يمن ايكو
أخبار

عناصر في تنظيم القاعدة يتهمون قياداتهم بالفساد المالي وتجويعهم

يمن إيكو| أخبار:

اتهمت عناصر من تنظيم القاعدة قياداتها بالفساد المالي والتلاعب والغش، وممارسة سياسة التجويع مع عناصر محسوبة على قيادات معينة، الأمر الذي أدى إلى تعقيد الأزمة المالية التي تعصف بالتنظيم في اليمن.

وذكرت صحيفة “الأيام”، أن الخلافات الداخلية بين عناصر القاعدة وقياداتها خلال الأعوام الماضية، كانت دوافعها فكرية وعقائدية، حيث كان عدد من المنشقين عن التنظيم يتهمون قيادته بتغيير مساره واستخدامه كبندقية مأجورة لصالح دول ضد مصالح دول أخرى في اليمن، لكن الخلافات الآن تتمحور حول فساد مالي.

ونسبت الصحيفة إلى مصدر مقرب من القيادي في تنظيم القاعدة، سعد بن عاطف العولقي- أو ما يسمى أمير محافظة شبوة وعضو مجلس شورى التنظيم- أن خالد باطرفي، زعيم التنظيم في جزيرة العرب، ينتهج سياسة تجويع عناصر التنظيم، وتحديداً المحسوبين على سعد بن عاطف، بينما يرى هؤلاء أنّهم الأكثر تأثيراً في الميدان، والأكثر مواجهة لخصوم التنظيم، الأمر الذي جعل الأزمة المالية أكثر تعقيداً.

وقالت “صحيفة الأيام” إن السبب في احتدام الخلافات الداخلية بين عناصر وقيادات تنظيم القاعدة هو صفقة إطلاق المختطفين الأمميين، التي تمت مؤخراً، والتي وصفت بالأكثر غموضاً وسرّية داخل التنظيم، حيث عقد باطرفي تلك الصفقة متجاهلاً الجميع، بمن فيهم قيادات الصف الأول، الذين كان الأمر بالنسبة لهم صادماً، خصوصاً أن قيمة الفدية مقابل إطلاق المختطفين كانت 3 ملايين دولار (أكثر من ثلاثة مليارات ريال يمني).

الصحافي والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، عاصم الصبري، روى تفاصيل صفقة الفدية مقابل إطلاق المختطفين الأمميين، قائلاً: “إنّ ما حصل مؤخراً في قضية إطلاق المختطفين الأمميين من تكتم وسرّية وغموض، يزيد من احتدام الوضع في داخل التنظيم، وبحسب مصادر قبيلة، فإنّ الوسيط القبلي الذي كلفه أمير التنظيم بإجراء الصفقة، تسلَّم المبلغ كاملاً، والذي قدّر بـ (3) ملايين دولار أمريكي، ورفض الوسيط إعطاءه للتنظيم، بعد إطلاق المختطفين، وهذا ما دفع بخالد باطرفي إلى اختطاف شقيق الوسيط القبلي، إلّا أنّ التنظيم عاد وأفرج عنه بعد أنّ قوبل الأمر بغضب قبلي، في حين قالت مصادر أخرى: إنّ شقيق الوسيط هرب من قبضة التنظيم، ولم يُفرج عنه”، وفق صحيفة الأيام.

ومع الأزمة المالية التي تعصف بتنظيم القاعدة في اليمن، وصف مراقبون صفقة الفدية بأنها أكبر عملية نصب يتعرض لها تنظيم القاعدة، خصوصاً بعد ما فشلت محاولات خالد باطرفي في استرجاع المبلغ بأقل الخسائر.

ويُعدُّ تنظيم القاعدة من أوائل التنظيمات الإرهابية التي استخدمت الفدية مصدراً للتمويل، مقابل إطلاق من يتم اختطافهم على يد عناصر التنظيم، وبدأت تلك العمليات بالقرصنة البحرية التي كان يتم عبرها اختطاف رهائن من البحَّارة وقباطنة السُّفن الكبيرة، ثم الإفراج عنهم مقابلَ فدية، وهي مبالغ كبيرة مثّلت مصدراً مهماً من مصادر تمويل التنظيم وانتشرت على نطاق واسع في أماكن تواجد ونشاط التنظيم الإرهابي، حتى أصبحت هذه الظاهرة (الفدية) جريمة منظمة تصل إلى التفاوض والوسطاء، وأصبح التعامل معها أمراً شديد الحساسية، لكن العامل الاقتصادي هو البعد الأكثر أهمية، وفق مراقبين.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً