يمن إيكو|أخبار:
أكد حزب الله اللبناني، السبت، اغتيال أمينه العام، حسن نصر الله، في الغارات الإسرائيلية التي استهدفت، مساء الجمعة، مقر القيادة المركزية للحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال الحزب في بيان تداولته وسائل الإعلام الدولية، ورصده موقع “يمن إيكو”: “التحق سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله برفاقه الشهداء العظام الخالدين الذين قاد مسيرتهم نحواً من 30 عاماً”. حسب تعبير البيان.
وجاء بيان حزب الله اللبناني بعد ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي نجاح عملية الاغتيال، وقوله إن مقاتلاته ألقت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن كل منها طناً من المتفجرات، لاغتيال نصر الله.
وشهد حزب الله اللبناني، تحولات بنيوية واقتصادية وسياسية وعسكرية في ظل قيادة الأمين الثالث، حسن نصر الله، على مدى 31 عاماً، خاض فيها حروباً وانتصارات كان أبرزها ما عرف بـ”حرب تموز 2006م”، التي أفضت إلى إجبار إسرائيل على الرحيل من جنوب لبنان.
ولد حسن نصر الله، في 31 أغسطس 1960م في عائلة متواضعة في برج حمود، في بلدة البازورية بجنوب لبنان، كان والده عبد الكريم نصر الله، يعمل بائع خضار في حي الكرنتينا الشعبي، ووالدته نهدية صفي الدين، عاش طفولته في كنف أسرته، ومنذ صغره اهتم بمتابعة دراسته في مجال أصول الدين، خصوصاً بعد انتقال عائلته من مسقط رأسها إلى بيروت.
وفي 1975م عادت عائلة نصر الله من بيروت إلى مسقط رأسها في جنوب لبنان، بعد اندلاع الحرب الأهلية في البلاد، وخلال دراسته الثانوية في مدرسة صور الحكومية، وحينها بدأ حسن نصر الله أولى خطوات عمله السياسي، بانضمامه إلى “حركة أمل” وعُين ممثلًا لها في قريته، حيث كان نشطاً في تنظيم الشباب الديني المحلي، وفي آخر سبعينيات القرن الماضي، تزوج حسن نصر الله من فاطمة مصطفى ياسين من قرية العباسية الجنوبية، وأنجب منها خمسة أبناء.
وفي عام 1982م، انسحب حسن نصر الله من حركة “أمل” مع عدد من المسؤولين إثر خلافات حول كيفية مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وانضم لـ”حزب الله” الذي تأسس في العام نفسه، وتولى مسؤولية تعبئة المقاومين في منطقة البقاع (شرق).
وفي عام 1985، انتقل إلى بيروت حيث تولى منصب نائب مسؤول المنطقة، ثم أصبح المسؤول التنفيذي العام المكلف بتطبيق قرارات مجلس الشورى، غير أن التحول الأهم على صعيد مسيرته العملية، حدث في 16 فبراير عام 1992م عندما تولى نصر الله منصب الأمين العام لحزب الله بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي بهجوم إسرائيلي.
وفي عام 1993م تم انتخابه أميناً عاماً لحزب الله، وذلك خلفاً للسيد عباس الموسوي، الذي اغتالته إسرائيل بغارة جوية في عام 1992م، وفي عام 1995م أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية نصر الله على “قائمة الإرهابيين الدوليين”، وعرضت مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى تحديد مكانه أو اعتقاله، وفي 12 سبتمبر 1997م قُتل أربعة مجاهدي من حزب الله بكمين إسرائيلي قرب مليخ كان من بين القتلى ابنه الأكبر هادي، الذي كان يبلغ عمره حينها ثمانية عشر عاماً.
وفي عام 2000م وتحت ضغط عمليات حزب الله المنظمة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود باراك، عن سحب جميع القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، مما زاد من شعبية نصر الله في الداخل اللبناني والعربي.
وفي عام 2004م قاد أكبر صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، تضمنت إطلاق مئات الأسرى اللبنانيين والعرب، وفي عام 2006م قاد الحزب بقيادة نصرالله، حرب تموز 2006 ضد إسرائيل التي استمرت 33 يوماً، مما عزز شعبيته عربياً وإسلامياً.
وخلال فترة قيادته كأمين عام لحزب الله، جعل الحزب قوة عسكرية واقتصادية وسياسية حاضرة بقوة في مواجهة إسرائيل، حيث طوّر قدراته العسكرية بشكل كبير، وأصبح الحزب يمتلك أسلحة دقيقة ومتطورة، كما أعلن نصر الله أن حزبه يضم 100 ألف مقاتل.
وفي اليوم الثاني لعملية السابع من أكتوبر 2023، أطلق نصر الله استراتيجية “وحدة الساحات”، حيث أعلن عن فتح جبهة جنوب لبنان لدعم وإسناد حركة حماس في حربها مع إسرائيل، وأكد مراراً أن هذه الجبهة لن تهدأ إلا بعد إنهاء الحرب في غزة، وسدد ضربات موجعة لإسرائيل التي قادت سلسلة اغتيالات للقيادات البارزة في حماس وحزب الله، كان آخرها اغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، صبيحة الـ28 من سبتمبر الجاري 2024م.