يمن إيكو|تقرير
أبدت الولايات المتحدة الأمريكية، المزيد من الارتباك حيال قدرات قوات صنعاء وخطواتها التالية المحتملة، حيث فسر قائد القوات الجوية في الشرق الأوسط تباطؤ وتيرة الهجمات اليمنية بأنه “ربما” يكون دليلاً على انخفاض مخزون الصواريخ والطائرات المسيرة لدى قوات صنعاء، لكنه اعترف بأن الجيش الأمريكي لا يملك معلومات حول حجم ترسانة الحوثيين، وهو ما يجعل تفسيره دليلاً على ارتباك واضح يؤكده أيضاً اعتراف المبعوث الأمريكي لليمن بعدم وجود حل عسكري، بالإضافة إلى إعلان القيادة المركزية الأمريكية فجر الخميس عن هجوم صاروخي وجوي استهدف المدمرة “يو إس إس غريفلي”.
ونشرت وكالة “أسوشيتد برس” مساء الأربعاء تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، نقلت فيه عن قائد القوات الجوية الأمريكية في القيادة المركزية الجنرال أليكسوس غرينكويتش، قوله إن “الحوثيين ربما يستهلكون إمداداتهم من الطائرات بدون طيار والصواريخ، مع تباطؤ وتيرة هجماتهم قليلاً، لأنها لم تعد كما كانت”.
لكنه قال في الوقت نفسه إنه “من الصعب معرفة مدى نقص مخزون أسلحة الحوثيين، لأن المسؤولين لم يكن لديهم تقييم استخباراتي مفصل لقدراتهم قبل بدء الهجمات”.
وأضاف: “التحدي الذي يواجهنا هو فهم المستوى في البداية، بمعنى آخر، ما الذي كان لديهم عند بدء الهجمات”.
ويناقض هذا التأكيد تفسير تباطؤ الهجمات بوجود نقص في مخزون أسلحة قوات صنعاء، إذ لا يمكن الجزم بذلك في ظل عدم وجود معلومات حول حجم ترسانة الأسلحة، ما يعني أن تصريح قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط كان مجرد تكهن.
وليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها المسؤولون والضباط الأمريكيون تباطؤ وتيرة هجمات قوات صنعاء (ولو لعدة أيام) كدليل على نجاح الحملة الأمريكية ضد اليمن، لكن قوات صنعاء أثبتت عدم دقة هذا التكهن عدة مرات من خلال شن هجمات واسعة مفاجئة.
وقدم قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، في خطابات سابقة تابعها “يمن إيكو” تفسيراً أبسط، حيث أكد عدة مرات أن حركة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر والبحر العربي أصبحت “نادرة” وقليلة جداً، مع أنه يكشف أسبوعياً عن إطلاق عشرات الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.
وفجر الخميس أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أنها اشتبكت مع صاروخ بالستي مضاد للسفن وطائرتين بدون طيار تم إطلاقها من اليمن تجاه المدمرة “يو إس إس غريفلي”، وقبل يومين أعلنت أنها اشتبكت مع زورق مسيّر، وقبل ذلك بيومين قالت إنها اشتبكت مع طائرتين مسيرتين في البحر الأحمر، وهو ما يعني أن هجمات قوات صنعاء لم تتوقف بشكل يكفي للتكهن بوجود انخفاض في مخزون الأسلحة، وأن تفسير انخفاض حركة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا هو الأقرب للواقع.
وبرغم أن قائد القوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط زعم أن إيران تساعد الحوثيين على إعادة إمداد قدراتهم، فإنه قال إنهم “لا يستجيبون لإيران”، وإنه حتى لو لم تزودهم بالأسلحة فإن الأمر “لن يؤثر بشكل مباشر وسريع”، وهو ما يعني أن الجيش الأمريكي يتخبط بين فرضيات غير واضحة، ولا يمتلك أي معلومات دقيقة حول ترسانة قوات صنعاء، وأن كل ما يعتمد عليه هو التكهنات الآنية.
ومما يعزز هذا الارتباك تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ التي رصدها موقع “يمن إيكو” الأربعاء، والتي قال فيها: “نعلم أنه لا يوجد حل عسكري” وإنه من الضروري التوصل إلى “حل دبلوماسي”، بالإضافة إلى حديثه عن دراسة إلغاء قرار تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية في حال أوقفوا هجماتهم.
هذه التصريحات تشير بوضوح إلى إدراك الولايات المتحدة لعدم وجود أفق للضغط العسكري على قوات صنعاء لوقف عملياتها، التي تؤكد أنها ستستمر إسناداً لغزة ورداً على الغارات الأمريكية البريطانية، وهو ما يعني أن تفسير تباطؤ وتيرة هجمات قوات صنعاء البحرية بانخفاض مخزونها من الأسلحة مجرد محاولة من الجيش الأمريكي للقول بأن الغارات على اليمن لها نتائج مؤثرة، في ظل سيل التقارير والاعترافات التي تؤكد أن الهجوم على اليمن لم يحقق أي نتائج تذكر.
قوات صنعاء تهاجم المدمرة “غريفلي” بعد ساعات من حديث جنرال أمريكي عن انخفاض وتيرة العمليات اليمنية