يمن إيكو| تقرير:
أكدت صحيفة الشرق الأوسط التابعة للمخابرات السعودية، هذا الأسبوع، انفراد موقع “يمن إيكو” الذي كشف عن صيغة أمريكية جديدة لخارطة الحل في اليمن تتضمن شرط وقف عمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر، فيما أكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، في مقابلة مع الصحيفة نفسها، أن الحكومة ترى في الصيغة الأمريكية الجديدة فرصة للتخلص من الخارطة السعودية.
ونشرت الصحيفة السعودية، يوم الثلاثاء الماضي، تقريراً نقلت فيه تصريحات لرئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك، تطرقت إلى مستجدات السلام في اليمن.
وذكرت الصحيفة أنها سألت رئيس الحكومة “عن شرط واشنطن على الحوثيين وقف الهجمات البحرية لإكمال العملية السلمية”، مشيرة إلى أن بن مبارك يرى “ضرورة مراجعة ربط السلام مع عمليات البحر الأحمر”، بحسب التقرير.
ويؤكد ذلك بوضوح المعلومات التي انفرد موقع “يمن إيكو” بنشرها في وقت سابق من الشهر الجاري، والتي كشفت أن الولايات المتحدة سلمت صيغة جديدة لخارطة الطريق التي يفترض أن تؤدي للحل السياسي في اليمن وتنهي الحرب التي قادتها السعودية منذ مارس 2015، وأن النسخة الجديدة الأمريكية تضمنت شرط التزام قوات صنعاء بوقف هجماتها البحرية ضد السفن الإسرائيلية، وهو ما كانت واشنطن قد ألمحت إليه في عدة مناسبات، وخصوصاً على لسان المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ.
وحول هذا الموضوع قال بن مبارك إن “الحكومة اليمنية تعاني من الدفع بصيغٍ عنوانها السلام لكنَّها تقود إلى مزيدٍ من الصراع، وتعمل على إطالة أمد الصراع بمستويات وأشكال مختلفة”، بحسب ما نقلت الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة السعودية إن “هجمات الحوثيين في البحر الأحمر بمزاعم نصرة غزة ساعدت الحكومة التي يرأسها الدكتور أحمد عوض بن مبارك على استثمار فرصة لم تكن ماثلة منذ بداية الأزمة اليمنية”، مشيرة إلى أن “هناك طريقين للتعامل مع هجمات الحوثيين: الأولى تذكير الغربيين بأنه تم تحذيرهم سابقاً ولم يستجيبوا، وبذلك فهي مشكلتهم الآن، والثانية استثمار الموقف بطريقة بنائية”، ونقلت عن بن مبارك قوله إنه “إذا أرادت الحكومة بناء سردية جديدة، فلا بد من دحض السرديات السابقة التي قام وظل عليها كثير من الحلول الترقيعية خلال الفترة الماضية”.
ويشير ذلك بوضوح إلى أن الحكومة اليمنية رأت في الخارطة الأمريكية الجديدة فرصة للتملص من الخارطة التي طرحتها السعودية للاتفاق مع حكومة صنعاء، والتي كان “يمن إيكو” قد كشف في عدة تقارير سابقة أن الحكومة لم تقبل بها، لكنها كانت تواجه ضغوطاً سعودية كبيرة للتجاوب معها.
ولم يخف بن مبارك حرص الحكومة اليمنية على استغلال فرصة الموقف الأمريكي لتجاوز خارطة السلام السعودية، بغض النظر عن طبيعة الصيغة الأمريكية الجديدة، حيث قال: “لا يهمنا كيف يدعم الأمريكيون أو لا يدعمون أيَّ صياغة مقبلة”.
وبرغم أنه أضاف قائلاً: “ما يهمنا أن يتم دعم ما هو مستدامٌ، ويساعد اليمنيين على الوصول إلى صيغة يمكن من خلالها أن يتعايشوا، وأن يتعاطوا مع قضاياهم بطريقة أكثر ديمومة”، فإنه عبر عن حرص الحكومة اليمنية على أن يستمر اعتبار الحوثيين كأعداء، وهو ما يعني استمرار الصراع.
ونقلت الشرق الأوسط عن بن مبارك قوله: إن “التحور الغربي من المهم أن يقود إلى تحول استراتيجي في طبيعة النظر إلى الحوثيين، ليس فقط (بوصفهم) طرفاً عسكرياً أو اجتماعياً، لكنهم يمثلون تهديداً أيديولوجياً، وطبيعة هذه الأيديولوجيا وتأثيرها ليس على اليمن وحسب، وإنما المنطقة والعالم” مضيفاً: “أعتقد أن التطورات التي حصلت ستساعد بشكل كبير جداً على تغيير هذه السردية”.
وأضاف أنه: “يجب أن يتم دعم الحكومة اليمنية بشكل مباشر، فالقبول بالسماح لقوات خارج الدولة مثل الحوثيين بالسيطرة على الحدود والمياه الإقليمية اليمنية كان أحد الأخطاء الاستراتيجية، وبالتالي البديل هو دعم الحكومة اليمنية بخفر سواحلها، بقواتها، بامتلاك أدوات تمكنها من الدفاع عن المياه الإقليمية”، وهو ما يأتي في سياق المطالبات الصريحة المتكررة من قبل الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي للدول الغربية بتقديم دعم عسكري لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الحديدة بشكل خاص.