تقرير خاص-يمن ايكو
رغم التحذيرات الدولية من أن استمرار شلل المطارات اليمنية، يزيد من تفاقم الوضع الإنساني والاقتصادي اليمني، يواصل تحالف الحرب والحصار بقيادة السعودية سيطرته وحصاره المطبق على 18 مطاراً يمنياً، 6 منها دولية:(صنعاء- عدن- تعز- الحديدة- الريان- سيئون)، ويساهم هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين (10-13%) سنوياً، يشكل مطار صنعاء الدولي 80% من إجمالي المسافرين الدوليين والمحليين، وفقاً لتقرير البنك الدولي الصادر في 2017م.
ومنذ شن التحالف عملياته العسكرية في اليمن صبيحة 26 مارس 2015م علقت جميع شركات الطيران الإقليمية والدولية رحلاتها من وإلى اليمن، سعى جاهداً إلى عسكرة التحالف لمطارات يمنية عامرة بحركة السفر الكبيرة الاقتصادية والتجارية، محولاً إياها إلى مواقع ومطارات عسكرية لا تخدم سوى تحركاته التي باتت تعكس بوضوح مقدمات من الاستعمار الجديد.
سيطرة التحالف على مطارات اليمن لم تعد مقصورة على المطارات المحاصرة والمدمرة قصفاً في مناطق حكومة صنعاء، كمطارات: صنعاء والحديدة وتعز الدولية، بل صارت مطارات اليمن في المحافظات التي زعم التحالف أنه حررها من اليمنيين، مواقع عسكرية وثكنات لا تعكس سوى مقدمات للاستعمار القديم بأدوات جديدة.
تحويل المطارات الدولية في حضرموت والمهرة وسقطرى إلى معسكرات، حسب كثير من المراقبين، واحدة من أهم المقدمات لعودة بريطانيا إلى جنوب اليمن، مشيرين إلى أن القوات الإماراتية والسعودية سيطرت على مطار الغيظة بمحافظة المهرة منذ بداية الحرب والحصار، بذريعة تأمين المحافظة والمطار من أن تصل إليه قوات صنعاء، وبعد رفض واسع للممارسات الإماراتية داخل المهرة انسحبت القوات الإماراتية، وحلت مكانها قوات تابعة للسعودية، في منتصف نوفمبر 2017م وعبر الأعمال الإغاثية وتحت مبرر مكافحة التهريب عززت السعودية قواتها في المهرة، وجعلت من المطار نافذة لها في التواصل الخارجي، ومقراً لقواتها العسكرية.
الأكثر صلة بمقدمات عودة المحتل البريطاني الذي يريد السيطرة على مكامن الثروات في محافظات اليمن الخاضعة لسيطرة التحالف أن مطار الغيظة استقبل الدفعة الأولى من القوات البريطانية التي هبطت أولى رحلاتها في 30 يوليو الماضي، بحُجة ملاحقة من نفذ الهجوم على سفينة “ميرسير ستريت” الإسرائيلية” قبالة سواحل عمان، وهو ما أعاد إلى ذاكرة الناس الذرائع التي اختلقها البريطانيون للسيطرة على عدن في 1839م، إذ لم تكن السيطرة على مطار الغيظة إلا مقدمة لتأمين القوات البريطانية عندما تتصل وتتهيأ لها كامل الذرائع.
مطار الغيظة ليس وحده الذي تمت السيطرة عليه وفق الذرائع المذكورة، فبذريعة محاربة تنظيم القاعدة الذي سيطر على محافظة حضرموت لمدة عامين، وفي عملية عسكرية انتهت بتسوية غامضة مع التنظيم، أفضت لرحيل عناصره من المدينة، فرضت الإمارات في أبريل 2016م سيطرتها على مطار الريان في عاصمة حضرموت المكلا، ليتم تحويله إلى قاعدة عسكرية لها وسجون سرية للاعتقال والتعذيب لمعارضيها، وسط تجاهل لكل المطالبات الشعبية بإعادة فتح المطار، وأصبح المطار مغلقاً إلا من رحلات مدنية لا تخدم سوى أهداف الإمارات، أو طائرات عسكرية تابعة للتحالف.
وفي يناير الماضي كشف نشطاء عن اتفاق أبرم في أبوظبي بين سلطات حضرموت من جهة والقيادة الإماراتية من جهة أخرى، قضى بفتح جزء من مطار الريان الدولي في المكلا، مقابل احتكار النشاط الملاحي لشركة الاتحاد للطيران الإماراتية.
وبحُجة تقديم العون الإنساني والإغاثي للسكان، خاصة بعد الإعصار الذي ضرب المحيط الهندي وطال أرخبيل سقطرى عام 2016م وصلت الإمارات إلى محافظة سقطرى لتحول مطارها تدريجياً من منشأة اقتصادية ومدنية إلى معسكر استقدمت إليه قوات تابعة لها عبر طائراتها الخاصة في 2017م، واليوم أصبح المطار مغلقاً أمام رحلات الطيران المدني، ومفتوحاً أمام الرحلات الجوية التي تسيرها أبوظبي من وإلى الإمارات، بعيداً عن إشراف وإدارة حكومة هادي المقيمة في الرياض.