يمن إيكو|خاص:
في إطار حرصها على عدم التصعيد مع قوات صنعاء، بدا خلال الأيام الأخيرة أن السعودية وجهت تهديدات لمكونات محلية موالية للتحالف كانت قد أبدت اعتراضات صريحة على المفاوضات التي انطلقت في العاصمة العمانية مسقط هذا الأسبوع من أجل الإفراج عن الأسرى، حيث قامت بعض هذه المكونات بالتراجع عن اعتراضاتها بسرعة.
وبعد إعلان صحيفة “عكاظ” السعودية عن انطلاق جولة مفاوضات جديدة في العاصمة العمانية مسقط، بين حكومة صنعاء والحكومة اليمنية بشأن الأسرى، ارتفعت أصوات قيادات من أطراف يمنية موالية للتحالف بالاعتراض على هذه الجولة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، كتب القيادي الكبير في حزب الإصلاح، الحسن علي أبكر، على حسابه في منصة إكس، تدوينة رصدها موقع “يمن إيكو” خاطب فيها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية قائلا: “لا تذهبوا إلى مسقط إن كان لديكم ذرة من كرامة ومرؤة، لا تذهبوا لتوقيع اتفاق ليس لكم فيه أي دور ولا يتوافق مع مكانتكم ومسؤوليتكم كشرعية لثلاثين مليون يمني” حسب تعبيره.
وأضاف: “من المعيب أن تتحول الرئاسة والحكومة إلى لعبة أو جارية بيد الدول والمنظمات والمبعوثين يتم توجيهها بالريموت كنترول لتوقيع اتفاقيات معدة مسبقا دون اعتبار للمكانة الدستورية للشرعية ومكانتها القانونية دوليا”.
ويشير حديث “أبكر” بوضوح إلى اعتقاد لدى العديد من الأطراف الموالية للتحالف بأن السعودية تسعى إلى السلام مع حكومة صنعاء تحت واجهة “اتفاق يمني – يمني” وهو الاعتقاد الذي دفع هذه الأطراف -بحسب مراقبين- إلى الاندفاع نحو الولايات المتحدة التي تبنت خلال الفترة الماضية تصعيدا كبير ضد حكومة صنعاء والحوثيين، وكان من عناوين هذا التصعيد ربط اتفاق السلام بوقف هجمات البحر الأحمر، الأمر الذي أدى إلى تجميد التفاهمات التي كان قد تم التوصل إليها بين صنعاء والرياض، بالإضافة إلى تحريك بعض الجبهات وإن بصورة محدودة، وقرارات البنك المركزي في عدن بنقل مراكز البنوك التجارية والمصارف من صنعاء.
مع ذلك، يبدو بوضوح أن السعودية التي رفضت خلال الأشهر الماضية المشاركة في التصعيد الأمريكي ضد حكومة صنعاء، بحسب ما كشفت عدة تقارير نشرها “يمن إيكو” وأكدتها وكالات دولية كرويترز وبلومبرغ، وجهت تهديدات لحلفائها المحليين المعترضين على جولة المفاوضات، حرصا على تجنب التصعيد، وعدم إفشال مسار التفاهمات.
هذا ما عبرت عنه بوضوح تدوينة جديدة نشرها القيادي الإصلاحي “أبكر” أمس الثلاثاء (بعد ثلاثة أيام فقط من تدوينته السابقة) على منصة “إكس” ورصدها موقع يمن إيكو، وجاء فيها: “أقولها ثلاثا، أنا مع السلام، والحرب يجب تنتهي وإن تنازلنا لبعضنا البعض كيمنيين، أنا مع المشاورات ولنكن رحماء فيما بيننا فالحرب دمرتنا، أنا مع المفاوضات ومقاربة وجهات النظر مهما كانت التضحيات لأجل اليمن، أقول ذلك بكل صراحة ووضوح، وأرى ذلك لزاما على اليمنيين”.
وأضاف: “أنا مع حوار تقوده شخصيات يمنية ليس لها ارتباط ولا مصالح مع الخارج وإن كان لا بد من تنازلات فلتكن لبعضنا البعض بعيد عن إملاءات الخارج الذي لاهم لهم إلا مصالحهم في بلدنا”.
هذا التحول الكبير في الخطاب والانتقال السريع من الرفض القاطع للمفاوضات إلى المطالبة بتقديم “تنازلات” يفسر، وفقا لمراقبين، تهديدات وضغوط مارستها السعودية على الأطراف الموالية لها لعدم الاعتراض على جولة المفاوضات، وهو ما ينسجم مع الموقف السعودي خلال الفترة الماضية والذي اتصف بحرص واضح على المحافظة على مسار تفاهمات السلام مع حكومة صنعاء، وتجنب أي تصعيد.
وليس الحسن أبكر هو الوحيد الذي تراجع عن اعتراضه على المفاوضات مع حكومة صنعاء، حيث خففت قيادات أخرى موالية للسعودية خطابها المعارض وعبرت عن دعمها لجهود السلام، وهو ما يؤكد الضغوط السعودية.