يمن ايكو
أخبارتقارير

بين صنعاء وطهران وبيروت وبغداد: رد إقليمي مرتقب ضد إسرائيل.. هل اقتربت الحرب الشاملة؟

يمن إيكو|خاص:

تصاعدت مؤشرات اندلاع حرب إقليمية واسعة خلال الساعات الـ48 الماضية، فبعد قيام إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، واغتيال القيادي البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، أكدت تصريحات قادة ما يعرف بـ”محور المقاومة” دخول الحرب مع إسرائيل مرحلة جديدة، وسط حديث عن تحرك عسكري موحد من مختلف جبهات (المحور) التي تعرضت كلها لضربات واعتداءات أمريكية وإسرائيلية خلال الأيام الماضية، وتوعدت جميعها بالرد الحتمي.

ومساء اليوم الخميس، أكد قائد حركة أنصار الله اليمنية، عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة تابعها موقع “يمن إيكو”، بشأن تطورات معركة طوفان الأقصى، أن من وصفه العدو الإسرائيلي بزيادة جرائمه “يقرب نفسه من الزوال المحتوم بوعد الله”، وأن “ما يفعله اليهود على مدى 10 أشهر في عدوانهم على غزة يشهد على حقيقة ونزعة العدو الإسرائيلي المتوحشة”.

وفي مقام تعزيته باستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، قال الحوثي: إن “استشهاد القادة كان له الأثر الكبير في الدفع والتحفيز لغيرهم بمواصلة المشوار، وتنامت مسيرة الجهاد أكثر وأكثر وتحققت الإنجازات”.

وتابع قائلاً: إن “جريمة استهداف شهيد الأمة وشهيد فلسطين والأقصى القائد الإسلامي إسماعيل هنية أتت في إطار تصعيد واضح بعد عودة نتنياهو من أمريكا” مضيفاً: إنها” تعد انتهاكاً سافراً وواضحاً لكل الأعراف والحرمات، وجريمة وقحة بغطرسة واستهانة”. كما قال إن “جريمة العدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهداف القيادي فؤاد شكر كانت عدواناً واضحاً وتصعيداً خطيراً”، حسب تعبيره.

وأكد الحوثي في كلمته أن جرائم من أسماه “العدو الإسرائيلي” يقابلها تنامٍ لجبهات الجهاد وتطور في الأداء.

وفيما يتعلق بالموقف من عمليتي اغتيال هنية وشُكر، قال الحوثي إن “موقف محور القدس والجهاد والمقاومة واضح، لا بد من الرد عسكرياً على الجرائم الخطيرة والتصعيد الإسرائيلي الكبير”، مؤكداً أن “هناك مواقف واضحة ومعلنة من الجمهورية الإسلامية وبقية المحور، ويجري العمل من أجل الرد”.

وأكد الحوثي أن الخيار الصحيح هو “المشروع القرآني الإسلامي والجهاد في سبيل الله تعالى، لمواجهة إسرائيل”، مبيناً أن الحل للأمة هو “الجهاد في سبيل الله، وهو الخيار المشروع الوحيد الذي يجدي ويفيد”.

وقال الحوثي: إن “التجربة والواقع يشهدان بأن الجهاد هو الذي يرتقي بالأمة في بنائها وبناء قدراتها، لترتقي، لتكون في مستوى مواجهة التحديات”، مبيناً أن “الجهاد في سبيل الله في الموقف الحق والقضية العادلة والميدان الواضح والتضحيات في سبيل الله هي تضحيات مثمرة لها نتائج، وأن مستقبل الأمة مرهون بالجهاد في سبيل الله، موضحاً أن الصراع مع العدو الإسرائيلي حتمي، لأنه كيان عدواني مجرم يستهدف الأمة”. حسب وصفه.

وتابع قائلاً: إن “العدو الإسرائيلي لن يكف يده بالشر والسوء عن الأمة، والصراع معه حتمي، وفي نفس الوقت زواله محتوم”. مشيراً إلى أنه “من الشرف الكبير والفضل العظيم أن يتوفق الإنسان للتحرك في سبيل الله في هذه المرحلة الاستثنائية والمصيرية لمستقبل الأمة”.

وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، في خطاب متلفز تابعه موقع “يمن إيكو”-: “نحن في معركة مفتوحة في كل جبهات الإسناد وقد دخلنا في مرحلة جديدة يتوقف تصاعدها على ردود فعل العدو”، مضيفاً: “على العدو ومَنْ خلفه أن ينتظروا ردنا الآتي حتماً، ولا نقاش ولا جدل في هذا، وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان”.

وقال نصر الله مخاطباً الإسرائيليين: “ستبكون كثيراً لأنكم لا تعلمون أي خطوط حمراء تجاوزتم”. حسب قوله في خطابه الذي بعد يوم من إعلان حزب الله اللبناني عن اغتيال القائد العسكري البارز في قواته، فؤاد شكر، بهجوم إسرائيلي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، الثلاثاء.

وبعد الإعلان عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أثناء حضوره مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، قال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، في تصريحات رصدها يمن إيكو إن “الثأر لدم الشهيد إسماعيل هنيّة، واجب علينا، لأن هذه الحادثة المريرة والصعبة وقعت في حرم الجمهورية الإسلامية”، مضيفاً أن “الكيان الصهيوني المجرم والإرهابي أعد لنفسه عقاباً قاسياً”، حسب تعبيره.

وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان رصده “يمن إيكو” أيضاً، إن “جريمة اغتيال هنية ستقابل بردّ قاسٍ ومؤلم من جبهة المقاومة وخاصة إيران”، وهي إشارة إلى أن الرد لن يقتصر على إيران وحدها.

وقالت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان رصده موقع “يمن إيكو”، الأربعاء، إن اغتيال هنية “ينقل المعركة إلى أبعاد جديدة وسيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة بأسرها”.

وكان قائد حركة أنصار الله اليمنية، عبد الملك الحوثي، قد أصدر بياناً مساء الأربعاء رصده موقع “يمن إيكو”، جاء فيه: ” لن نألو جهداً بإذن الله وبالتعاون مع إخوتنا في محور الجهاد والمقاومة في الانتقام للشهيد (إسماعيل هنية) وسائر الشهداء ولمظلومية الشعب الفلسطيني، ولإسناد إخوتنا المجاهدين الأعزاء في قطاع غزة والشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية يرتكبها العدو الإسرائيلي باشتراك أمريكي على مدى عشرة أشهر”.

وأضاف: “لقد تورط العدو المجرم بالاستهداف للشهيد (هنية) لينقل المعركة إلى مستوى أوسع وأبعاد أكبر تكون عواقبها على العدو بإذن الله وخيمة”، حسب البيان.

ويوم الثلاثاء نفذ الجيش الأمريكي ضربات جوية استهدفت مواقع للحشد الشعبي في العراق، وأدت إلى مقتل وإصابة عدة أشخاص بينهم قائد.

وبدا بوضوح أن الضربات الإسرائيلية والأمريكية تأتي في إطار خطة معدة مسبقاً للتصعيد ضد مختلف أطراف ما يعرف بـ”محور المقاومة”، بما في ذلك قوات صنعاء في اليمن والتي تقول إسرائيل إنها وجهت لها ضربة من خلال استهداف ميناء الحديدة قبل أسبوعين.

وكانت قوات صنعاء قد توعدت بأنها سترد على استهداف الحديدة “رداً كبيراً”، وتوعد عبد الملك الحوثي في وقت سابق باستهداف تل أبيب مجدداً.

وفي ظل الاغتيالات والضربات الأخيرة في إيران ولبنان والعراق، والتصريحات التي أعقبتها، قالت تقارير أمريكية وإسرائيلية إن أطراف ما يعرف بـ”محور المقاومة” قد تجمع ردودها في عملية واسعة متزامنة تستهدف إسرائيل من أكثر من جهة.

وليس من الواضح ما إذا كان هذا هو السيناريو الذي سيحدث، حيث قالت بعثة إيران في الأمم المتحدة إن الرد الإيراني سيكون من خلال “عمليات خاصة مركزة”، لكن من المؤكد أن الرد سيحدث وأن أطراف ما يعرف بـ”المحور” جميعها تقوم بالتنسيق فيما بينها بشأن الرد على إسرائيل.

وفي هذا السياق نشرت وكالة رويترز، اليوم، تقريراً نقلت فيه عن مصادر قولها إن “مسؤولين إيرانيين كبارا سيجتمعون مع ممثلين لفصائل حليفة من لبنان والعراق واليمن، اليوم الخميس، لمناقشة الرد المحتمل على إسرائيل”.

وتقول إسرائيل إنها “مستعدة لجميع الاحتمالات”، وقد أكدت وسائل الإعلام العبرية وجود حالة استنفار قصوى، وتعليمات صارمة للإسرائيليين بالبقاء قرب الملاجئ، مع فرض إجراءات أمنية مشددة بشأن تحركات الوزراء والمسؤولين، وتشير العديد من التقارير إلى أن تنسيقاً عالياً يجري مع الولايات المتحدة وبعض الدول العربية التي سبق لها أن شاركت في التصدي للهجوم الإيراني الواسع الذي استهدف إسرائيل في ابريل الماضي.

وقال نصر الله، اليوم، إنه يتم التحضير “لرد حقيقي وليس شكلياً”، في إشارة ترجح أن يتم اتباع أساليب جديدة في استهداف إسرائيل.

وفي ظل هذه المعطيات، يبدو شبح “الحرب الإقليمية الكبرى” الذي يخيم على أجواء المنطقة منذ السابع من أكتوبر الماضي، أقرب إلى أن يصبح أمراً واقعاً من أي وقت مضى، حيث يرجح محللون أن الأمر لن يقف عند حدود الرد الإقليمي المرتقب، لأن سلسلة الضربات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة على إيران ولبنان واليمن والعراق، قد كشفت أن واشنطن وتل أبيب مصرتان على تصعيد وتيرة الاشتباك مع “محور المقاومة”، وحتى إن بدا أن هذا الاشتباك لا يزال يدور في مساحة بعيدة قليلاً عن الانفجار الكبير، فإن حقيقة التصاعد المستمر لوتيرته واتساع نطاقه، يجعل الانفجار حتمياً إذا لم تنتهِ الحرب في غزة.

ومقابل تصريحات صنعاء وطهران وبيروت وبغداد بالرد الحتمي، تعيش إسرائيل لحظات صعبة من الترقب والحذر، حيث قال رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية نتنياهو في كلمة متلفزة تابعها موقع “يمن إيكو”: “إننا نواجه أياماً صعبة، فمنذ الهجوم على بيروت سمعنا تهديدات من كل الجهات. ونحن مستعدون لأي سيناريو وسوف نقف متحدين ومصممين ضد أي تهديد. وسوف تفرض إسرائيل ثمناً باهظاً جداً على أي عدوان ضدنا من أي جهة كانت”. حسب تعبيره.

ويواجه الاقتصاد الإسرائيلي ضغوطاً هائلة تتجلى مؤشراتها في تراجع الشيكل خلال اليومين الماضيين، حيث قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، في تقرير رصده وترجمه موقع “يمن إيكو” إن “هبوط الشيكل مستمر على خلفية الخوف من التصعيد”، مضيفة: إن “بورصة تل أبيب افتتحت بانخفاضات طفيفة تعززت خلال اليوم، حيث انخفض مؤشر تل أبيب 35 بنسبة 0.8% ومؤشر تل أبيب 125 بنسبة 1.2%”.

وقالت الصحيفة: إنه “بعد الاغتيالات الدراماتيكية في طهران وبيروت والخوف المتزايد من رد حزب الله وإيران ضد إسرائيل، انخفض الشيكل أيضاً، اليوم الخميس، مقابل العملات الرئيسية، حيث وصل الدولار بالفعل إلى 3.8 شيكل، ووصل اليورو إلى 4.1 شيكل هذا الصباح”.

وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قالت صحيفة “كالكاليست” الاقتصادية العبرية إن احتمالات اندلاع حرب شاملة تلقي بالاقتصاد الإسرائيلي في دوامة من عدم اليقين، مشيرة إلى أن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل في حال اندلاع حرب شاملة مع حزب الله، أو حرب متعددة الجبهات، سيكون ثقيلاً بشكل لا يمكن تحمله.

وأمس الأربعاء، تداولت وسائل إعلام إسرائيلية أخباراً تفيد بإلغاء شركتي الطيران الأمريكيتين، دلتا ويونايتد والخطوط الجوية البريطانية رحلاتها إلى إسرائيل. يأتي ذلك وسط تصعيد خطير بعد اغتيال إسرائيل القيادي في حزب الله فؤاد شُكر، بضربة طالت الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إيران.

 

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً