو 600 مليار دولار من رأس المال، وقد بدأت بالفعل في رفع الأسعار، بعد سنوات من الخسائر الناجمة عن التضخم، وسلسلة من الكوارث الطبيعية والحرب الروسية الأوكرانية، وقد ساعد هذا في رفع أسعار التغطية للشركات في كل مكان.
ورفضت شركات إعادة التأمين العالمية “ميونيخ ري”، و”سويس ري”، و”سكور” التعليق على تلك التطورات، في حين قالت “هانوفر ري” في بيان: “لقد قررنا الحد من تراكماتنا بدلاً من طلب استثناءات كاملة أو جزئية”.
كما شهد سوق التأمين البحري ارتفاعاً حاداً في تكلفة السفر عبر البحر الأحمر وقناة السويس، نتيجة لموجة الهجمات التي شنتها قوات صنعاء “الحوثيون” في اليمن ضد السفن الإسرائيلية وغيرها من الجنسيات الأخرى التي تبحر صوب إسرائيل.
وقال المشاركون في السوق إن هذه الرسوم الإضافية قفزت بمقدار 10 إلى 15 مرة في الأشهر الأخيرة، مما ساهم في قرارات بعض العملاء لإعادة توجيه سفنهم حول أفريقيا.