يمن إيكو|خاص:
أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، دعم الحكومة اليمنية للاشتراطات التي وضعتها الولايات المتحدة والتي تعرقل التوقيع على اتفاق السلام بين السعودية وحكومة صنعاء، وأبرزها شرط وقف هجمات قوات صنعاء المساندة لغزة في البحر الأحمر، الأمر الذي يؤكد صحة التقارير التي نشرها “يمن إيكو” خلال الفترة الماضية، والتي كشفت عن تنسيق بين الولايات المتحدة والحكومة اليمنية من أجل الضغط على الحوثيين لوقف عملياتهم، سواء من خلال تحريك الجبهات أو إعاقة خارطة الطريق.
وقال العليمي، في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط التابعة للمخابرات السعودية، نشرت يوم الخميس، ورصدها موقع “يمن إيكو”، إن “المملكة ناقشت نقاطاً عدة مع الجماعة والحكومة، وبعد جدل ومفاوضات خلصت إلى مادة تشكل أساساً يمكن البناء عليه لعملية سلام”، في إشارة إلى خارطة الطريق التي تم التوصل إليها خلال الفترة الماضية.
لكنه قال إنه يترقب “أن تدفع خريطة الطريق السعودية نحو عملية سلام شاملة، مستندةً إلى المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي أُكِّد عليه أخيراً، عبر قرار آخر أدان هجمات جماعة (الحوثي) على السفن المارة في البحر الأحمر”.
ولم تتضمن خارطة الطريق التي أعلنها المبعوث الأممي ومسؤولون في الحكومة اليمنية في وقت سابق أي حديث عن وقف الهجمات في البحر الأحمر، كما أنها تتجاوز المرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وقرار 2216).
والولايات المتحدة هي من تتمسك بضرورة وقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر كشرط للتوقيع على خارطة الطريق، بحسب ما كشفت عدة تقارير سابقة نشرها “يمن إيكو”، وهو أيضاً ما تشير إليه تصريحات متكررة للمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، ربط فيها ملف السلام في اليمن بوقف الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، كما كان قائد “أنصار الله” عبد الملك الحوثي قد كشف سابقاً أن الولايات المتحدة أعاقت الاتفاق مع السعودية للضغط على حكومة صنعاء بهدف وقف الهجمات المساندة لغزة.
ويشير تصريح العليمي بوضوح إلى وجود تنسيق بين الولايات المتحدة والحكومة اليمنية لفرض شرط وقف هجمات قوات صنعاء مقابل تنفيذ خارطة الطريق، وهو تنسيق كان “يمن إيكو” قد سلط عليه الضوء في عدة تقارير خلال الفترة الماضية.
وقال العليمي إن الضربات الأمريكية والبريطانية على اليمن “تضعف المليشيات الحوثية المدعومة من إيران”، حسب قوله، وهو ما يمثل تأييداً واضحاً للضربات.
وكرر العليمي مطالبته بدعم الحكومة اليمنية لمواجهة الحوثيين برياً، وقال إن “الحل النهائي لن يكون بالضربات الجوية، والتهديد يأتي من البر، وهو تحت سيطرة الميليشيات، ولمواجهته لا بد من استعادة سلطة الدولة وفرض سيطرتها على المناطق كلها، بدعم المجتمع الدولي، هذا هو السبيل الوحيد لتأمين البحر الأحمر”.
وتؤكد هذه المطالبة أيضاً ما كشفته تقارير “يمن إيكو” سابقاً حول إبداء الحكومة اليمنية استعداداً لتحريك الجبهات في إطار الضغوط الأمريكية على حكومة صنعاء، وبرغم أن عدة جبهات شهدت بالفعل مواجهات بين القوات الحكومة وقوات صنعاء خلال الأشهر الماضية في هذا السياق، فإنه يبدو أن السعودية التي كان ينتظر منها أن تتولى دعم هذا التوجه، لا تريد ذلك للحفاظ على خارطة الطريق.
وحول عدم مشاركة الحكومة اليمنية في تحالف “حارس الإزدهار” الذي شكلته الولايات المتحدة قال العليمي: “لم نشارك في التحالف بناءً على رؤية نابعة من قدراتنا وإمكاناتنا”، موضحاً أن “الحكومة اليمنية لا تملك قدرات عسكرية أصلاً للمشاركة، كما أن دعم الحكومة الشرعية وقدراتها تطبيقاً لقرارات مجلس الأمن، هو السبيل لإنهاء هذا التوتر”.
ويكشف هذا التصريح أن الحكومة اليمنية لم تتلقَ ضوءاً أخضر من السعودية للمشاركة في التحالف بشكل رسمي، لأن المطالبة بدعم الحكومة توضح خشيةً من فقدان الدعم السعودي.