يمن إيكو|أخبار:
كشف الخبير والباحث اليمني المهتم بالآثار وتهريبها عبد الله محسن، اليوم الأربعاء، أن قطعة من آثار اليمن القديم، تعود للقرن الثاني قبل الميلاد، عرضت للبيع في مزاد أقيم في العاصمة البريطانية لندن قبل أربع سنوات، لافتاً إلى أن القطعة تعتبر أقدم صدى لأسلوب الرسام العالمي الشهير بيكاسو، المفضل في التجريد الهندسي للشكل البشري.
وقال محسن في منشور على حسابه بمنصة “فيسبوك”، تحت عنوان (أسلوب بيكاسو في تحفة أثرية يمنية)، والذي يأتي ضمن سلسلة منشوراته (آثار اليمن.. في الخارج)، إن القطعة الأثرية عبارة عن “رأس رجل من المرمر، يعود للقرن الثاني/الأول قبل الميلاد، ذي رقبة طويلة نحيلة، ولحية قصيرة، وحاجبين محززين، وأذنين نصف دائريتين متحدة المركز، وعينين كبيرتين وزخرفة دائرية على الذقن كانت مطعمة سابقاً”.
وأوضح محسن، في منشوره الذي رصده موقع “يمن إيكو”، أن القطعة الأثرية بيعت في مزاد (سوذبيز) الشهير في لندن، في 17 ديسمبر 2020م.
وأضاف محسن: “ويعد رأس المرمر من آثار اليمن مدهشاً بين مقتنيات السير جون ريتشاردسون باعتباره أقدم صدى لأسلوب بيكاسو المفضل في التجريد الهندسي للشكل البشري في مجموعة ريتشاردسون الشهيرة”، مبيناً أنه “يمكن مشاهدة رأس المرمر الأثري الذي كان يزين مكتبه قبل وفاته عن عمر يناهز 95 عاماً”، حيث أرفق محسن في منشوره صورة للقطعة الأثرية وبجانبها صورة للسير جون وهو في مكتبه وأمامه العديد من الأعمال الفنية ومنها رأس المرمر.
وتابع محسن بالقول: “وبحسب دار المزادات، ترك مؤرخ الفن الشهير وكاتب سيرة بابلو بيكاسو السير جون ريتشاردسون وراءه أعمالاً فنية وأشياء تستحق الحياة”.
وأضاف “وبينما حصل ريتشاردسون على العديد من الأعمال أثناء سفره، كانت العديد من الأعمال الأخرى هدايا ثمينة من الفنانين الذين لا حصر لهم، الذين أطلق عليهم أصدقاء”.
واختتم محسن منشوره بالقول “يتشرف مزاد (سوذبيز) بتقديم مجموعة ريتشاردسون التاريخية، التي لا مثيل لها في أسلوبها وذوقها وأهميتها، والتي تضم بين أبرز أعمالها العديد من الأعمال المهمة من رأس المرمر هذا إلى الأعمال الفنية المعاصرة من لوسيان فرويد وأوغو روندينوني”.
يشار إلى أن الخبير الأثري عبدالله محسن، كشف خلال الفترة الماضية، عن تعرض الآثار والمخطوطات اليمنية لعملية تجريف ونهب وتخريب وتهريب إلى خارج البلاد، ارتفعت وتيرتها خلال السنوات الأخيرة، كما نشر تفاصيل كثيرة عن آثار يمنية قديمة يتم عرضها وبيعها في العديد من بلدان العالم، أغلبها في دول عربية وغربية، ودعا الحكومة اليمنية مراراً إلى استعادة هذه القِطع التي يتم عرضها في المزادات بمبالغ زهيدة.