تقرير خاص-يمن ايكو
لم يعد هناك من يصدق أو يثق بما يقوله المسؤولون في حكومة هادي، بالنظر إلى استمرار الانهيار الاقتصادي على نحو مخيف في نطاق سيطرة الحكومة نفسها، التي تتلقى الدعم من تحالف دولي تقوده السعودية والإمارات منذ حوالي سبع سنوات. يقابله استقرار نسبي استطاعت السلطات في صنعاء تحقيقه والحفاظ عليه.
ويمكن ملاحظة حالة السخط على منصات التواصل الاجتماعي، التي تتناسل في أعقاب أي حديث لمسؤول ما في الحكومة عن الانهيار الاقتصادي، لا يخلو من اتهام السلطات في صنعاء بأنها السبب في انهيار قيمة العملة الوطنية والانقسام النقدي.
يسخر الناشطون، وغالبيتهم موالون لحكومة هادي، من الإصرار على تحميل الحكومة في صنعاء تبعات التدهور الاقتصادي وانهيار العملة. يقولونها صراحة: “يكفي كذباً وتدليساً على المواطنين، فالدولار فوق 1300 ريال في عدن، وكل مناطق سيطرة الحكومة والتحالف. بينما يحافظ على استقراره في صنعاء.. اقتدوا بصنعاء وخلو الدولار 600 ريال على الأقل”.
ووصل سعر تداول الدولار الأمريكي مقابل الريال اليمني، مساء اليوم الخميس، في مناطق التحالف وحكومة هادي، إلى 1320 ريالاً، بينما لا يزال ثابتاً في مناطق سيطرة حكومة صنعاء عند الـ 600 ريال.
وخلال الأسابيع الماضية شهدت عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية احتجاجات شعبية غاضبة، تنديداً بانهيار الاقتصاد جراء السياسات المالية والنقدية الفاشلة والممارسات الفاسدة لحكومة هادي، وطالب المحتجون برحيل الحكومة والتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.
وقدم رئيس الحكومة، معين عبدالملك، اعترافات مهمة بممارسات فساد ضد المال العام في أروقة حكومته، وقال في مقابلة تلفزيونية مؤخراً، هناك “سبعون ملياراً اختفت من إيرادات إحدى المحافظات، بينما تم شراء سيارات بمبلغ عشرة مليارات لمحافظة واحدة. وتم تجميد حساب بعشرين مليار ريال”.
وعلّق مراقبون، إن “مثل هذه الممارسات الفاسدة هي التي أدت إلى انهيار قيمة العملة الوطنية، مثلما أدت السياسات العاجزة والفاشلة إلى مفاقمة الانهيار، وخصوصاً في نطاق سيطرة الحكومة نفسها”.
لافتين إلى إجراءات خطيرة قصمت ظهر العملة الوطنية، من بينها “طباعة المليارات من العملة اليمنية بدون غطاء من العملة الأجنبية وإغراق تلك المدن بها، ورفع أسعار التعرفة الجمركية”.
وتتفشى الفوضى المصرفية في مناطق سيطرة التحالف وحكومة هادي، وتتبخر كل الأحاديث الرسمية التي تلقي بالوعود بهدف وقف التدهور الاقتصادي والانهيار النقدي.
من عدن، قالت الصحافية جاكلين أحمد لموقع “كريتر سكاي”: “ذهبت إلى الصرافة لتحويل مرتبات أحد المتوفين إلى أسرته في صنعاء.. وكانت المفاجأة غير المتوقعة…مقابل التحويل أكثر من 100 في المئة.. نعم، لكي أحول مئة ألف عليّ دفع مائة وثلاثة آلاف مقابل تحويلها!
وتساءلت: إلى أين وصلت وقاحة حكومة تدعي “الشرعية” و”انتقالي” يحارب طواحين الهواء لقتل الشعب بوهم دولة الجنوب. إلى أين يريدون أن يوصلوا الشعب.. ولمصلحة من كل هذا العقاب الذي يوجهونه لأبناء المناطق الشمالية.
و”لم يعد أي طرف من أطراف حكومة هادي يستطيع السيطرة على الفوضى التي تجتاح سوق الصرف في نطاق سيطرتهم. فكل طرف يحاول إلصاق الاتهامات بخصمه، والضحية في الأخير العملة والاقتصاد الوطني والمواطن الذي يقاسي تبعات وارتدادات هذا الجحيم المتواصل”. وفق مراقبين.
وتبعاً لذلك، يشكو المواطنون في مختلف المناطق التي يسيطر عليها التحالف وحكومة هادي، من تردي أوضاعهم المعيشية بشكل كبير، مع ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بصورة قياسية غير مسبوقة، ومواجهتهم صعوبات بالغة في توفير احتياجاتهم من الغذاء والدواء ومختلف الاحتياجات المعيشية.
وأدى تدهور سعر صرف العملة الوطنية خلال الأشهر الأخيرة إلى انهيار متزايد في القدرة الشرائية للمواطنين، في مناطق سيطرة حكومة هادي، بصورة أكبر مما تبدو عليه في نطاق سيطرة صنعاء.