تقرير خاص-يمن ايكو
فشلت أبو ظبي في التغطية على عملية عسكرية استهدفت منشآت حيوية واقتصادية في العمق الإماراتي، بينما أعلنت صنعاء مسؤوليتها عن العملية ووصفتها بالنوعية.
وأعلنت الشرطة الإماراتية، اليوم الإثنين، اندلاع حريق أدى إلى انفجار خزانات شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك) في منطقة مصفح “أيكاد 3″، بالإضافة إلى انفجار (وصفته بالحادث البسيط) في مطار أبو ظبي الدولي.
والواضح أن صنعاء أنجزت ما وعدت به أبو ظبي، في سياق إعراض الأخيرة عن نصائح أسديت لها أكثر من مرة، منذ عام 2017، وهو العام الذي فاجأت صنعاء التحالف السعودي الإماراتي، بامتلاك قدرات دفاعية صاروخية بدأت تصل إلى العمق السعودي وتحقق أهدافها في تكبيد الرياض خسائر باهظة في منشآتها الحيوية وذات التأثير الاقتصادي.
وأقسى على الإمارات من رسالة صنعاء، هو التيقن من مرحلة جديدة باتت الأخيرة عازمة على خوضها في إطار معركتها مع أبو ظبي والرياض وشركائهما الدوليين. ولهذا السبب تقريباً تململت أبو ظبي من الإشارة إلى صنعاء في الاستهداف الذي طال مطارها الدولي وشركتها البترولية المؤثرة، لتتولى الرياض التصريح بشكل مباشر بوقوف صنعاء وراء الهجوم.
هناك توافق في تقديرات المحللين والخبراء، بأن صنعاء قطعت الطريق أمام الشكوك بإمكانية استهداف منشآت مؤثرة في العمق الإماراتي، مثلما أظهرت إمكانية استهداف مؤسسات ومواقع اقتصادية مؤثرة في العمق السعودي.
وجاء في بيان عن قوات صنعاء، الإعلان عن “أن الإمارات دويلة غير آمنة طالما استمر تصعيدها العدواني ضد اليمن. وحذر الشركات الأجنبية والمواطنين والمقيمين في الإمارات بالابتعاد عن المواقع والمنشآت الحيوية حفاظاً على سلامتهم”.
وينظر المحللون والخبراء إلى العملية بكونها تعبيراً عن تحول جديد في سياق الحرب المفروضة في اليمن اقتصادياً وعسكرياً منذ سبع سنوات، ولكن لمصلحة صنعاء. ويجدر بالإمارات أن تفهم بأن مواقعها ومنشآتها الحيوية لن تكون بمأمن من هجمات صنعاء التي ما تزال تعدها بمفاجآت قادمة.
قال توربيورن سولتفيد، كبير محللي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة فيريسك مابلكروفت، إن “الهجمات التي يشتبه أنها تمت بطائرات مسيرة تمثل مصدر قلق لمراقبي أسواق النفط”.
واعتبر مسؤول في حكومة صنعاء، “ضربة اليوم التي استهدفت أبو ظبي بأنها مجرد بداية إذا لم توقف الإمارات عدوانها”، حسب قوله. محذراً من أن العملية العسكرية ما زالت مستمرة، وأنها في بدايتها، مؤكداً أن صنعاء تعاملت بصبر كبير مع الإمارات.
على عكس توقعات البعض بردود فعل ميدانية للجانب الإماراتي، فإنه من المحتمل أن تتفادى أبو ظبي التورط في ردود فعل ميدانية تجاه الضربة الموجعة التي تلقتها من صنعاء، وقد تلجأ إلى بدائل دبلوماسية، لاسيما وأن أبو ظبي تسعى إلى ترتيب وتأمين طموحاتها الاقتصادية، من خلال ما تظهره من تحركات تهدف منها بناء علاقات مع أطراف إقليمية تعتقد بتأثيراتها في المنطقة، ولاسيما في الشأن اليمني.
وبالاتساق، فقد نقلت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، عن مصدر مقرب من حكومة أبو ظبي، قوله إن الإمارات ستطلب من واشنطن إدراج “أنصار الله” في اليمن إلى قائمة الإرهاب!”.
وليست المرة الأولى، تستهدف القوات الصاروخية لصنعاء الإمارات بطائرات مسيرة، مسفرةً عن خسائر اقتصادية في عمق أراضيها. ففي عام 2019، بثت صنعاء فيديو قالت إنه يعود لاستهداف منشآت في مطار أبو ظبي الدولي في عام 2018 بطائرة مسيرة، إلا أن الإمارات نفت تعرض المطار لأي هجوم، وقالت إن الحادث الذي وقع في المطار تسببت به مركبة إمدادات.