يمن إيكو | خاص:
مع استقبال نحو ملياري مسلم في العالم لشهر رمضان الكريم هذا العام، تواصل إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، فيما تتصاعد هواجس المخاوف الغربية من ضربة لإسرائيل، التي يعاني اقتصادها من تداعيات لم يشهدها منذ تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
ووفقاً لتقرير تحليلي نشره موقع مجلة فورين بوليسي تحت عنوان “لماذا يهم رمضان في الحرب بين إسرائيل وحماس؟”، رصده وترجمه “يمن إيكو”، فإن بداية شهر رمضان تجلب معها عدداً من الأحداث والظروف المحددة التي يمكن أن تؤدي بسهولة إلى تصعيد دراماتيكي، ليس فقط في الحرب بين إسرائيل وحماس، بل أيضاً في التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وحسب كاتبة التقرير مراسلة الأمن القومي والاستخبارات في مجلة فورين بوليسي، إيمي ماكينون، فمن المرجح أن تؤثر مشاهد الموت والدمار المستمر في غزة بشكل كبير على أذهان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة مع دخول شهر رمضان، وهو أكثر فترة مقدسة في التقويم الإسلامي.
الأهم في القراءات التي عززت مخاوف الغرب على وجود إسرائيل، يتمثل في ما نقلته المجلة، عن خالد الجندي، مدير برنامج معهد الشرق الأوسط، حيث قال: “إن ذلك يضيف طبقة من الاشمئزاز والغضب إلى الوضع المروع بالفعل”، مضيفاً: “إنه يضيف المزيد من الضغط على الحكومات العربية لتبدو على الأقل وكأنها تفعل شيئاً ما.”
وفي ظل القيود الشديدة المفروضة على إمدادات المساعدات، أصدرت المنظمات الإنسانية تحذيرات متزايدة الخطورة بشأن احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة، حيث حذر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الإثنين من أن الأطفال بدأوا يموتون من الجوع.
ويزداد المشهد الإنساني في قطاع غزة تعقيداً مع نزوح 1.7 مليون شخص وفق أرقام وكالة الأونروا، يشكّلون 75% من مجمل السكّان، البالغ عددهم 2.3 مليون، ويعيشون جميعاً في ظروفٍ “مروّعة”، بحسب ما وصفها منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، جيمي ماكغولدريك، الذي قال إن الجوع وصل إلى مستويات كارثية خاصة في شمال غزة.
هذه المعطيات والمحاذير لتصاعد حرب الإبادة الجماعية في القطاع، دفعت بوسائل الإعلام الغربية إلى التركيز على تنبيه إسرائيل من مخاطر التصعيد في شهر رمضان، خصوصاً بعد فشل المحادثات المتعلقة بالتوصل إلى هدنة قبل رمضان، حيث أعربت شبكة البي بي سي البريطانية عن مخاوفها من اتساع دائرة العنف خلال شهر رمضان، لتشمل مدينة القدس، لاسيما وأن الهدنة التي كثر الحديث عنها خلال الفترة الماضية، لا تزال بعيدة المنال.
ومع دعوة حركة حماس للمسلمين إلى تكثيف زياراتهم للمسجد الأقصى، اتهمت إسرائيل الحركة الفلسطينية “بالسعي لإشعال المنطقة خلال شهر رمضان” الذي يعد عند المسلمين شهر الانتصارات، لارتباطه الوثيق بمحطات مفصلية في التاريخ الإسلامي، حيث سجل المسلمون فيه أهم وأكبر الانتصارات العسكرية التي شكلت تحولات جيو استراتيجية غيّرت خارطة العالم.