يمن إيكو|تقرير:
قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن إسرائيل استعانت لأول مرة بنظام “ثاد” الدفاعي الأمريكي للتصدي لآخر ضربتين صاروخيتين نفذتهما قوات صنعاء على إسرائيل خلال يومي الجمعة والسبت، الأمر الذي مثل تأكيداً إضافياً على تغلب صواريخ قوات صنعاء على المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، خلافاً لرواية الجيش الإسرائيلي.
ووفقاً لإذاعة الجيش الإسرائيلي وهيئة البث الإسرائيلية (كان) فإن منظومة “ثاد” الدفاعية الأمريكية ساهمت في التصدي لصاروخين أطلقتهما قوات صنعاء على العمق الإسرائيلي خلال الـ48 ساعة الماضية، في أول تفعيل لهذه المنظومة منذ إرسالها إلى إسرائيل.
وبحسب بيانات قوات صنعاء التي تابعها موقع “يمن إيكو”، فإن الصاروخين من نوع (فلسطين2) استهدفا مطار “بن غوريون” الدولي في تل أبيب، وقاعدة “نيفاتيم” الجوية جنوبي إسرائيل، وحققا إصابات ناجحة.
وبصرف النظر عن بقية تفاصيل العمليتين، فإن استعانة الجيش الإسرائيلي بمنظومة “ثاد” الدفاعية الأمريكية سلط الضوء على عدة أمور، أبرزها الفشل الكبير الذي أظهرته المنظومات الدفاعية الإسرائيلية خلال الأسبوع الماضي في اعتراض صواريخ (فلسطين2) التي أطلقتها قوات صنعاء على وسط إسرائيل، وتسببت بأضرار كبيرة، وأجبرت الجيش الإسرائيلي على توسيع مناطق إطلاق صافرات الإنذار لتدفع ما يقارب نصف إسرائيل إلى الملاجئ.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، مطلع الأسبوع الماضي، إن سبب الفشل في اعتراض صاروخ أطلقته قوات صنعاء على “يافا” هو خلل فني في صاروخ أطلقته منظومة (السهم) بعيدة المدى، وليس فشل المنظومة نفسها، وذلك بعد أن زعم أن عملية “اعتراض جزئي” غير ناجحة سببت وصول صاروخ حربي لصاروخ سابق إلى منطقة “رامات غان”.
وبرغم أن وسائل الإعلام العبرية والأوساط البحثية في إسرائيل قد استبعدت بالفعل هذه الرواية لصالح تحليلات أكثر دقة أفادت بأن صواريخ “فلسطين2” تتمتع برؤوس حربية مناورة، فإن استخدام منظومة “ثاد” الأمريكية تسقط رواية الجيش الإسرائيلي بالكامل، وتؤكد أن الفشل في اعتراض صواريخ قوات صنعاء يعود إلى قصور المنظومات الدفاعية الإسرائيلية نفسها، وهو ما يؤكد المواصفات المتطورة لصواريخ (فلسطين2).
وقد ذكرت صحيفة “كالكاليست” العبرية في تقرير جديد رصده وترجمه “يمن إيكو”، اليوم السبت، أن صاروخ (فلسطين2) يعتبر “أكثر إشكالية” بالنسبة للدفاعات الإسرائيلية، لأنه “يعمل بالوقود الصلب، والاستعدادات لإطلاقه لا تحمل أي بصمة استخباراتية، وهو يطير في مدار أدنى من الصواريخ البالستية الأخرى، وبالتالي يتم اكتشافه متأخراً من قبل الأنظمة الإسرائيلية”.
وأضافت: “يحتوي الرأس الحربي لهذا الصاروخ على محركه الخاص، وهو قادر على التسارع في الطريق إلى الأسفل، وإجراء تصحيحات في المسار لتحسين الدقة، وكذلك التعرج قليلاً في الطريق إلى الأرض، مما يجعل من الصعب تحليل مساره واختيار نقطة اعتراضه”.
وتقدم هذه التفاصيل تفسيراً واضحاً للجوء الجيش الإسرائيلي إلى منظومة “ثاد” الأمريكية، بدلاً عن التمسك بروايته القديمة، فهذه المنظومة بحسب تقارير وسائل الإعلام العبرية يفترض بها أن تعترض الصواريخ في مرحلتها الأخيرة وهي المرحلة التي يبدو أن الدفاعات الإسرائيلية تواجه مشكلة فيها نظراً للسرعة العالية التي يسير بها الصاروخ فيها مع مناورة الرأس الحربي.
مع ذلك، لا يبدو أن الاستعانة بمنظومة “ثاد” الأمريكية يمثل الحل الأمثل لمشكلة فشل الدفاعات الإسرائيلية، إذ لا زالت قوات صنعاء تؤكد وصول صواريخها إلى أهدافها، ولا تزال رواية نجاح هذه المنظومة تستند فقط إلى بيانات الجيش الإسرائيلي الذي سبق أن ادعى اعتراض صواريخ يمنية ثم تبين فشله في ذلك لاحقاً، كما حدث في حادثة وصول صاروخ إلى منطقة “رامات غان” قبل أيام.
ووفقاً لتدوينة نشرها المراسل السياسي للقناة العبرية الرابعة عشرة، تامير موراغ، على منصة “إكس” ورصدها موقع “يمن إيكو”، فإن نظام “ثاد” الأمريكي “لا يستطيع أن يمنع الإنذارات” لأنه لا يعترض الصواريخ قبل وصولها إلى الأجواء، معتبراً أن إرسال هذا النظام إلى إسرائيل يأتي بسبب ارتفاع ثمن الأنظمة الأخرى الأكثر تطوراً، ومحدودية إنتاج صواريخها في السنة، وهو ما يعني أن النظام الأمريكي ليس مضموناً، وأن الاستعانة به تأتي فقط في إطار البحث عن حلول مستعجلة لردم الفجوة الدفاعية التي أحدثتها صواريخ قوات صنعاء.