يمن إيكو| أخبار:
ألقت عملية احتجاز السفينة الإسرائيلية التي نفذتها قوات صنعاء، أمس الأحد، في البحر الأحمر، بظلال قاتمة على مستقبل الاقتصاد الإسرائيلي، خصوصاً ما يتعلق بالأمن الغذائي، إذ أن ارتفاع أسعار السلع المستوردة عن طريق البحر سيكون حتمية لا مفر منها نتيجة لارتفاع تكاليف التأمين، أو إلغاء خطوط الشحن إلى إسرائيل بشكل كامل.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ إلغاء خطوط الشحن عبر البحر الأحمر سيؤدي بشكلٍ تلقائي إلى زيادةٍ في أسعار المنتجات المستوردة عن طريق البحر، وبالتالي سيتضرر الأمن الغذائي الإسرائيلي، مؤكدةً أنّ احتجاز السفينة التي يملكها رجل الأعمال الإسرائيلي، أبراهام أونغر، سيكون لها آثار اقتصادية واسعة النطاق على “إسرائيل”.
رئيس معهد الأبحاث الإسرائيلي GFI، نير غولدشتاين، قال خلال لقاء أجرته معه صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية إنّ احتجاز اليمنيين السفينة الإسرائيلية سيؤثر في خطوط الشحن، والسلع المستوردة، لا سيما المواد الغذائية، مضيفاً: “هناك سفن إسرائيلية تخشى أن ترسو في الموانئ الإسرائيلية، منذ بدأت الحرب، وارتفعت أسعار التأمين، الأمر الذي سيلحق الضرر بالأمن الغذائي”.
وأشار غولدشتاين إلى أنّ إسرائيل تستورد نحو 70% من طعامها عن طريق البحر ولا سيما المواشي، عبر موانئ: إيلات وأشدود وحيفا، مشدداً على وجوب الاستعداد لأنّ الطرق المؤدية إلى الموانئ باتت مهددة.
وفي سياق تأثر الأمن الغذائي الإسرائيلي المحتمل عقب احتجاز قوات صنعاء السفينة “جالاكسي ليدر” الإسرائيلية، أضاف غولدشتاين خطراً آخر على الأمن الغذائي الإسرائيلي، يكمن في اشتعال جبهات الشمال ونزوح ساكنيها- وهي المناطق التي تُعدّ سلة الغذاء لقطاع غزة- حيث قال إن ذلك أثّر على تربية الدجاج وأدّى إلى نقص الأيدي العاملة، الأمر الذي أدّى بدوره إلى زيادة أسعار اللحوم والدواجن والبيض، حتى بات الإسرائيليون يدفعون مقابل اللحوم أكثر من الأوروبيين بنسبة 40%، حسب قوله.
كما قررت الحكومة الإسرائيلية استيراد 10 ملايين لتر من الحليب شهرياً، وهو ما يعادل 33% من سوق الحليب في إسرائيل، لمدة ثلاثة أشهر، و50 مليون بيضة، بحسب صحيفة “غلوبس” المتخصصة بالاقتصاد الإسرائيلي.
وفي هذا الصدد، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن “الوضع في الشمال يتخطى الوضع العسكري، حيث توجد كارثة اقتصادية في مستوطنات الشمال”.
رئيس منتدى مستوطنات خط المواجهة شمال فلسطين المحتلّة، موشيه دافيدوفيتش، قال في حديث لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إنّ 70 ألف مستوطن مشتتين في المستوطنات الإسرائيلية، من دون إجابات واضحة من حكومة الاحتلال بما يتعلّق بالعودة إلى مستوطناتهم في الشمال، في ظلّ العمليات العسكرية لحزب الله، منوهاً بأن الأعمال مغلقة ولا دراسة ولا مصادر رزق لدى المستوطنين.
وكانت صحيفة “غلوبس” المختصة بالاقتصاد الإسرائيلي، نشرت تقريراً، في وقت سابق، أشارت فيه إلى أهمية أراضي غلاف غزة بالنسبة للأمن الغذائي الزراعي للسوق الإسرائيلية، ونقلت عن رئيس اتحاد المزارعين الإسرائيليين، عميت يفراح، أن 75% من الخضروات المستهلكة في إسرائيل تأتي من غلاف غزة، إضافة إلى 20% من الفاكهة، و6.5% من الحليب.
وتُعرف المنطقة المحيطة بقطاع غزة باسم “رقعة الخضار الإسرائيلية”، كما يوجد فيها مزارع للدواجن والماشية، إلى جانب مزارع للأسماك، وتتعرض هذه المنطقة لهجمات حركة حماس في إطار الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، الأمر الذي بات يهدد الأمن الغذائي الإسرائيلي.
المصدر: الميادين نت + وكالة الأناضول