يمن ايكو
أخبار

وثائق رسمية تكشف تفاصيل فضيحة استيراد الأدوية التالفة عبر ميناء عدن

يمن إيكو| أخبار:

نشر الصحفي عبدالرحمن انيس، أمس السبت، في حسابه على فيسبوك، 14 وثيقة رسمية تكشف فضائح استيراد الأدوية عبر ميناء عدن في حاويات حديد غير مبردة، وإصرار الهيئة العليا للأدوية على الإفراج عن عشرات الآلاف من الأدوية التالفة.

وأوضحت الوثائق والمحاضر الرسمية، وصول شحنة أدوية تتبع شركة فارما بيديا إلى ميناء عدن في 14 نوفمبر 2020 قادمة من باكستان في حاويات غير مبردة، وظلت ستة أشهر كاملة في الميناء تحت أشعة الشمس.

وبحسب الوثائق قام قسم الأدوية والمخدرات في شرطة المنطقة الحرة بفحص الشحنة وأورد في تقريره ملاحظات تضمنت أن الحاوية غير مبردة منذ وصولها إلى ميناء عدن قبل ستة أشهر، كما يوجد رطوبة على الكراتين، بالإضافة إلى وجود نمل وبيوت العنكبوت بين باكتات الأدوية.

ورفع قسم الأدوية والمخدرات تقريره إلى شرطة المنطقة الحرة مقترحا إتلاف الشحنة، لكن الهيئة العليا للأدوية بعدن رفضت ذلك، وطالبت بالإفراج عن الشحنة على أن يتم تحريزها في مخازن الشركة المستوردة تحت إشرافها.

وتضمنت الوثائق خطابا موجها من مدير عام الهيئة العليا للأدوية الدكتور عبدالقادر البابكري، بتاريخ 27 يونيو 2021 إلى مدير جمرك ميناء عدن للحاويات يطلب فيها الإفراج عن الشحنة وتحريز الكمية التي تحوي ستة أصناف دوائية في مخازن شركة فارما بيديا تحت إشراف الهيئة.

وفي تاريخ 5 يوليو 2021 وجه مدير عام شرطة المنطقة الحرة العميد عبدالسلام العمري مذكرة إلى مدير عام الهيئة العليا للأدوية بعدن، جاء فيها: “نرجو منكم إعادة النظر في الإفراج وأمر التحريز فقد تغيرت ألوان الأصناف الطبية جراء تعرضها لدرجة حرارة عالية”.

وبحسب الصحفي عبدالرحمن أنيس أصرت هيئة الإدوية على الإفراج تحت ذريعة أن كمية الحاوية المقدرة بعشرات آلاف الباكتات بين قوارير وامبولات واشرطة، ستحرز في مخازن الشركة المستوردة، وهو ما دفع مدير الجمارك إلى تسليم الإفراج لمندوب الهيئة العليا للأدوية، كاتبا في توجيهه “على مسؤولية الهيئة العليا للأدوية”.

وأوضح أنيس أن شحنة الادوية التالفة تضمنت: 5000 علبة مضاد حيوي ” لينزوليد”، و24 ألف علبة “باراسيتامول”، و30 ألف قارورة و15 ألف باكت “ليفوفلوكساسين”، و40 ألف باكت ” ميثيكوبال”.

وكشف أنيس أن تجار ومستوردي الأدوية يتهربون من استئجار حاويات مبردة لشحناتهم بتكلفة 50 ألف دولار وبدلاً عن ذلك يكتفون بدفع غرامة بمبلغ مليوني ريال للهيئة العليا للأدوية على كل حاوية دون اتخاذ أي أجراء إضافي ضد المستورد الذي يكرر دفع الغرامة مع كل شحنة.

وأوضح عبدالرحمن أنيس أن جمرك المنطقة الحرة وشرطة المنطقة الحرة رفعت في 2 يونيو 2022 مذكرة إلى محافظ عدن ومنسوخة للنائب العام ورئيس محكمة استئناف عدن ومدير أمن عدن والهيئة العليا للأدوية جاء فيها : “نحيطكم علما بأن هناك شحنات أدوية تصل إلى ميناء المنطقة الحرة محملة بحاويات غير مبردة وغير مخصصة لحفظ الأدوية، وقد تم اتخاذ إجراءات من قبلنا برفع مذكرات إلى الهيئة العليا للأدوية، كما تم أخذ تعهدات على مستوردي الأدوية بعدم استيراد أي أدوية بحاويات ، ولكن لا زالت توصل بعض شحنات الادوية محملة بحاويات غير مبردة وغير مخصصة لحفظ الأدوية ، ويتم الأفراج عنها من قبل الهيئة العليا للأدوية”.

واختتمت المذكرة بالقول: “وعليه فإن أمن المنطقة الحرة وجمرك المنطقة الحرة يخلون مسؤوليتهم عن وصول أي أدوية بحاويات غير مبردة وغير مخصصة، وتتحمل مسؤوليتها الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية”.

واختتم الصحفي عبدالرحمن أنيس منشوره قائلاً: “هذا التقرير لو نشر في بلد آخر لتسبب في إيقاف عدد كبير من المسؤولين على ذمة التحقيق، هذا أمر يتضرر منه كل مواطن وكل مستهلك للدواء من الصيدليات، الغني والفقير، الصغير والكبير، المسؤول وعامة الناس، فهل نرى تحقيقا جديا في هذا الأمر؟!”

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً