يمن إيكو|خاص:
جددت الولايات المتحدة الأمريكية التأكيد على أن وقف إطلاق النار في غزة هو الحل الوحيد لتهدئة الوضع في البحر الأحمر، وذلك على وقع التأكيدات المتصاعدة على فشلها في وقف عمليات قوات صنعاء بكل الوسائل.
وفي تصريحات جديدة تابعها موقع “يمن إيكو”، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره البريطاني، إن “التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يصب في مصلحة الجميع في المنطقة، بما في ذلك إسرائيل”.
وأضاف: “من مصلحة إسرائيل [من خلال الاتفاق] إعادة الرهائن إلى ديارهم، وخفض التصعيد في غزة، ومن مصلحتها أيضاً أن تمكننا من تهدئة الوضع في البحر الأحمر مع الحوثيين، وأن يكون هناك منافذ محتملة في الشمال مع حزب الله ولبنان”.
وقال إن الاتفاق يصب في مصلحة إسرائيل أيضاً لكونه “يفتح آفاقاً أخرى من شأنها أن تغير بشكل جذري أمن إسرائيل في الأمد البعيد، بما في ذلك احتمال تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل”، حسب تعبيره.
وفي أغسطس الماضي كان بلينكن أيضاً قد وصف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بأنه “المفتاح لتهدئة الأمور في البحر الأحمر مع الحوثيين، وفي الشمال مع حزب الله”.
وتعكس هذه التصريحات تغييراً مهماً في رؤية الولايات المتحدة للوضع في البحر الأحمر، فبالرغم من أنها اعترفت سابقاً على لسان مبعوثها الخاص إلى اليمن بالارتباط بين عمليات قوات صنعاء والحرب في غزة، إلا أنها حاولت وقف تلك العمليات من خلال ممارسة ضغوط وتحركات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية، مثل تشكيل تحالف (حارس الازدهار) وعملية (بوسيدون آرتشر) لقصف اليمن، بالإضافة إلى تعليق اتفاق السلام بين حكومة صنعاء والسعودية للضغط على الأولى من أجل وقف الهجمات البحرية، ودعم قرارات البنك المركزي في عدن للضغط على حكومة صنعاء اقتصادياً من خلال نقل البنوك، كما كشفت “بلومبرغ” في يونيو الماضي.
لكن هذه الجهود أثبتت فشلها بشهادة ضباط وقادة البحرية الأمريكية أنفسهم، وجمع كبير من الخبراء والمحللين، حتى أن العديد من وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية الكبرى مثل “بلومبرغ” و”تلغراف” و”ذا هيل” بدأت تتحدث بصراحة عن “هزيمة الولايات المتحدة” في البحر الأحمر وعن تعرض البحرية الأمريكية “لأكبر انتكاسة وجودية منذ 50 عاماً”، وهو ما يفسر تغيير الخطاب الرسمي الأمريكي والتأكيد على أن التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو الطريقة الوحيدة لتهدئة الوضع في البحر الأحمر، حسب تعبير بلينكن.
ويعزز ذلك بالطبع ما تكرره حكومة صنعاء وقيادة حركة “أنصار الله” الحوثيين منذ البداية، من تأكيدات على أن وقف الحرب على غزة هو الطريقة الوحيدة لوقف العمليات البحرية.