خاص/ يمن إيكو
أكد أكاديميون وجيولوجيون يمنيون أن تأثير التلوث النفطي، الناتج عن قيام الشركات النفطية العاملة في اليمن بالتخلص من المواد كيميائية بصورة عشوائية، لم يعد مقتصراً على صحة الانسان وحسب، بل امتد ليشمل مصادر الرزق للمواطنين من أراضي زراعية وثروة حيوانية ومياه جوفية ويهدد بفقدانها.
وقال الأكاديمي والجيولوجي الدكتور عبدالقادر الخراز، في سلسة منشورات على حسابه في “فيسبوك”، إن الشركات النفطية تقوم بتصريف المخلفات الخطرة بشكل مباشر، من خلال دفنها أو تسريبها إلى التربة والمياه الجوفية بدون معالجة، إلى جانب ترك الكثير من تلك المخلفات مكشوفة، ما ينتج عنه تبخر غازاتها السامة لتنتقل إلى المناطق السكنية التي تتأثر أيضاً بالغازات المنبعثة من حرق النفط والغاز.
وأوضح الخراز، وهو رئيس مركز دراسات بيئية وهندسية، أنه تم تنفيذ مسح ميداني ومقابلات جماعية في ثلاثة مناطق بوادي حريب، بمارب، مختلفة في مسافات البعد عن مواقع انتاج النفط، لمعرفة مدى آثار وأضرار التلوث النفطي على صحة الانسان والأراضي الزراعية والمواشي والمياه الجوفية.
وأشار إلى أن نتائج تلك الدراسة أظهرت تلوث ما نسبته 70% من اجمالي المساحة المزروعة في المديرية، وكذا تناقصا في أعداد الثروة الحيوانية بشكل كبير، جراء إصابتها بعدة أمراض مثل الرعاش والصرع، الكساح، الاختناق، ناهيك عن انتشار 17 نوعا من أمراض السرطان بين سكان منطقة حريب بنسبة 64.6% والأمراض التنفسية والصدرية بـ 17.6% وأمراض الكلى بـ 9.8%.
ووفق مركز الخراز، فإنه تم، من خلال تحليل 5 عينات للتربة، اكتشاف زيادة في بعض المركبات الكيميائية، ناتجة عن المخلفات النفطية، بمعدل يصل إلى 20 ضعفاً عن المعدل الطبيعي، وهو ما يتسبب في فقدان العناصر الأساسية للتربة المطلوبة للزراعة، ويجعل المياه الجوفية غير صالحة للاستخدام البشري والحيواني والزراعي.