قالت السلطات في صنعاء، إنها تنتظر من الأمم المتحدة ترجمة عملية لأقوالها بشأن رفع القيود المفروضة من قبل التحالف على المطارات والموانئ اليمنية.
وجاء في الإحاطة الأولى للمبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الجمعة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي: “يجب فتح مطار صنعاء، واستئناف العمل في ميناء الحديدة”، وشددت إحاطة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية والإغاثة العالمية، مارتن غريفيث، على أنه “يجب الفتح الفوري لمطار صنعاء وميناء الحديدة وعدم ربط ذلك بأية مسائل أخرى”.
ووصف نائب وزير خارجية الحكومة في صنعاء، حسين العزي، التصريحات الأممية بالإيجابية، وأضاف في تغريدة مقتضبة: “ننتظر ترجمة الأقوال إلى أفعال”.
وأقر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، بأن الحرب المفروضة والمستمرة من قبل التحالف، قد أضرت بالاقتصاد في اليمن وخلقت ظروفاً بالغة التعقيدات.
وقال، “يعيش اليمنيون في جميع أنحاء البلاد في ظل قيود شديدة على حرية تنقلهم وعلى حركة السلع الأساسية بسبب القتال المستمر ونقاط التفتيش والقيود المفروضة على الطرق والموانئ والمطارات”.
وأشار إلى ما تسببت به حرب التحالف بقيادة السعودية والإمارات، من انقسام وتفتت مؤسسات الدولة. مؤكداً أن ذلك “أدى إلى عرقلة الاقتصاد، وأجبر المواطنين والشركات على التعامل مع متطلبات إدارية هائلة، بل ومتناقضة في كثير من الأحيان”.
وحذر غروندبرغ، من أن استمرار الحرب الاقتصادية يقود إلى “عواقب طويلة المدى ولها أثر مدمر على الدولة اليمنية وشعبها”، وقال: “لا بد من ضمان حرية حركة الأفراد والسلع من وإلى اليمن، وداخل اليمن أيضاً، ويجب أن يفتح مطار صنعاء أبوابه أمام الطيران التجاري. ولا بد من تخفيف القيود المفروضة على استيراد الوقود والسلع عبر ميناء الحديدة”.
وتفتقر المواقف الأممية بشأن الحرب الاقتصادية والعسكرية المتواصلة منذ حوالي سبع سنوات، إلى ما يشير لإلزام التحالف بالتخلي عن مواصلة الإغلاق والحصار الاقتصادي الذي نتج عنه أسوأ ظروف إنسانية واقتصادية على المستوى العالمي، بحسب مراقبين.
وقال المراقبون، إنهم لا يتوقعون أن يقدم المبعوث الأممي المعين مؤخراً إلى اليمن، أكثر مما قدمه سابقوه. وإن إحاطته الأولى تشير إلى ذلك.
وفي وقت سابق، انتقد مسؤولون في هيئات إنسانية دولية، موقف الأمم المتحدة تجاه ما يعانيه أكثر من 8 في المئة من الشعب اليمني، جراء استمرار الحرب والحصار ضد الإمدادات اللازمة للبقاء على قيد الحياة. وقالوا إن الأمم المتحدة تقوم بدور انحيازي في مسألة تتعلق بمصير ملايين المدنيين اليمنيين الذين لا علاقة لهم بحسابات أطراف الحرب.
وبشكل ملحوظ تدعم الأمم المتحدة مبادرات للحل في اليمن، لا تفصل بين ما هو إنساني وما هو عسكري وسياسي، وفي كثير من الأحيان يتناغم الدور الأممي مع الدور الذي يلعبه التحالف، وخصوصاً في الملف الإنساني.
وتبدو مهمة المبعوث الأممي الجديد حاسمة، فيما يتصل بالملف الاقتصادي والإنساني، خاصة وأنه قدم التزاماته بخلاف سابقيه تقريباً، بالسعي نحو سلام مستدام يحمي كافة الحقوق على تنوعها في اليمن، بما يشمل الحقوق الاقتصادية وتحقيق الإنصاف لليمنيين.