يمن ايكو
تقارير

📃 صيادو اليمن من ميدي إلى سقطرى.. سبع سنوات في شباك الحرب والحصار 

تقرير خاص – يمن إيكو

بعد أن كانوا يزيّنون مشاهد تجمعاتهم اليومية بحمل الشباك، تأكيداً على امتهانهم الصيد كمصدر رزق لأطفالهم؛ غدا أكثر من 90 ألف صياد يعملون في سواحل اليمن، ضحايا لشباك الحرب والحصار، منذ أصبحت المياه اليمنية مسرحاً لبوارج التحالف وسفن الجرف الجائر لثروات اليمن البحرية، وكان آخر تلك الضحايا 25 صياداً اختطفتهم، السبت الماضي، بحرية التحالف قبالة جزيرتي زقر وحنيش اليمنيتين.

رئيس ملتقى الصياد التهامي بمحافظة الحديدة، محمد الحسني، أكد أن الصيادين اقتيدوا من أماكن عملهم اليومي ومصدر عيشهم الدائم في البحر، إلى أماكن غير معلومة، في ظل سريان الهدنة الإنسانية في البلاد، مطالباً الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بالضغط على التحالف لإعادة الصيادين إلى أسرهم، مؤكداً أن أكثر من ألف انتهاك طال الصيادين اليمنيين من قبل بحرية التحالف خلال الفترة الماضية.

حادثة اختطاف الصيادين الـ 25 من أبناء محافظة الحديدة، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، في مسلسلٍ بدأت حلقاته في صبيحة 26 مارس 2015م، عندما بدأ التحالف بقيادة الرياض عملياته العسكرية في اليمن، معلناً سيطرته على المياه اليمنية المتمثلة في شريط ساحلي يصل طوله إلى 2500 كيلو متر، فاتحةً أبواب الانتهاكات على الصيادين اليمنيين من تخوم حدود المياه الدولية في ميدي، إلى مشارف المحيط الهندي في شرق وجنوب جزيرة سقطرى.

خسائر الصيادين في سواحل محافظتي الحديدة وتعز- حسب الصيادين- ليست في ضياع مواسم الصيد فقط، بل يضاف إلى ذلك ضياع فرص أعمالهم ومصادر أرزاق أسرهم، بعد أن حظرت قوات التحالف الصيد في عشرات الأميال البحرية في المياه اليمنية المحاذية لمحافظتي الحديدة وتعز. ناهيك عن تعرضهم للاعتقال، مشيراً إلى أن قرابة 1140 صياداً من أبناء مناطق تهامة الساحلية من ميدي حتى المخا، اعتقلوا من قبل سفن تابعة للتحالف، قتل منهم 450 صياداً، وأصيب 216، وفقد 53، واحتجز 250 صياداً يمنياً في السعودية وفي إريتريا وفي الإمارات.

وتشير التقارير المحلية والدولية- التي وثقت تداعيات الحرب على شريحة الصيادين في محافظتي الحديدة وتعز خلال سنوات الحرب السبع الماضية- إلى أن نصيب الصيادين وقواربهم والبنية التحتية الخاصة بالصيد تعرضت لقرابة 60 غارة جوية أدت إلى مقتل 125 صياداً، وإصابة 75 آخرين.

منظمة هيومن رايتس ووتش، أكدت- في تقرير نشرته في أغسطس 2019م وثق شهادات لمعتقلين سابقين أفادوا بتعرضهم لـ “التعذيب أثناء الاحتجاز في السعودية”- مقتل 47 صياداً يمنياً على الأقل، جراء خمس هجمات، شاركت فيها سفن حربية ومروحيات، كما أشار التقرير نفسه، إلى احتجاز أكثر من 100 صياد يمني من قبل القوات السعودية لفترات تتراوح من 40 يوماً إلى عامين ونصف، في مراكز الاحتجاز والسجون في السعودية.

وأكد تقرير برلماني صادر في صنعاء، حظر التحالف لنشاط الصيد التقليدي في 20 منطقة بحرية، متسبباً بحرمان أكثر من 50 ألف صياد تقليدي من ممارسة مهنة الصيد في سواحل البحر الأحمر، كما تم إغلاق موانئ الإنزال السمكي، وتدمير الموانئ البحرية وأسْواق ومراكز تجميع الأسماك، حيث بلغ عدد مراكز الإنزال والتجميع السمكية المستهدفة في سواحل البحر الأحمر نحو 93 مركز إنزال خلال عامي 2018 – 2019.

وفي محافظة حضرموت والمهرة، المطلتين على البحر العربي، أكدت التقارير الاقتصادية أن المحافظتين كانتا تنتجان إلى ما قبل حرب التحالف في اليمن وتحديداً في الفترة (2003-2014) حوالي ثلثي إجمالي الناتج المحلي للبلاد من الأسماك، غير أن النسبة تراجعت خلال 2015-2019م إلى 4%.. مشيرة إلى أن المهرة تحتل المرتبة الأولى في الإنتاج السمكي خلال الفترة ذاتها، بما يزيد عن ثلث إجمالي إنتاج البلاد، وتأتي حضرموت بالمرتبة الثانية بإنتاج ربع الكمية؛ ما يعني أن شريحة الصيادين في المحافظتين كانت أكثر تضرراً من أي محافظة يمنية، جراء عسكرة التحالف لمراكز الإنزال السمكي وحظره لأعمال الصيادين في المصايد السمكية في المياه اليمنية المحاذية لسواحل حضرموت والمهرة.

ويشير تحقيق استقصائي حول واقع الصيادين اليمنيين في منطقتي المهرة والمكلا، تحت عنوان “شباك خاوية من السمك”، إلى تراجع المستوى المعيشي والاقتصادي لشريحة الصيادين، بعد أن فرض التحالف إجراءات قاسية من القمع والتعذيب والتهديد والإقصاء، ومنذ لجأ التحالف في 2016م إلى عسكرة موانئ ومراكز الصيد السمكي على مرأى السلطات المحلية.. موضحاً أن التحالف حوّل 11 مركزاً للصيد السمكي إلى مواقع عسكرية من أصل 12 مركزاً هي إجمالي مراكز الإنزال فقط على ساحل المهرة.

وأكد التحقيق مقتل قرابة 50 صياداً، وإصابة العشرات من محافظة حضرموت، كما حظر التحالف الصيد اليومي في 12 ميلاً بحرياً، على سواحل المكلا البالغ طول شريطها الساحلي نحو أكثر من 750 كيلو متراً، أما في سقطرى فقد منع الصيادين من الصيد في المياه اليمنية، ومع وجود نحو 20 جمعية سمكية في الأرخبيل، إلا أنه لا أثر لأي نشاط تضامني منها تجاه أوضاع ومعاناة الصيادين في المنطقة، ما دفع بالبعض من الناشطين إلى اتهام المسؤولين فيها بتلقي الدعم المالي من الإمارات.

يذكر أن الإحصائيات أشارت إلى أن 70 ألف صياد في اليمن فقدوا مصادر دخلهم، جراء الحرب والقصف المباشر على قوارب الصيد من قبل التحالف السعودي الإماراتي، ما أسفر عن تدنِّي الحصة السنوية من الأسماك للفرد بنسبة 80%، وفق تقرير لجنة الزراعة والثروة السمكية التابعة لبرلمان صنعاء 2020.. وكشف أن الإنتاج انخفض إلى حوالي 60 ألف طن في عامي 2018 و2019، فيما أكد آخر تقرير لمركز عين الإنسانية الحقوقي أن القصف دمّر 482 قارب صيد.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً