يمن إيكو|تقرير:
غاب الحديث عن خارطة الطريق في بيانات وزارة الخارجية الأمريكية بشأن زيارة مبعوث البيت الأبيض إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، الأخيرة إلى المنطقة ولقاءاته، وحل محله الحديث عن ضرورة وقف هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر، الأمر الذي يؤكد إصرار الولايات المتحدة على تجميد ملف السلام وربطه بتوقف عمليات قوات صنعاء المساندة لغزة.
ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء، بياناً رصده موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ قام بزيارة إلى مسقط، عمان، والرياض، خلال يومي 24 و25 نوفمبر”.
وأضاف البيان أنه “في عُمان والمملكة العربية السعودية، التقى المبعوث الخاص ليندركينغ نظراءه لمناقشة الحاجة إلى وقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر”.
وذكر البيان أن “المبعوث الخاص شدد على الخطوات اللازمة لمواجهة هجمات الحوثيين، بما في ذلك تحديد ومنع البضائع والأسلحة غير المشروعة”، حسب توصيفه.
ولم يتطرق البيان حتى بالإشارة إلى خارطة الطريق وملف السلام في اليمن.
وكان حساب مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية قد نشر تغريدة على منصة (إكس) جاء فيها أن “ليندركينغ والسفير ستيفن فاجن التقيا السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر لمناقشة الجهود المستمرة لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وتعزيز الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل دائم للصراع في اليمن”.
كما نشر المكتب تغريدة أخرى جاء فيها أن “ليندركينغ والسفير ستيفن فاجن التقيا رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي لمناقشة ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، ومنع وصول الأسلحة إليهم وتعزيز الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل دائم للصراع في اليمن”.
ويُفهم من مختلف البيانات والتغريدات حول زيارة ليندركينغ أن هجمات البحر الأحمر كانت هي الموضوع الرئيس، وربما الوحيد الذي تمت مناقشته، سواء مع الجانب السعودي أو الحكومة اليمنية، وأن ملف السلام وخارطة الطريق التي تم التوصل إليها بين صنعاء والرياض بوساطة عمانية لا زالت مرهونة بالشرط الأمريكي المتعلق بوقف عمليات قوات صنعاء المساندة لغزة، وهو الشرط الذي كشف عنه موقع “يمن إيكو” في عدة تقارير سابقة، وأكدته وكالة بلومبرغ منتصف العام الجاري.
هذا أيضاً ما أكدته ضمنياً تغريدة نشرها السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، على منصة إكس ورصدها موقع “يمن إيكو”، يوم أمس الإثنين، وتحدثت عن “اجتماع مثمر مع المبعوث الأمريكي لليمن السيد تيم ليندركينغ، والسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن، حيث تمت مناقشة مستجدات وتطورات الوضع في اليمن والبحر الأحمر، والجهود المشتركة في دعم الحكومة اليمنية والشعب اليمني الشقيق في ظل الظروف الاقتصادية والإنسانية الراهنة، وسبل دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة للحفاظ على التهدئة وللتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن”، حيث يرى مراقبون أن حديث آل جابر عن “الحفاظ على التهدئة” وتجاهل خارطة الطريق يشير إلى استمرار تمسك الولايات المتحدة بالشرط المعيق لتنفيذ الخارطة، والمتمثل في ضرورة وقف عمليات قوات صنعاء المساندة لغزة.
كما يشير الحديث عن “الحفاظ على التهدئة”- بحسب المراقبين- إلى حرص السعودية على استمرار الحالة التي تسميها حكومة صنعاء بـ”خفض التصعيد” بين الجانبين، وعدم الانخراط في أي تصعيد ضد اليمن وقوات صنعاء، خشية من عودة هجمات الأخيرة على المنشآت الحيوية في المملكة، وهو ما كان قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، قد هدد السعودية به سابقاً لكي تتراجع عن دعم قرارات البنك المركزي بعدن بشأن نقل البنوك التجارية من صنعاء، وهو ما حدث بالفعل.