يمن إيكو|تقرير:
قال لارس جنسن، الاستشاري البارز في قطاع الشحن والأمن البحري، ومؤسس شركة (فيسبوشي ماريتايم) إن الوضع في البحر الأحمر مرتبط بالحرب في غزة، وإن وقف إطلاق النار سيؤدي إلى توقف الهجمات البحرية، لكن عودة الوضع إلى ما قبل الأزمة ستعتمد على مدى صمود حالة وقف إطلاق النار لفترة طويلة.
وفي منشور كتبه على منصة (لينكد إن)، اليوم الأحد، ورصده موقع “يمن إيكو”، قال جنسن إن “أزمة البحر الأحمر ترتبط بالصراع بين إسرائيل وحماس، وقد يأمل البعض أن تُفضي مفاوضات وقف إطلاق النار الحالية إلى تطبيع قريب للوضع”.
وأضاف: “لكن قبل المبالغة في التفاؤل بشأن خطوط الشحن، تجدر الإشارة إلى أنه كان هناك أيضاً وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير 2025، مع تحديد مراحل متعددة لتحقيق السلام، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن، وأعلن الحوثيون أنه طالما استمر وقف إطلاق النار، فلن يستهدفوا السفن العابرة، وفي ذلك الوقت، لم يُؤدِّ وقف إطلاق النار إلى استئناف خطوط الشحن مساراتها عبر البحر الأحمر، إذ كانت الشركات قلقة على الأرجح بشأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار، كما أنه من الناحية التشغيلية سيكون من المُعقّد للغاية تحويل الشبكات نحو قناة السويس، ثم الاضطرار سريعاً إلى التراجع والعودة إلى الالتفاف حول أفريقيا”.
وتابع: “تم إفشال خطة السلام في مارس مع استئناف الأعمال العدائية، مما دفع بالحوثيين أيضاً إلى استئناف الحصار الذي أعلنوه، ولذا من منظور الشحن، من المرجح جداً أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وحتى في حال نجاحه في البداية، سيتطلب الأمر فترة طويلة من الاستقرار قبل أن نشهد عودةً إلى مسار قناة السويس لسفن الحاويات الكبيرة”.
ومن المقرر أن يشهد هذا الأسبوع جولة مفاوضات جديدة لمناقشة الخطة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، والتي وافقت حماس على جزء منها، وهو الجزء المتعلق بتبادل الأسرى.
وقالت قوات صنعاء، اليوم الأحد، إنها تتابع المستجدات بالتنسيق مع المقاومة الفلسطينية وإنها ستتعامل مع الوضع بناء على النتائج الميدانية، مؤكدة أن عملياتها لن تتوقف إلا عند “وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها”.
وفي يناير الماضي أوقفت قوات صنعاء عملياتها البحرية ضد السفن غير المملوكة لإسرائيل، ولم يتم تسجيل أي هجوم طيلة فترة وقف إطلاق النار، وقالت إنها سترفع الحظر عن هذه السفن عندما يكتمل تنفيذ كافة مراحل الاتفاق، لكن ذلك لم يحدث، لأن إسرائيل استأنفت الحرب على غزة في مارس، وهو ما دفع بقوات صنعاء لاستئناف عملياتها البحرية بالتدريج وصولاً إلى المرحلة الرابعة التي تشمل استهداف كافة السفن التابعة لأي شركة تتعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وفي حال تم التوصل إلى وقف إطلاق النار فمن المرجح أن تعلن قوات صنعاء تعليق عملياتها البحرية تدريجياً بما يتلاءم مع جدول مراحل الاتفاق، كما حدث في بداية العام.
يشار إلى أن توقف عمليات قوات صنعاء بسبب وقف إطلاق النار في يناير الماضي قد شجع بعض الشركات على العودة، لكن الجزء الأكبر من الشركات ظلت مترددة بسبب عدم اليقين بشأن صمود الاتفاق، وهو ما قد يتكرر مرة أخرى كما أوضح جنسن.

