يمن إيكو| أخبار:
كشفت وكالة “رويترز” للأنباء امس الأربعاء، عن رسالة وجهتها السعودية للولايات المتحدة الأمريكية طلبت فيها بعدم الرد على هجمات قوات صنعاء ضد إسرائيل، خشية أن يؤدي ذلك إلى تصعيد يطال السعودية واقتصادها.
ونقلت الوكالة في تقرير رصده يمن إيكو عن “مصدرين مطلعين” قولهما إن “السعودية طلبت من الولايات المتحدة ضبط النفس في الرد على هجمات جماعة الحوثي باليمن على سفن في البحر الأحمر”.
وأضاف المصدران “رسالة ضبط النفس التي وجهتها الرياض إلى واشنطن تهدف إلى تجنب المزيد من التصعيد”.
وتؤكد هذه المعلومات صحة ما نشره “يمن إيكو” في تقارير سابقة حول حرص السعودية على تجنب أي تصعيد ضد حكومة صنعاء، بما في ذلك تحريك القوات الحكومية، خشية أن تتعرض المملكة لهجمات جديدة على منشآتها الاقتصادية، في الوقت الذي تحاول فيه التركيز على الخروج من حرب اليمن.
وكان يمن إيكو نشر تقريرا في أكتوبر حول قيام الولايات المتحدة بدفع القوات الحكومية بقيادة رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز (الذي عاد مطلع أكتوبر من زيارة إلى أمريكا) للتصعيد ضد قوات حكومة صنعاء من أجل إعاقة الخطوات العسكرية التي تقوم بها الأخيرة ضد إسرائيل.
وحينها كان “بن عزيز” قد أكد ذلك بتحركات مكثفة ومفاجئة في جبهات الحدود وميدي، بالتزامن مع تصريح نقلته صحيفة الشرق الأوسط التابعة للمخابرات السعودية عن مصدر في وزارة الدفاع اليمنية جاء فيه أن “تركيز القوات الحكومية منصب على استغلال الحوثيين للقضية الفلسطينية” بحسب وصفها.
وكشف “يمن إيكو” في تقرير لاحق أن السعودية سعت لمنع الحكومة اليمنية من الانخراط في أي تصعيد ضد حكومة صنعاء، بل أنها هددت الحكومة بعدم تسليم الدفعة الثانية من المنحة المالية، ما لم تنخرط الحكومة في خطة السلام، وهو ما أكده تقرير لصحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية قال إن هناك مسارين أمام الحكومة اليمنية للخروج من الأزمة المالية الأول هو الحصول على تسهيلات خارجية بما في ذلك المنحة، والثاني هو ” استمرار العمل مع قيادة تحالف دعم الشرعية للتوصل إلى اتفاق سلام يساعد على استئناف تصدير النفط”.
وبعد أن أعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط أن الولايات المتحدة هددت حكومة صنعاء بإعادة الحرب، كشفت مصادر وثيقة الصلة ليمن إيكو أن السعودية أرسلت لصنعاء رسالة أكدت فيها أنها لن تشارك في أي تصعيد ضد اليمن.
وتأتي رسالة السعودية للولايات المتحدة بعد أيام من إعلان الأخيرة أنها تدرس تشكيل قوة عمل بحرية مشتركة مع دول أخرى وذلك عقب قيام قوات صنعاء باستهداف سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر.
وقبل أيام حصل يمن إيكو على معلومات تكشف أن عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد صالح، التقى أثناء زيارته إلى جيبوتي مؤخرا، مع ضباط أمريكيين وإسرائيليين في قاعدة عسكرية أمريكية في إطار تنسيق تعمل عليه الولايات المتحدة لمواجهة قوات صنعاء البحرية التي تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ويبدو بوضوح أن تصاعد التنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية والحكومة اليمنية للتحرك ضد هجمات صنعاء دفع الرياض إلى توجيه رسالة ضبط النفس لواشنطن، بل و”الضغط على الأمريكيين في هذا الصدد” بحسب ما قالت مصادر وكالة رويترز، خشية يفضي ذلك التنسيق إلى تصعيد يعرض مساعي السعودية للخروج من حرب اليمن إلى الخطر.
وكانت السعودية استدعت مؤخرا المجلس الرئاسي إلى الرياض للدفع نحو إبرام اتفاق إنهاء الحرب في اليمن.