يمن إيكو | أخبار:
تصاعدت مؤشرات توسع رقعة معركة “طوفان الأقصى” وتحولها إلى حرب كبرى، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، السبت، أن حزب الله دخل القتال، وذلك بعد تصاعد هجمات الأخير على مواقع إسرائيلية على الحدود مع لبنان، فيما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها اعترضت “وابلا كثيفا” من الصواريخ والطائرات المسيرة أطلقت من اليمن تجاه إسرائيل، وذلك بالتوازي مع تعرض قواعد أمريكية في العراق وسوريا لهجمات مكثفة.
تصاعد المواجهات مع حزب الله وسط مخاوف أمريكية
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت، اليوم السبت، في تصريح للصحفيين خلال تفقده لقواته على الحدود اللبنانية إن “حزب الله قرر المشاركة في القتال وسيدفع ثمنا باهظا”.
وتصاعدت خلال اليومين الماضيين هجمات حزب الله اللبناني ضد الجيش الإسرائيلي على الحدود، حيث أعلن عن عدة عمليات استهداف لمواقع وتجمعات للجنود الإسرائيليين بصواريخ موجهة ومضادة للدروع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة مقتل وإصابة 6 من جنوده على الأقل، فيما قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه تم إخلاء عشرات الآلاف من المستوطنين من المناطق الشمالية القريبة من الحدود اللبنانية.
ويعزز تصاعد المواجهات بين حزب الله وإسرائيل أبرز المخاوف من توسع رقعة معركة “طوفان الأقصى” وتحولها إلى حرب كبرى، وهي مخاوف لا تخفيها حتى الولايات المتحدة الأمريكية ومسؤولين في اسرائيل.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير رصده موقع “يمن إيكو”، إن الرئيس الأمريكي حث القادة الإسرائيليين على عدم جر حزب الله إلى الدخول في الحرب، مشيرة إلى أن “المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن بعض أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي المتشددين أرادوا مهاجمة حزب الله في الوقت الذي تبدأ فيه إسرائيل صراعًا طويلاً ضد حماس بعد هجمات 7 أكتوبر”.
وأضافت أن “الأمريكيين أبلغوا الإسرائيليين بصعوبة مواجهة حماس في الجنوب وحزب الله الأقوى بكثير في الشمال في آن واحد، لأنهم يعتقدون أن إسرائيل ستواجه صعوبة في حرب على جبهتين، وقد تجر هذه الحرب كلاً من الولايات المتحدة وإيران وهي الداعم الرئيسي للحزب”.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدر مطلع أن “وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، أخبر بلينكن، بأنه دعا الأسبوع الماضي إلى شن هجوم استباقي على حزب الله، لكن خالفه مسؤولون آخرون في الرأي”.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله هاشم صفي الدين، السبت، إنه “كلما تتالت الأحداث ونشأ ما يستدعي أن يكون تدخل الحزب أكبر فسنفعل ذلك”.
وكان الحزب قد أصدر بيانا عقب قصف الجيش الإسرائيلي للمستشفى الأهلي المعمداني في غزة، أن “هذا اليوم سيكون له ما بعده”.
وتتواجد قوات “سرايا القدس” و”كتائب القسام” الفلسطينية في جنوب لبنان أيضا، وكانت قد أعلنت سابقا عن تنفيذ عمليات تسلل ضد مواقع إسرائيلية.
هجوم يمني استمر 9 ساعات باتجاه اسرائيل
من جهة أخرى، كانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت أمس الأول أنها اعترضت صواريخ وطائرات مسيرة انطلقت من اليمن يوم الخميس باتجاه إسرائيل.
ونقل تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية ورصده “يمن إيكو” عن مسؤول أمريكي، يوم الخميس، أن “السفينة الحربية الأمريكية التي قامت بعملية الاعتراض واجهت وابلًا أكبر وأكثر استدامة مما كان معروفًا في السابق، وأضافت في اليوم التالي أنها أسقطت 4 صواريخ كروز و15 طائرة بدون طيار على مدار 9 ساعات”.
وأضاف المسؤول أن “مسار الصواريخ والطائرات لم يترك مجالا للشك في أن القذائف كانت متجهة إلى إسرائيل”.
وقال التقرير إن “الولايات المتحدة أطلقت صواريخ كروز من البحر على منشآت الرادار التابعة للحوثيين في اليمن”.
ويمثل هذا تصاعدا كبيرا لمؤشرات تحول “طوفان الأقصى” إلى حرب كبرى، حيث كان قائد أنصار الله عبد الملك الحوثي، قد أعلن الاستعداد للمشاركة فيها عسكريا في حال تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر، أو تم تجاوز “الخطوط الحمراء” في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، فقد جاء إطلاق الصواريخ والطائرات من اليمن، بعد أن حذف البيت الأبيض صورة كان قد نشرها، ورصدها موقع “يمن إيكو”، تظهر الرئيس جو بايدن برفقة قوات خاصة أمريكية في إسرائيل، ضمن خبر جاء فيه أن الأخير ” التقى بالقوات الخاصة الأمريكية المنتشرة في إسرائيل لشكرهم على شجاعتهم والعمل الذي يقومون به ردا على هجوم حماس”.
وأفادت مصادر بأن الجنود الذين ظهروا في الصورة تم التعرف عليهم، وكانوا أعضاء في المجموعة القتالية النخبوية (CAG) والمعروفة أيضا باسم “قوة دلتا”، وهو ما كشف أن الولايات المتحدة تشارك مباشرة في القتال.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي دانييل هاغاري، الجمعة، أن الجيش مستعد لمواجهة أي هجمات محتملة من اليمن، وذلك بعد أن كان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا لوسائل إعلام عبرية أن الطائرات والصواريخ التي اعترضتها القوات الأمريكية كانت تستهدف إسرائيل.
هجمات على القوات الأمريكية في سوريا والعراق
على جبهة ثالثة، استهدفت صواريخ طائرات بدون طيار انتحارية، خلال الأيام الثلاثة الماضية، عدة قواعد وحاميات للقوات الأمريكية في سوريا والعراق، منها قاعدة “عين الأسد”، وقاعدة أخرى بالقرب من مطار بغداد، وقاعدة “النتف” بسوريا، ما أدى إلى وقوع إصابات، فيما أعلن الجيش الأمريكي أن “متعاقدا” توفي أثناء هجوم على عين الأسد.
وتبنت المقاومة الإسلامية في العراق بشكل رسمي هذه الهجمات، وبرغم أنها لم تربطها علنا بما يحدث في فلسطين، إلا أنها كانت قد أعلنت في وقت سابق أنها ستقوم بمهاجمة القوات الأمريكية في حال تدخلت واشنطن بشكل مباشر في فلسطين، وهو ما جعل الهجمات الأخيرة مؤشرا إضافيا على توسع رقعة “طوفان الأقصى”.
ويعلن الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر إطلاق صواريخ من الجولان السوري المحتل، لكن مؤشرات اشتعال هذه الجبهة لا تزال هي الأضعف بالمقارنة مع مؤشرات جنوب لبنان واليمن والعراق.
“صواريخ اليمن” باتجاه إسرائيل تشعل أسعار النفط عالمياً
في السياق ذاته أكد موقع أويل برايس الأمريكي المتخصص في شؤون الطاقة، ارتفاع أسعار النفط بعد إعلان البنتاغون اعتراض صواريخ أطلقت من اليمن، مشيرا إلى تصاعد المخاوف من تأثر إمدادات النفط العالمية بتوسع الصراع الدائر بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، ليشمل نطاقا أوسع في المنطقة،
وأضاف الموقع أنه وبعد إعلان البنتاغون عن اعتراض سفينة حربية أمريكية صواريخ وطائرات مسيرة انطلقت من اليمن، انعكست هذه المخاوف على أسعار النفط الخام الذي ارتفع في تداولات أمس الجمعة متجاوزا الـ 90 دولارا للبرميل.
وقال: “لا شك أن هذه الأخبار ستضاف إلى المخاوف من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، مع ارتفاع أسعار النفط بسبب هذه الأخبار”.
وتابع: “في وقت مبكر من صباح الجمعة، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى ما فوق 90 دولارًا بينما وصل خام برنت إلى 93.44 دولارًا، وفي وقت سابق من الأسبوع، تراجعت أسعار النفط إلى حد ما بسبب الأخبار التي تفيد بأن الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن النفط الفنزويلي، ولكن يبدو أن هذا التصعيد العسكري الأخير قد تعارض مع هذه الأخبار”.