يمن إيكو| أخبار:
أكد الخبير وباحث الآثار اليمني عبد الله محسن استمرار عرض بيع العديد من التحف اليمنية المهربة في مزادات عالمية، مكذباً في الوقت نفسه ما وصفها “ادعاءات” بعض مستشاري ووكلاء وزارة الثقافة بالحكومة اليمنية بشأن استعادة مئات القطع من آثار اليمن المفقودة.
وقال عبد الله محسن، وهو باحث مستقل ومهتم بتتبع ورصد الآثار المهربة من اليمن، في منشور على حسابه الرسمي بمنصة “فيسبوك” تحت عنوان “شر البلية ما يبكي”، رصده موقع “يمن إيكو”، إنه “لا أتعس من مهربي الآثار، إلا بعض مستشاري ووكلاء وزارة الثقافة”.
ووصف محسن مسؤولي وزارة الثقافة بالحكومة اليمنية بأنهم “خبراء في تحويل القضايا الوطنية والدفاع عنها إلى ملفات للاستغلال السياسي”.
وأشار إلى أن أحد مسؤولي وزارة الثقافة قال إن الوزارة استعادت 600 قطعة أثرية يمنية، مبدياً تعجبه من ذلك التصريح، بقوله: “أحدهم قال إن وزارته استعادت ٦٠٠ قطعة من آثار اليمن المفقودة في مأرب.. عجبي”.
واختتم منشوره، الذي أرفق معه صورة تضم أربع تحف من آثار اليمن، قال إنه سيتم بيعها في مزاد في تل أبيب (يافا) بتاريخ 25 إبريل 2024، متسائلاً: “أين هذه الآثار المستعادة؟”.
وكان باحث الآثار اليمني محسن قال في منشور سابق، رصده موقع “يمن إيكو”، إنه “منذ سنوات طوال بدون توقف، ومزاد المركز الأثري الذي ينظمه عالم الآثار الإسرائيلي الشهير والمثير للجدل الدكتور روبرت دويتش، على منصة المزادات العالمية بيدسبريت، يعرض العديد من آثار اليمن، تكاد تكون كلها من مجموعة شلومو موساييف”.
وأوضح أنه “خلال كل هذه السنوات، لم تصدر وزارة الثقافة أو الخارجية أو الحكومة بياناً يفند مغالطة اقتناء شلومو موساييف لكل هذه الآثار اليمنية بطريقة قانونية، وتؤكد فيه أن هذه الآثار ليست إلا “آثار الدم” في فترة الحرب، وتسلك مسلك العراق التي أجبرت موساييف عبر الطرق القانونية على إعادة آثار نينوى القديمة”.
وبيّن أنه سيتم في المزاد القادم في تل أبيب بتاريخ 25 أبريل 2024م، عرض 6 تحف أثرية من اليمن، الأولى تمثال صغير من البرونز من القرن الأول إلى الرابع الميلادي، لسيدة جالسة تحمل طائراً ووعاءً، وعلى صدرها وحول المقعد التي تجلس عليه نقش بالمسند، والتحفة الثانية تمثال لوعل برونزي رابض، من القرن الخامس قبل الميلاد.
في حين تتمثل التحفة الثالثة في ذراع أنثى برونزية نادرة ترتدي سواراً، من القرن الأول الميلادي، وبحسب المزاد “تم إصلاح الإصبع الصغير، لكنها بحالة جيدة”، لافتاً إلى أنه سبق للمزاد نفسه عرض هذه التحفة الأثرية قبل عام وفشل في بيعها بسبب السعر الافتتاحي للبيع.
فيما التحفة الرابعة هي تمثال برونزي لجمل، من القرن السابع قبل الميلاد، يصور على كلا جانبيه نقشاً بالمسند.، والتحفة الخامسة، جمل برونزي آخر، في حين تتمثل التحفة السادسة في رأس ماعز من البرونز المصبوب على الطراز اليمني القديم في القرن الرابع قبل الميلاد.
وأوضح محسن أنه سبق للمزاد نفسه في 3 أكتوبر 2023م، عرض 15 قطعة من آثار اليمن للبيع، تتكون من 5 قطع من المرمر، وعشر قطع برونزية، وتعويذة من الفضة.
وأضاف أنه في 13 أكتوبر 2022م باع المزاد نفسه أيضاً عدداً من آثار اليمن منها: دورق برونزي فريد بنقوش مسندية، من القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد، وحصان برونزي من القرن الرابع قبل الميلاد. ووعاء فريد ذو أهمية عالية من البرونز يصور مشهداً أسطورياً، من النصف الثاني من الألفية الأولى قبل الميلاد، إلى جانب العديد من التحف اليمنية التي تم بيعها خلال السنوات الماضية في المزاد نفسه في عدة دورات، من مقتنيات جامع الآثار الإسرائيلي شلومو موساييف ( 1925م- 2015م).
وحسب باحث الآثار اليمني عبدالله محسن، فإن مموساييف هو رجل أعمال وتاجر مجوهرات ذائع الصيت وجامع آثار يهودي من بخارى، ولد في القدس وانتقل للعيش في بريطانيا عام 1963م، جمع في حياته أكثر من ستين ألف قطعة أثرية منها المئات من روائع آثار اليمن في محاولة لإثبات صحة التوراة تاريخياً.
ومنذ سنوات تتعرض الآثار اليمنية للسرق والنهب وتهريبها إلى الخارج، حيث سبق وأن كشفت تقارير متخصصة في تتبع الآثار اليمنية المسروقة والمهربة إلى الخارج، أن نحو 4,265 قطعة أثرية يمنية تم بيعها خلال 16 مزاداً عالمياً أمريكياً وأوروبياً، احتضنتها أشهر قاعات المزادات العالمية للآثار في 6 دول غربية، خلال الفترة (1991 – 2022). وخلال سنوات الحرب التي بدأها التحالف عام 2015م، بلغت الآثار اليمنية التي تم بيعها في المزادات العالمية 2,610 قطع، منها 2,167 قطعة في الولايات المتحدة، تجاوزت قيمتها (12) مليون دولار، ولا تزال 1,384 قطعةً من الآثار اليمنية المهربة والمسروقة، تُعرض في 7 متاحف عالمية.