يمن ايكو
أخبارتقارير

ما وراء ترحيب قبائل حضرموت بالتدخلات الدولية في المحافظة النفطية!

يمن إيكو|تقرير:

رحب حلف قبائل حضرموت، اليوم الثلاثاء، ضمنياً بأي تدخل دولي سيسهم في حل الأزمة القائمة بين أبناء المحافظة وقيادة المجلس الرئاسي، وذلك خلال اجتماع عقده رئيس الحلف الشيخ عمرو بن حبريش، مع المستشار العسكري بالسفارة الأمريكية لدى اليمن، على هامش لقائه بطاقم السفارة بما في ذلك المستشارة السياسية والاقتصادية، وفق ما أكدته وسائل الإعلام.

وحسب المصادر، فإن اللقاء عكس مدى الاهتمام الأمريكي بتطورات الوضع في حضرموت، والقبائل التي تمثل ثقلاً مسلحاً بالمحافظة، حيث طرح رئيس الحلف خلال اللقاء مطالب أبناء المحافظة في عائدات ثرواتهم الطبيعية، مؤكداً تطلع حلف القبائل إلى دعم السفارة الأمريكية في تحقيق الشراكة مع الحكومة على غرار المكونات الأخرى، في إشارة إلى “المجلس الانتقالي الجنوبي”.

وأمس الإثنين، قال بيان نشره الحلف على صفحته في منصة “فيسبوك” ورصده موقع “يمن إيكو”، إن رئيسه بن حبريش تلقى من سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل مونورا فينيالس، اتصالاً مرئياً بحثا خلاله الأوضاع في المنطقة، والدور الذي يضطلع به حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع في تبني القضايا الحقوقية المشروعة، ورفع المظالم وإيجاد الشراكة العادلة.

وحسب بيان الحلف، فإن بن حبريش أكد أهمية أن يكون للأشقاء والأصدقاء ومن بينهم الاتحاد الأوروبي دور أساسي في دعم الاستقرار وتعزيز العملية السياسية والوصول إلى سلام دائم”، في المحافظة. في ترحيب ضمني بأي تدخل دولي في حل الأزمة بين أبناء حضرموت قيادة المجلس الرئاسي.

الاجتماع- الذي عقده بن حبريش مع طاقم السفارة الأمريكية، بما فيهم المستشارة السياسية والاقتصادية وكبار مستشاريها- وكذلك الاتصال المرئي مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، يعكس التوجه الأمريكي والأوروبي إلى كسب حلف القبائل وفرض مشاركته السياسية في حضرموت، خصوصاً أنه يتمتع بجاهزية قتالية عالية، فيكون في حال أحكم سيطرته على منابع النفط، حليفاً قادراً على حماية المصالح الأمريكية والأوروبية، في تلك المحافظة النفطية.

كما يأتي هذا الاجتماع والتحرك الأوروبي بالتزامن مع تواجد رئيس المجلس رشاد العليمي، ونائبه عيدروس الزبيدي- رئيس الانتقالي- في واشنطن، وهو ما اعتبره مراقبون مؤشراً على أخذ الأزمة تحولاً جديداً على طريق التدويل بهدف إبراز الحلف دولياً ككيان مناوئ لسلطات الرئاسي في أهم المحافظات النفطية، إلى جانب الكيانات التي فرخها التحالف السعودي الإماراتي في نطاق سلطات الحكومة اليمنية، مشيرين إلى نجاح الحلف في تدويل الأزمة، الأمر الذي يتيح للقوى الأجنبية تكثيف حضورها في المشهد الحضرمي، خصوصاً والحلف يهدد بمواصلة التصعيد حتى تحقيق مطالبه، ما لم فإنه سيضع اليد على الأرض والثروات.

وأوضح الصحافي الحضرمي صبري بن مخاشن في تصريحات إعلامية رصدها موقع “يمن إيكو” أن الأزمة بين حضرموت ومجلس القيادة الرئاسي أصبحت موضوع اهتمام وعناية دولية، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي سيبذل جهوداً لتنفيذ مطالب حضرموت وإنهاء الأزمة. مشيراً إلى نجاح حلف قبائل حضرموت في إيصال الرسالة الاحتجاجية والتصعيدية للمجتمع الدولي.

ومنذ أكثر من شهرين، شهدت حضرموت- التي تعد أكبر محافظة من حيث المساحة والثروات النفطية والمعدنية في البلاد وتخضع لسيطرة القوات الإماراتية والسعودية- ولا تزال تشهد أزمة متصاعدة على خلفية مطالب حقوقية يتبناها حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، اللذان يصعّدان ضد السلطة المحلية ومجلس القيادة الرئاسي.

وفي 13 يوليو منح مؤتمر حضرموت الجامع في بيان السلطة المحلية والحكومة مهلة شهر لتحقيق مطالبه المرتبطة بالأوضاع المعيشية والخدمات وإدارة الشأن العام، إلا أن المهلة انتهت بدون التوصل لتسوية بشأن تلك المطالب.

وفي أواخر يوليو الماضي، وصل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي إلى المكلا (عاصمة حضرموت) في زيارة قوبلت بالرفض والاحتجاج، حيث عقد- بالتزامن مع ذلك- حلف قبائل حضرموت اجتماعاً استثنائياً لقاداته في الهضبة، ومنح “الرئاسي” مهلة 48 ساعة لتحقيق مطالبه المتعلقة بتثبيت حق حضرموت في الثروات النفطية والتمثيل السياسي، متوعداً في حال عدم تلبية مطالبه” بوضع اليد على الأرض والثروة”، لكن تلك المطالب لم تحقق وظل التصعيد مستمراً.

وفي 21 أغسطس الماضي وجّه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بتشكيل لجنة رئاسية تعنى بحل أزمة حضرموت، واجتمع باللجنة لمناقشة تطورات الأزمة، وإمكانية التوصل إلى حلول، إلا أن كل تلك الخطوات فشلت حتى الآن في احتواء التصعيد، ما دفع بأمريكا والاتحاد الأوروبي للتحرك باتجاه كسب حلف قبائل حضرموت الذي بدأ، بعد المهلتين، بتصعيد ما أسماه “المشاركة الميدانية” وانتشار مسلحيه في الهضبة، والسيطرة على مداخل ومخارج قطاعات الإنتاج النفطي، بالتوازي مع استمرار الاستنفار والتحشيد القبلي، وتواتر الوقفات الاحتجاجية، وصولاً إلى إقامة تمركز لمسلحي الحلف غرب المكلا عاصمة المحافظة في الخامس من سبتمبر.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً