يمن إيكو|تقرير:
قالت صحيفة “نيويورك بوست” الأمريكية، إن حركة مقاطعة الشركات الغربية والأمريكية الداعمة لإسرائيل كبدت هذه الشركات خسائر كبيرة بمليارات الدولارات، مشيرة إلى أنها تختلف عن حركات المقاطعة الأخرى التي تستهدف بعض الشركات لأسباب مختلفة، وأنها قد تكون ذات آثار طويلة الأمد.
وتحت عنوان “كيف تتسبب الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في خسارة الشركات مليارات الدولارات؟” نشرت الصحيفة، السبت، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، تناولت فيه تأثيرات حركة المقاطعة.
وذكر التقرير أن “مدونة الطعام المقيمة في سيدني، ولاء أبو عيد، تمكنت من جمع جمهور ضخم على موقع إنستغرام، من خلال نشر مقاطع فيديو لوصفات منزلية الصنع لأطعمة ستاربكس الأساسية، لمتابعيها البالغ عددهم 240 ألفاً، والهدف ليس توفير المال عن طريق صنع المشروبات اللذيذة المنزلية، بل تجنب العلامات التجارية الغربية التي، بحسب أبو عيد، تدعم حرب إسرائيل في غزة”.
وأشار التقرير إلى أنه “في مقطع فيديو من ديسمبر 2023، وجهت أبو عيد تعليماتها للمشاهدين قائلة: “قاطعوا (ستاربكس) لدعمها الإبادة الجماعية في غزة، لقد خسرت ستاربكس 11 مليار دولار على مستوى العالم بسبب المقاطعات فلنستمر في ذلك”.
وبحسب التقرير فإن “هذه المقاطعات، والتي نشأت عن نزاع قانوني بين سلسلة المقاهي ونقابة العمال بسبب منشور مؤيد لفلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي، كان لها تأثير حقيقي في الواقع، وفي منتصف أغسطس، أقالت شركة (ستاربكس) لاكشمان ناراسيمهان من منصبه كرئيس تنفيذي، بعد عام ونصف من توليه منصبه وسط انخفاض حاد في المبيعات تفاقم بسبب مقاطعة العملاء لإسرائيل”.
وأضاف: “انخفضت أسهم ستاربكس بنسبة 20% في عام 2024 بحلول الوقت الذي تم فيه الإعلان عن تعيين الرئيس التنفيذي السابق لشركة (تشيبوتلي) براين نيكول، كبديل، وفي شهر مايو، أعلنت شركة (ستاربكس) عن انخفاض صافي الدخل بنسبة 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي”.
وذكر التقرير أن “أعمال (ستاربكس) لم تتأثر في أي مكان أكثر من الشرق الأوسط”.
وفي شهر مارس، بحسب التقرير “قامت مجموعة الشايع، صاحبة امتياز ستاربكس في الشرق الأوسط، بتسريح أكثر من 2000 موظف، أو 4% من قوتها العاملة، نتيجة للمقاطعات التي أدت إلى انخفاض المبيعات وظروف تجارية صعبة باستمرار، وفي مايو أعلنت عمليات (ستاربكس) في ماليزيا، والتي تديرها شركة الاستثمار (بيرجايا فود بيرهاد) ومقرها كوالالمبور، عن انخفاض ثالث على التوالي في الإيرادات عبر متاجرها المرخصة البالغ عددها 411 متجراً، وهو ما عزته إلى مقاطعة مستمرة، مسجلة انخفاضاً في الإيرادات بنحو 50% في الربع الأول من العام”.
وأشار التقرير إلى أن “(ستاربكس) تعتبر واحدة من بين العديد من العلامات التجارية الغربية التي تعاني من انخفاض الإيرادات في أعقاب المقاطعات والاحتجاجات بسبب دعمها المفترض لإسرائيل، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قوائم بأسماء علامات تجارية يجب إدراجها في القائمة السوداء بسبب دعمها لإسرائيل”.
وأضاف أنه “في البلدان ذات الأغلبية المسلمة مثل مصر وإندونيسيا والمملكة العربية السعودية والكويت وباكستان، تجنب المستهلكون العلامات التجارية التي يُفترض أنها مؤيدة لإسرائيل مثل كوكا كولا، ولوريال، وكنتاكي، وماكدونالدز، وبيتزا هت، وقد أدت مقاطعة المستهلكين إلى تقليص أرباح هذه الشركات”.
ونقل التقرير عن صحيفة (فايننشال تايمز) أن “شركة أمريكانا للمطاعم – التي تدير سلاسل مطاعم أمريكية كبيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط بما في ذلك كنتاكي وبيتزا هت وكريسبي كريم – شهدت انخفاض الأرباح بنسبة 40٪ في الربع الثاني من هذا العام”.
وأضاف أنه “في وقت سابق من عام 2024، أعلنت ماكدونالدز عن أول انخفاض في مبيعاتها ربع السنوية منذ ما يقرب من أربع سنوات، بسبب انخفاض الطلب في المتاجر في الشرق الأوسط وفي البلدان ذات الأغلبية المسلمة مثل إندونيسيا وماليزيا، واستمر هذا الاتجاه في أرباح سلسلة الهامبرجر للربع الثاني في يوليو، حيث أشار الرئيس التنفيذي كريس كيمبزينسكي إلى أن الشركة تستمر في التأثر سلباً بالحرب في الشرق الأوسط، حيث يقع 5% من متاجر الشركة البالغ عددها 40 ألف متجر”.
وذكر التقرير أن “مبيعات ماكدونالدز تضررت بشكل أكبر بعد أن دعت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي دي إس) المؤيدة للفلسطينيين إلى مقاطعة عالمية لعملاق البرجر بعد أن أعلنت ماكدونالدز إسرائيل أنها ستوزع 100 ألف وجبة مجانية لقوات الأمن والإنقاذ الإسرائيلية”.
وقال إنه “في حين أن المقاطعات الاقتصادية العالمية تؤثر بلا شك على أرباح الشركات، فإن الأرقام الدقيقة والقابلة للقياس لهذه الانخفاضات ما يزال من الصعب قياسها بدقة بين محللي وول ستريت”.
ونقل عن دانيلو جارجيولو، كبير محللي الأبحاث في شركة الاستثمار (إيه بي بيرنشتاين) قوله إن “المقاطعات من الصعب للغاية التحقق منها أو تحديد كميتها، لكن هذا بالتأكيد شيء يفكر فيه المستثمرون هذه الأيام” وأضاف أنه “في أغلب الحالات، سعت الشركات متعددة الجنسيات التي يتم دفعها إلى دائرة الضوء، إلى تجنب التعليق المطول للحد من الضجيج المحيط بمثل هذه المقاطعات، فآخر شيء تريد القيام به هو الكشف عن التأثير واحتمال اتخاذ إجراءات أخرى ضد علاماتها التجارية”.
واعتبر التقرير أن “حركة المقاطعة الاقتصادية العالمية الحالية تختلف عن حركات المقاطعة الأخرى من حيث نطاقها وكثافتها”.
ونقل عن مايكل بارنيت، أستاذ الإدارة والأعمال العالمية في كلية روتجرز للأعمال، قوله لصحيفة واشنطن بوست إن “مقاطعة إسرائيل قد تؤدي في بعض المناطق الجغرافية إلى تغيير عادات المستهلكين بشكل دائم”.
وبحسب التقرير فإن “منتقدي حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، يتهمون الحركة باستهداف إسرائيل بشكل غير عادل، وبالتالي الإضرار بالعلامات التجارية الأمريكية التي تتعامل بطريقة أو بأخرى مع إسرائيل”.
وأشار إلى أن “بعض الولايات الأميركية ذهبت إلى حد اعتماد قوانين مناهضة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، والتي تجعل مقاطعة إسرائيل غير قانونية، بما في ذلك تكساس وأوهايو وفلوريدا وجورجيا وبنسلفانيا وكولورادو”.
وقال التقرير إنه “مع استمرار الحرب في غزة، تتوقع العديد من العلامات التجارية الغربية في أسواق الشرق الأوسط التي تربطها علاقات حقيقية (أو مزيفة) بإسرائيل أن تتعثر أعمالها، أو تتوقف في أفضل الأحوال”.
وذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة (ماكدونالدز) كيمبزينسكي قال للمستثمرين في فبراير: “ما دامت هذه الحرب مستمرة… فإننا لا نتوقع أن نرى أي تحسن كبير في أسواق الشرق الأوسط… إنها مأساة إنسانية، وهذا يثقل كاهل العلامات التجارية مثل علامتنا”.