يمن إيكو|خاص:
بعد يومين من رسالة وجهها قائد حركة “أنصار الله” (الحوثيين) عبد الملك الحوثي لروسيا والصين، طالبهما فيها بتفهم التصعيد الجديد ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل، قال الجيش الأمريكي اليوم السبت، إن قوات صنعاء استهدفت سفينة نفط كانت متجهة من روسيا إلى الصين، الأمر الذي أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تحاول دفع الدولتين المنافستين إلى تجاهل رسالة الحوثي.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان رصده موقع “يمن إيكو” إنه “عند حوالي الساعة الواحدة صباحاً بتوقيت صنعاء، أطلق الحوثيون صاروخاً باليستياً مضاداً للسفن في البحر الأحمر وأصابوا ناقلة النفط إم/تي ويند التي ترفع علم بنما وتملكها وتديرها اليونان”.
وبحسب البيان الأمريكي فإن “السفينة (ويند) رست مؤخراً في روسيا وكانت متجهة إلى الصين”.
وأشار البيان إلى أن “تأثير اصطدام الصواريخ تسبب بحدوث أمواج عنيفة أدت إلى فقدان الدفع والتوجيه”، مضيفاً أن “سفينة تابعة للتحالف استجابت على الفور لنداء الاستغاثة الذي أطلقته السفينة ويند، ولكن لم تكن هناك حاجة للمساعدة، حيث تمكن الطاقم من استعادة نظام الدفع والتوجيه”.
وجاء بيان الجيش الأمريكي بعد ساعات من إعلان شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري، وهيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية عن تعرض سفينة (ناقلة نفط ترفع علم بنما) لهجوم صاروخي جنوب البحر الأحمر، وقالتا إن السفينة أصيب بأضرار، وإن حريقا اندلع على متنها في منطقة أجهزة التوجيه، وهو ما لم يذكره بيان القيادة المركزية الأمريكية.
ولم تعلن قوات صنعاء رسمياً عن تنفيذ أي هجوم، ولم يتسن التأكد من صحة بيانات السفينة “ويند” وما إذا كانت هي المستهدفة، الأمر الذي أثار تساؤلات حول ما إذا كان الجيش الأمريكي يهدف إلى تحريض روسيا والصين اللتين تلقتا، الخميس الفائت، رسالة معلنة من زعيم “أنصار الله” (الحوثيين) طالبهما فيها بتفهم التصعيد ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل في البحر المتوسط مثلما تفهمتا العمليات البحرية في المراحل السابقة.
ولن تكون هذه المرة الأولى التي تحاول فيها الولايات المتحدة تحريض الصين ضد قوات صنعاء، ففي مارس الماضي، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن قوات صنعاء استهدفت السفينة “هوانغ بو” وزعمت أنها “مملوكة ومدارة من قبل الصين” لكن معلومات ملاحية حصل عليها “يمن إيكو”- وقتها- كشفت أن السفينة بريطانية وتم تغيير بياناتها للتمويه.
وفي يناير الماضي كانت الولايات المتحدة قد طلبت من الصين أن تتوسط لإقناع قوات صنعاء بوقف عملياتها في البحر الأحمر لكن الصين “لم تُبدِ أي بادرة للمساعدة”، بحسب ما قالت صحيفة “فايننشال تايمز” وقتها، كما أن المتحدث باسم الخارجية الصينية صرح لاحقاً بأن الوضع في البحر الأحمر مرتبط بالحرب في غزة.
وعارضت روسيا والصين علناً في مجلس الأمن الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن، وقالتا إنه لا يوجد قانون يخول الأمريكيين والبريطانيين باستخدام القوة ضد اليمن، حتى ولو تحت عنوان “حماية الملاحة”، مؤكدتين أن السبب الجذري للتصعيد في البحر الأحمر هو استمرار الحرب في غزة.