يمن ايكو
أخبارتقارير

مخاوف أمريكية.. هل تعقّد معركة “غزة” مفاوضات إنهاء الحرب في اليمن؟

يمن إيكو| تقرير:

قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، إنه يجب حماية مكاسب الهدنة التي تحققت خلال عام ونصف في اليمن، من تأثيرات استمرار القتال في فلسطين، لافتاً إلى أن أسوأ ما تخشاه الولايات المتحدة هو دخول اليمن في حرب أخرى.

وفي لقاء مع المعهد الأمريكي للسلام، رصده موقع “يمن إيكو”، تطرق ليندركينغ، يوم الثلاثاء، إلى ما أعلنه البنتاغون في وقت سابق حول إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة من اليمن باتجاه إسرائيل، واصفاً ذلك بأنه “أمر مؤسف”.

وأوضح أن “موضوع غزة طرأ في جميع النقاشات خلال الجولة الأخيرة في سلطنة عمان والسعودية”، مشيراً إلى أنه “يجب أن ينتقل الوضع في غزة إلى مستوى أفضل ليكون أقل عاطفية بالنسبة لكل الأطراف”.

وأضاف ليندركينغ: “أخشى مما سيحدث إذا استمر الصراع في غزة ورأينا المزيد من الاشتعال في المنطقة والضغط على الجهات الفاعلة من جميع أنحاء الطيف للمشاركة”، في إشارة يبدو أنها تتضمن أطراف ما يسمى محور المقاومة الداعم للفصائل الفلسطينية في غزة، والذي يشمل حركة “أنصار الله” في اليمن.

وقال: “إن أسوأ ما أخشاه، بالطبع، هو أن ينجر اليمن إلى حرب أخرى، فيما هناك حرب لم تنته بعد”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة الأمريكية تريد حماية مكاسب الهدنة التي تحققت خلال عام ونصف على مستوى الرحلات ووقف إطلاق النار ودخول السفن والتنقل، وتريد التأكد من أن الجهود الدبلوماسية يمكن أن تمضي قدماً”.

وأكد أن “هناك قدراً كبيراً من العمل الذي يتعين علينا القيام به”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال خلال لقاء مع المبعوث الأممي إلى اليمن في وقت سابق، إن “اليمن أمام فرصة غير مسبوقة للسلام” بالنظر إلى “التحديات الأخرى في المنطقة”، ويعني بذلك القتال في فلسطين، مشيراً إلى أنه يجب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في “أسرع وقت ممكن”.

وأعقب تصريح وزير الخارجية الأمريكي حراك سعودي للدفع نحو التوصل إلى اتفاق مع حكومة صنعاء، ضمن إطار “يمني يمني”، وذلك وفقاً لخارطة طريق أعلنتها وسائل إعلام تابعة للمخابرات السعودية، وتتضمن وقف إطلاق النار وفتح الموانئ والمطارات والطرق وتطبيع الأوضاع، وهي شروط كانت حكومة صنعاء قد طرحتها على طاولة التفاوض.

وبرغم ذلك فإن قوات الحكومة اليمنية أبدت استنفاراً مفاجئاً يتعلق بتطورات القتال في فلسطين، حيث تم عقد اجتماعات عسكرية وزيارات مكثفة لعدد من الجبهات على الحدود السعودية، وفي منطقة ميدي الساحلية، وقد نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” التابعة للمخابرات السعودية، عن مصدر في وزارة الدفاع اليمنية قوله إن “تركيز القوات الحكومية الآن ينصب على استغلال الحوثيين للقضية الفلسطينية”، حسب تعبيره.

وأعلن رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز، الذي عاد مؤخراً من زيارة للولايات المتحدة، أن القوات الحكومية “متيقظة لأي تطورات”، وهو ما ربطته الصحيفة السعودية أيضاً بتوقيت إعلان البنتاغون عن اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة أطلقت من اليمن باتجاه إسرائيل.

وبدا أن مستجدات الموقف العسكري للقوات الحكومية لها علاقة باستراتيجية أمريكية للرد على مشاركات أطراف محور المقاومة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بواسطة قوات محلية ليتسنى لواشنطن مواصلة التركيز على أولوية دعم إسرائيل وأوكرانيا، بحسب ما أعلن بايدن مؤخراً.

وأعلنت الولايات المتحدة هذا الأسبوع أنها “سترد بحزم” على التصعيد ضد قواتها في المنطقة، والذي توقعت أن يتوسع في المدى القريب.

ويهدد “محور المقاومة” بأنه سيشن حرباً إقليمية ضد إسرائيل وأمريكا إذا لم تتوقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ومحاولات اجتياحه برياً.

ويرجح مراقبون أن ما تحدث عنه ليندركينغ حول تأثيرات القتال المستمر في فلسطين على مكاسب الهدنة، له علاقة باستراتيجية الرد الأمريكية على أطراف محور المقاومة، بما فيها “أنصار الله” في اليمن، لأن تحرك القوات الحكومية للرد على عمليات جديدة لحكومة صنعاء باتجاه إسرائيل، قد يؤدي إلى اندلاع مواجهات جديدة من شأنها أن تؤثر على الجهود الدبلوماسية.

ويرى المراقبون أن الحديث عن ضرورة حماية مكاسب الهدنة يشير أيضاً إلى احتمالية استخدام ما تحقق من تقدم في الملف الإنساني للضغط على حكومة صنعاء في حال دخولها على خط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً