يمن ايكو
أخبار

شاهد| بالأرقام: بيانات حركة الشحن في البحر الأحمر تؤكد استقرار الملاحة وتكذب الرواية الأمريكية

يمن إيكو| تقارير:

كشفت بيانات نشرتها وكالة “رويترز” اليوم الثلاثاء أن حركة سفن النفط، في البحر الأحمر خلال شهر ديسمبر الماضي كانت طبيعية و”مستقرة” ولم تتأثر كثيرا بهجمات قوات صنعاء، الأمر الذي يكذِّب الرواية الأمريكية بشأن تأثر حركة الملاحة الدولية وتدفق التجارة بتلك الهجمات، ويعزز التقارير التي تؤكد أن العديد من شركات الشحن تفاعلت مع قرار حكومة صنعاء بخصوص وقف الملاحة إلى إسرائيل فقط.

وقالت “رويترز” في تقرير رصده موقع “يمن إيكو” إنها أجرت تحليلا لبينات تتبع السفن، وأن التحليل “أظهر أن حركة ناقلات النفط والوقود في البحر الأحمر كانت مستقرة في ديسمبر رغم أن العديد من سفن الحاويات غيرت مساراتها بسبب هجمات حركة الحوثي المتحالفة مع إيران” حسب تعبير الوكالة.

وأضافت الوكالة أن “الهجمات أدت إلى ارتفاع تكاليف الشحن وأقساط التأمين ارتفاعا حادا، لكن تأثيرها على تدفقات النفط جاء أقل من المخاوف مع استمرار شركات الشحن في استخدام الممر الرئيسي بين الشرق والغرب، حيث هاجم الحوثيون، الذين قالوا إنهم يستهدفون السفن المتجهة إلى إسرائيل، شحنات البضائع غير النفطية إلى حد كبير”.

وأوضحت أن “التكاليف الإضافية لم تحدث فرقا كبيرا بالنسبة لمعظم شركات الشحن حتى الآن لأن تكلفة استخدام البحر الأحمر لا تزال في متناول الجميع مقارنة بإرسال البضائع حول أفريقيا. لكن الوضع يستحق المراقبة مع قيام بعض شركات النفط مثل بي بي وإكوينور بتحويل الشحنات إلى المسار الأطول”.

ونقلت الوكالة عن ميشيل ويز بوكمان محللة الشحن في لويدز ليست قولها: “لم نشهد حقا عرقلة حركة الناقلات التي كان يتوقعها الجميع”.

وفيما يتعلق بالبيانات قالت رويترز إنه “كانت هناك في المتوسط 76 ناقلة محملة بالنفط والوقود تعبر يوميا في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن في ديسمبر، وهي المنطقة القريبة من اليمن والتي شهدت الهجمات، ويقل هذا العدد بمقدار سفينتين فقط عن متوسط شهر نوفمبر وبواقع ثلاث سفن فقط عن المتوسط خلال أول 11 شهرا من عام 2023، وفقا لبيانات من خدمة ماري تريس لتتبع السفن”.

وأضافت أن “خدمة كبلر المنافسة لتتبع السفن رصدت عبور 236 سفينة يوميا في المتوسط بمنطقة البحر الأحمر وخليج عدن بأكملها في ديسمبر، وهو ما يزيد قليلا عن المتوسط اليومي البالغ 230 سفينة في نوفمبر”.

وذكر التقرير أن “حركة الناقلات انخفضت في منطقة جنوب البحر الأحمر لفترة وجيزة بين 18 و22 ديسمبر عندما كثفت جماعة الحوثي هجماتها على السفن، لمتوسط 66 ناقلة، لكن الحركة استؤنفت بعد ذلك، وفقا لخدمة ماري تريس لتتبع السفن”.

وقال إن “حركة سفن الحاويات في المنطقة تراجعت بشكل أكثر حدة بنسبة 28 بالمئة في ديسمبر مقارنة بنوفمبر مع انخفاضات حادة في النصف الثاني من الشهر بسبب تصاعد الهجمات، بحسب ماري تريس”.

وأوضح التقرير أن “تحليل بيانات مجموعة بورصات لندن أظهر أن العديد من شركات النفط الكبرى والمصافي وشركات خدمات الشحن واصلت استخدام طريق البحر الأحمر”.

ونقل عن كالفين فرويدج مؤسس شركة مارهلم لتحليل بيانات السفن قوله: “تريد شركات الشحن وعملائها حقا تجنب تعطل الجدول الزمني. لذا فهم ما زالوا يتحملون المخاطر”.

وبحسب التقرير فقد “عبرت ناقلات تستأجرها وحدة كليرليك التابعة لشركة جانفور التجارية، وشركة التكرير الهندية بهارات بتروليوم، وشركة أرامكو تريدنج لسعودية، هذا الطريق في الأسابيع القليلة الماضية”.

وبخصوص السفن التي حولت مسارها بعيدا عن البحر الأحمر، ذكر تقرير رويترز أن “بيانات شركة فورتسكا لتتبع السفن تشير إلى أن 32 ناقلة على الأقل حولت مسارها أو سلكت طريق رأس الرجاء الصالح بدلا من استخدام قناة السويس منذ النصف الثاني من ديسمبر”.

وأضافت فورتكسا أن “الناقلات التي يتم تحويل مسارها هي في الغالب تلك التي استأجرتها الشركات التي أعلنت تعليق الإبحار في البحر الأحمر مؤقتا أو تلك التي تديرها كيانات أمريكية أو مرتبطة بإسرائيل”.

وتؤكد البيانات التي ذكرها التقرير بشكل واضح أن تأثير الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء في البحر الأحمر منحصر فقط على السفن المرتبطة بحركة الشحن الإسرائيلية، وأن تدفق حركة التجارة في مضيق باب المندب لا يزال طبيعيا، على عكس ما تقوله الولايات المتحدة الأمريكية.

وتعزز هذه البيانات صحة ما جاء في التقرير الذي نشره أمس الاثنين، موقع “شيبينغ ووتش” الدنماركي المتخصص بأخبار الشحن، حول وجود تفاهمات بين شركات شحن عالمية كبيرة وحكومة صنعاء لتجنب الهجمات على السفن التجارية، وهو التقرير الذي نفته شركتا “ميرسك” و”هاباغ لويد” لكن مصدر مطلع أكد لـ “يمن إيكو” صحته وقال إن نفي الشركتين كان اضطراريا لأن التفاهمات سرية وقد تثير ردود أفعال سياسية من الحكومات الغربية.

وقال وزير النقل بحكومة صنعاء الاثنين إن “بعض الشركات الكبرى للخطوط الملاحية البحرية أوقفت نشاطها وتعاملها مع إسرائيل”.

وأوقفت شركة “كوسكو” الصينية العملاقة هذا الأسبوع عمليات الشحن إلى إسرائيل فقط، في خطوة ترجمت استجابة لقرار صنعاء بحظر الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية.

وفي منتصف ديسمبر كان رئيس هيئة قناة السويس المصرية أسامة ربيع قد أكد أن “حركة الملاحة في القناة منتظمة” لافتا إلى أن “55 سفينة حولت مسارها بالفعل للعبور عبر طريق رأس الرجاء الصالح خلال الفترة من 19 نوفمبر الماضي، وحتى منتصف ديسمبر، وهذه نسبة ضئيلة مقارنة بعبور 2128 سفينة قناة السويس خلال الفترة نفسها”.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً