يمن إيكو| أخبار:
حذرت مصر بلهجة حادة وغير مسبوقة السلطات الإسرائيلية من تجاوزات جيش الاحتلال بقصفه محور صلاح الدين المعروف باسم محور فيلادلفيا، الواقع بين قطاع غزة ومصر، معتبرةً ذلك تجاوزاً للاتفاقيات الثنائية التي توجب التنسيق مع الطرف الآخر وموافقته قبل تنفيذ أي عمل عسكري.
الباحث المصري في شؤون الأمن القومي، أحمد رفعت، علق على الغضب الحاد وغير المسبوق الذي أبدته مصر لإسرائيل، قائلاً: “يصر العدو الإسرائيلي على تصعيد الأمور والوصول بها إلى أكبر درجة إرباك ممكنة، لكن مصر وضعت وتضع بذلك آخر حدود للعدو ليفهم الممكن والمستحيل”.
وتابع رفعت في تصريحات لشبكة “روسيا اليوم”: “مصر التي اشتهرت بالصبر الاستراتيجي في سياستها تنذر مرة، ثم الثانية سيكون هناك تصعيد محسوب، والثالثة سيكون على الطرف المتجاوز ألا يلوم إلا نفسه، فقضايا الأمن القومي لا تعرف المزاح ولا تعرف التسامح ولا التهاون”.
وأشار رفعت إلى أن “عمليات جس النبض وبالونات الاختبار لا تليق مع مصر، ولا تليق في مثل هذه الأمور”، متسائلاً: “أي قيادات لحماس التي ستهرب لمصر؟ هل قبضت قوات العدو على قيادي واحد كبير حتى يهرب الباقي؟”.
وأكد الباحث المصري أن: “عمليات الاحتلال المجرمة تنتقل من فشل إلى فشل، ونتنياهو لا يفعل شيئاً إلا قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والعزل، والثاني هو تسلم قتلاه من ضباطه.. وجنوده فشلوا في غزة لأنهم رجال أنام قتلتهم المقاومة”.
ونوّه رفعت بأنه كان يجب على العدو الإسرائيلي أن يبحث عن مخرج لخيبته الكبرى والمحاكمات التي تنتظره، بدلاً من التحرش ببلد كبير وقوي مثل مصر، حسب تعبيره.
وقصف الطيران الإسرائيلي الحدود المصرية الفلسطينية على محور فيلادلفيا، في الرابع عشر من الشهر الجاري، بزعم تدمير الأنفاق بين مصر وغزة، الأمر الذي وصفه البرلماني المصري مصطفى بكري، في تدوينة رصدها “يمن إيكو”، بأنه “تطور خطير قد يدفع إلى انفجار الموقف بين مصر وإسرائيل، مشيراً إلى أن “الضربات على بعد أمتار قليلة من الحدود المصرية”، وأن “العدو يتمادى في مخططاته”، مؤكداً أن “حدود مصر خط أحمر”.
وأبلغت مصر الجانب الإسرائيلي تحفظاتها في الرد على تنفيذ الطيران الإسرائيلي عدة ضربات بالقرب من محور فيلادلفيا الفاصل بين مصر وقطاع غزة، لا سيما أن المحور يخضع لاتفاقية ثنائية تستوجب الحصول على إذن مسبق من الطرف الآخر قبل تنفيذ أية أعمال عسكرية في المنطقة.
في السياق، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إن هناك مخاوف كبيرة لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، من “هروب كبار مسؤولي حماس إلى شبه جزيرة سيناء عبر أنفاق تقع تحت محور صلاح الدين ولذلك يتم قصفه”.
المحلل السياسي بالصحيفة العبرية، ليئور بن آري، قال إن هناك أنباء مؤكدة عن تصاعد الخلاف بين إسرائيل ومصر بشأن العمليات على محور فيلادلفيا في جنوب قطاع غزة، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلي زعم أن البنية التحتية لحماس في المنطقة تعرضت للهجوم، بينما أكدت مصر أنها فوجئت بالضربات الجوية التي تمت بدون أي تنسيق معها.