يمن ايكو
تقارير

رسالة أمريكية إلى الرياض وصنعاء: خطوة قبل إنهاء الحرب في اليمن

يمن إيكو| أخبار:

على الرغم من تصاعد مؤشرات إبرام اتفاق سلام في اليمن خلال الأيام الماضية، يرى مراقبون أن الولايات المتحدة الأمريكية تربط هذا الاتفاق بمطالب معينة أبرزها توقف هجمات قوات حكومة صنعاء على إسرائيل وتدفع بدول التحالف وفي مقدمتها السعودية للتعاطي على هذا الأساس.

وقالت نائبة المبعوث الأمريكي إلى اليمن، ميغن ستيورات، في تصريحات رصدها “يمن إيكو” السبت إن “السعودية جادة في تحقيق السلام باليمن واتخذت خطوات بناءة لحل الأزمة المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات”.
وأضافت أن “اليمن أقرب للسلام من أي وقت مضى” وأن هناك “نافذة مهمة قائمة حاليا لتحقيق السلام، لكنها تحتاج إلى قطع خط النهاية”.

ويزور المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ المنطقة حاليا بالتزامن مع تحركات سعودية متصاعدة للتوصل إلى اتفاق سلام مع حكومة صنعاء، حيث جرى نهاية الأسبوع الماضي استدعاء مجلس القيادة الرئاسي إلى السعودية، وتم عقد لقاء مع وزير الدفاع السعودي والمسؤول عن ملف اليمن، لمناقشة ” الجهود المبذولة في الشأن اليمني، وبحث التعاون والتنسيق بشأن خارطة الطريق بين الأطراف اليمنية؛ لإنهاء الأزمة بإشراف الأمم المتحدة” بحسب تعبير بن سلمان.

وقال عضو المجلس الرئاسي عيدروس الزبيدي السبت في تغريدة رصدها “يمن إيكو” على منصة إكس: إن “المرحلة تتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية للدفع بالعملية السياسية لإنهاء الصراع في بلادنا وإحلال السلام في المنطقة”.
وكانت صحيفة الشرق الأوسط التابعة للمخابرات السعودية كشفت قبل أيام عن “تقدم” في المناقشات على ضوء خارطة سلام سعودية تتضمن صرف المرتبات وفتح الموانئ والمطارات والطرق.

وبالرغم من التفاؤل الذي خلقته هذه التطورات، فقد بدا بوضوح أنها مرتبطة بمسعى أمريكي لاحتواء موقف حكومة صنعاء بشأن القتال في فلسطين، حيث تحاول الولايات المتحدة “إغراء” صنعاء أو مساومتها باتفاق السلام مقابل وقف الهجمات على إسرائيل خصوصا بعد تهديد قوات حكومة صنعاء باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وكان قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي قد قال الأسبوع الماضي إنه كان هناك “اتفاق وشيك مع التحالف” وإن “أمريكا عرقلته” للضغط على حكومة صنعاء من أجل وقف مساندة فلسطين.

هذا أيضا ما أكده موقع “العربي الجديد” الذي نقل الأسبوع الماضي عن مصادر يمنية قولها إن “السؤال لا يزال قائماً حول الموقف الأمريكي الذي كان يطالب بتأجيل إعلان الاتفاق إلى ما بعد انتهاء العدوان على غزة، غير أن جولة المبعوث ليندركينغ قد تعني أن واشنطن وافقت في إطار صفقة مع إيران”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد ربط الشهر الماضي اتفاق السلام في اليمن بالتطورات الجديدة في المنطقة، حيث قال في لقاء مع المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إن “اليمن امام فرصة غير مسبوقة للسلام، ويجب إنهاء الصراع اليمني في أقرب وقت ممكن وحل الأزمتين الإنسانية والاقتصادية اللتين تواجههما البلاد، وخاصة في ظل التحديات الأخرى التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط” وهو ما كشف عن رغبة أمريكية في استخدام ملف السلام لاحتواء موقف حكومة صنعاء.

وبعد بدء هجمات قوات صنعاء على إسرائيل قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن إن بلاده تخشى أن تتأثر “مكاسب الهدنة” وأن “ينجر اليمن إلى حرب أخرى” في تصريحات اعتبرها مراقبون مؤشرا على مساومة حكومة صنعاء بالحفاظ على تلك “المكاسب” مقابل وقف الهجمات على إسرائيل.

وطيلة الأشهر الماضية اتهمت حكومة صنعاء الولايات المتحدة عدة مرات بعرقلة التفاهمات مع السعودية التي لم يبدو أن لديها مشكلة في الموافقة على شروط حكومة صنعاء، وهو ما يشير إلى أن التطورات الجديدة جاءت بعد رسائل أمريكية للتحالف بقيادة السعودية للتحرك في ملف السلام لترغيب صنعاء في وقف هجماتها على إسرائيل.

وكانت وكالة “بلومبيرغ” قالت في سبتمبر الماضي إن خلافات سعودية إماراتية تهدد الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب في اليمن، لكن التطورات والتصريحات الجديدة تشير ضمنيا إلى تجاوز هذه الخلافات، وهو ما يفصح عن تدخل أمريكي لترتيب ملف السلام في إطار الهدف الذي تريده واشنطن وهو وقف الهجمات اليمنية على اسرائيل
وتحدث الحوثي في خطابه الأخير عن محاولات “ترغيب وترهيب” أمريكي لحكومة صنعاء على خلفية الموقف من إسرائيل، مؤكدا رفض الاستجابة لهذه المحاولات.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً