ظهرت مؤشرات إيجابية في الأسواق اليمنية، عقب حملة المقاطعة لمنتجات الشركات الأجنبية الداعمة لإسرائيل، التي تشن حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة بفلسطين المحتلة، منذ أكثر من شهر.
ويتابع فريق “يمن إيكو” زياراته الميدانية لعدد من المتاجر، في أمانة العاصمة صنعاء، حيث وجد إن بعض المتاجر بدأت بخفض أسعار منتجات مشمولة بحملة المقاطعة لتبيعها بأقل من ثلث قيمتها، ومنها المشروبات الغازية، لكنها رغم التخفيض الكبير لا تزال عاجزة عن بيعها.
وأكد فريق “يمن إيكو”، في نزوله الميداني اليوم، أن المتاجر التي حاولت تصريف معروضاتها من البضائع المقاطعة بخفض أسعارها إلى أقل من الثلث، لا تزال عاجزة عن بيعها ولا تزال المنتجات مكدسة في واجهاتها ومخازنها، لافتاً في الوقت نفسه إلى ارتفاع مبيعات المشروب الغازي الوطني “ديلسي” بشكل ملحوظ.
وأرجع الفريق ارتفاع مبيعات منتج “ديلسي” الوطني إلى عزوف المواطنين عن شراء مشروبات كوكاكولا وبيبسي وغيرها من المطاعم والمتاجر، استجابة لدعوات المقاطعة نُصرة للفلسطينيين الذي يواجهون حرب إبادة إسرائيلية، وتبعاً لذلك بدأت تلك المحلات ببيع منتجات ديلسي الوطنية التي يتزايد الطلب عليها، الأمر الذي يُعدُّ مؤشراً على فرصة كبيرة لنهوض الصناعات الوطنية.
وقد رصد الفريق منتجاً وطنياً جديداً في الأسواق والمتاجر اليمنية، هو المشروب الغازي الوطني “ون سي”، كواحد من البدائل المحلية عن منتجات الشركات الأجنبية المقاطعة، وهو ما سيوفر فاتورة كبيرة تخسرها البلاد من العملات الصعبة لاستيراد تلك المنتجات من الخارج.
وفي محافظة إب، رصد موقع “يمن إيكو” عرضا في أحد المتاجر للمشروب الغازي المستورد “ديو”، مخفضاً سعر العلبة إلى 100 ريال، بعد ما كان سعرها 300 ريال، كما رصد الموقع تعليقات لناشطين في مواقع التواصل على صورة عرض التخفيض، يؤكدون من خلالها استمرارهم في مقاطعة كل الأصناف التي تنتجها الشركات الأجنبية الداعمة لإسرائيل، حيث قال أحدهم إنه “لو تم عرضها مجاناً لما أخذناها”.
التأثيرات الإيجابية على المنتجات الوطنية ارتفعت منذ حملات المقاطعة في عدد من الدول العربية، ففي جمهورية مصر العربية تعددت البدائل المحلية عن المنتجات المقاطعة، ونقل موقع “يمن إيكو” عن أحد مؤسسي حركة المقاطعة في مصر، حسام محمود، في حديثة لوكالة “سبوتنيك”، الخميس الماضي، أن البدائل المحلية أصبحت كثيرة، رغم عمل إسرائيل على إضعاف المنتجات الوطنية والترويج لمنتجاتها في المنطقة العربية.
وكان موقع “يمن إيكو” نقل عن موقع “مصر24″، في الثاني من نوفمبر الجاري، أن بعض المنتجات المصرية شهدت انتعاشاً في مبيعاتها بتأثير من دعوات المقاطعة للبضائع والمنتجات التابعة للشركات والعلامات التجارية الداعمة لإسرائيل في حربها على غزة.
وأصبحت مشروبات “سبيرو سباتس” الغازية في مصر بديلاً عن منتجات “كوكا كولا” و”بيبسي” المقاطعة، ما دفع بالشركة إلى نشر إعلان على صفحتها في “فيسبوك”، عن توسيع نطاق توزيع منتجاتها لتغطية معظم محافظات مصر.
وأكدت أنها نجحت في توزيع عدد كبير من المنتجات في أكثر من 20 محافظة خلال أيام.
وجاء ذلك بعد إقبال غير مسبوق على منتجات الشركة على خلفية حملة المقاطعة الواسعة التي انطلقت ضد منتجات الشركات الأجنبية الداعمة لإسرائيل، وعلى رأسها شركتا “كوكا كولا” و”بيبسي”.
وبحسب مراقبين فإن الإقبال على مشروبات “سبيرو سباتس” بالذات جاء بسبب كونها متواجدة أصلاً في السوق المصرية منذ 1920م، وبنكهات متعددة ومميزة، إضافة إلى سعرها المناسب، حيث يبلغ سعر الزجاجة حجم 330 مل 7 جنيهات فقط. الأمر الذي جعل منها بديلاً فورياً مناسباً أمام المستهلكين.
ولمواكبة الطلب غير المسبوق على منتجاتها، أعلنت الشركة عن يوم مفتوح للعمل من أجل مضاعفة الإنتاج وتغطية السوق، وقال موظفون إن المصانع بدأت تعمل لفترات إضافية.
وقالت الشركة، في بيان رصده موقع “يمن إيكو” الثلاثاء قبل الماضي، إنها استقبلت أكثر من 15 ألف طلب سيرة ذاتية من راغبي العمل مشيرة إلى أنها “حققت أكثر مما كان متوقعاً من اليوم المفتوح للعمل”.
وبدأت الشركة تطوير شكل مشروباتها على وقع الدعم الكبير الذي خلقه الطلب المتزايد، حيث رصد موقع “يمن إيكو” صوراً لعلب معدنية مختلفة الأشكال من مشروبات الشركة التي كان يتم تسويقها في زجاجات.
وأعلنت العديد من محلات البيع والمقاهي أنها ستقوم ببيع مشروبات “سبيرو سباتس” من أجل الاستفادة أيضاً من الطلب الكبير عليها.
ولم يقتصر تأثير حملة المقاطعة في السوق المصرية على شركة “سبيرو سباتس”، حيث رصد موقع “يمن إيكو” أيضاً بروز علامات تجارية أخرى محلية، مثل مشروبات “دبل دير” وشوكولاتة “بونو بونو” و”ديسباسيتو” و”ماكس1″ ومشروبات “بينا كولادا” وبطاطس “كرانشز” وزيوت شركة “فال” المصرية، ومنتجات شركة “فرايداي” للآيسكريم والقهوة، وشركة “أجا” للعصائر، و”بيسكاتو” للبسكويت، ومنتجات شركة “الشمعدان”.