يمن إيكو| أخبار:
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل لجأت إلى إبرام صفقة مع الإمارات لتشغيل جسر شحن بري بين مينائي دبي وحيفا من أجل تفادي التهديدات التي تواجهها السفن الإسرائيلية في باب المندب والبحر الأحمر من قبل قوات صنعاء والتي مثلت ضربة لحركة التجارة بين إسرائيل وآسيا وأصابت ميناء إيلات بالشلل الكامل.
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية في تقرير رصده موقع “يمن إيكو” إن “شركة تراكنت بدأت بتشغيل جسر بري بين موانئ دبي وحيفا حيث يوفر الطريق البري استجابة وحلاً للشركات التي تستخدم سفنها لنقل البضائع عن طريق البحر في ظل هجمات الحوثيين”.
وأضاف التقرير أنه “تم توقيع الاتفاقية مع شركة Puretrans FZCO الإماراتية للخدمات اللوجستية، والتي تعمل بالتعاون مع شركة الموانئ DP WORLD (موانئ دبي العالمية)”.
وأوضح أنه “من الآن فصاعدا، سيتم نقل البضائع براً على الطريق الذي يربط دبي والمملكة العربية السعودية والأردن وميناء حيفا والعكس”.
وقالت الصحيفة إن “المعبر البري حصل على موافقة وزارة الدفاع وحكومة إسرائيل”.
وأشارت إلى أنه “من المتوقع أن يوفر هذا المعبر 80% من الوقت على الطريق البحري، ويوفر بديلاً أسرع من العبور عبر قناة السويس، ويحقق حلا للمشاكل الأمنية عن طريق البحر، وبأسعار تنافسية”.
ونقلت الصحيفة عن شركة تراكنت أن “هناك تقدم محرز في التعاون مع شركة الخدمات اللوجستية من البحرين، والتي تقدم الخدمة للجيش الأمريكي وتعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا والقوقاز”.
وأضافت أن “تراكنت” ستقدم مستخدمي طريق الجسر البري “خدمات أتمتة نقل البضائع، ومراقبة الشاحنات في الوقت الفعلي وحالة الشحنات، والمزيد من الخدمات”.
ونقلت الصحيفة عن هانان فريدمان الرئيس التنفيذي لشركة تراكنت، قوله “إن الطريق البري من آسيا إلى إسرائيل، ومن هناك إلى أوروبا، ومن إسرائيل إلى آسيا والشرق الأقصى، هو مساهمة رائدة جاءت نتيجة لاتفاقيات إبراهيم، إلى الشرق الأوسط”.
وقال التقرير إن الشحنات التي ستمر على الطريق البري ستشمل “متطلبات وزارة الدفاع الإسرائيلية”.
وأضاف أنه سيتم “صياغة خطة وميزانية لاستخدام نظام Traknet لخطوط الحافلات اليومية البالغ عددها 700 التي تديرها تراكنت، وسيتم تطبيق نظام الشركة على عدة شاحنات تابعة لمقاولي الشحن من الباطن، والتي تقدم خدمات النقل في منطقة الخليج العربي”.
وعمليا، لا يمثل الجسر البري بين الإمارات وإسرائيل بديلا فعالا عن الشحن البحري عبر البحر الأحمر، لأن نقل حمولة سفينة شحن واحدة فقط بريا سيتطلب عددا كبيرا من الشاحنات وبالتالي الكثير من النفقات، وهو ما يعني أن إسرائيل لن تستطيع فعلا التخلص من تداعيات إغلاق البحر الأحمر أمام سفنها.
وإضافة إلى نقل حمولات كبيرة فإن الشحن البحري يوفر ميزة استقبال أكثر من سفينة في وقت واحد، وهو ما لا يمكن أن يغطيه الجسر البري أيضا، حيث ستتكدس الحاويات في موانئ دبي بانتظار نقلها بريا.
ووفقا لذلك فإن الجسر البري لا يمثل حلا حقيقيا، بل هو أقرب إلى ضرورة إجبارية لإيصال البضائع إلى إسرائيل بأي ثمن.
وتأتي هذه الصفقة على وقع خسائر كبيرة تكبدتها حركة الشحن الإسرائيلية نتيجة التهديد اليمني على السفن الإسرائيلية التي تعبر من البحر الأحمر وباب المندب، بعد قيام قوات صنعاء باحتجاز سفينة “غالاكسي ليدر” الإسرائيلية في 19 أكتوبر، ثم إعلانها عن استهداف سفينتين إسرائيليتين في باب المندب بصاروخ وطائرة مسيرة في وقت سابق هذا الأسبوع.
ويمر ما نسبته 30% من التجارة البحرية الإسرائيلية عبر مضيق باب المندب، بحسب تقرير لصحيفة “ذا ماركر” العبرية التي تنشرها مجموعة “هآرتس”.
وبسبب التهديد اليمني في باب المندب والبحرين الأحمر والعربي كانت شركة “زيم” الإسرائيلية أعلنت عن تحويل مسار بعض سفنها بعيدا عن البحرين الأحمر والعربي، فيما أعلنت شركة “ميرسيك” الدنماركية العملاقة عن تحويل مسار سفينتين لهما ارتباطات إسرائيلية بعيدا عن المسار نفسه.
ونقلت صحيفة “غلوبس” الإسرائيلية الاقتصادية هذا الأسبوع عن المدير التنفيذي لميناء إيلات قوله إنه “لا توجد سفن في الميناء تقريبا” وإن “تهديدات الحوثيين تؤثر على جميع السفن، بما فيها التي تمر إلى البحر الأبيض المتوسط وإلينا في إيلات”.
وأظهرت بيانات مواقع الشحن التي رصدها “يمن إيكو” أن الميناء لا يتوقع وصول أي سفن خلال ثلاثين يوما قادمة.
وكانت الصحيفة نفسها قالت في وقت سابق إن العديد من السفن الإسرائيلية بدأت بتحويل مساراتها والإبحار حول افريقيا، وهو ما سيسبب تأخيرات كبيرة في وصول الشحنات وارتفاعا في كلفة الشحن، وبالتالي أسعار البضائع.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية في وقت سابق: “إن الحوثيين نجحوا بالفعل في الإضرار بالتجارة البحرية الإسرائيلية”.
وأفادت العديد من التقارير العبرية خلال الأيام والأسابيع الماضية بارتفاع كلفة الشحن البحري إلى إسرائيل بسبب ارتفاع أقساط التأمين نتيجة التهديد اليمني في البحر الأحمر وباب المندب.