يمن إيكو| خاص:
أكد القيادي البارز بحزب الإصلاح اليمني (إخوان اليمن) الشيخ محمد عبدالمجيد الزنداني أن موقفه الداعم لهجمات قوات صنعاء وأنصار الله الحوثيين ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، هو موقف يمني خالص، كما هو موقف الكثير من اليمنيين الداعم لهم، والذي يأتي في إطار مساندة الشعب اليمني لإخوانهم الفلسطينيين في قطاع غزة، الذين يتعرضون للحصار والإبادة الجماعية من قبل القوات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر 2023.
جاء ذلك في لقاء أجرته معه قناة “بودكاست عربي بوست”، رصده وتابعه موقع “يمن إيكو”، أوضح فيه أن أمريكا وبريطانيا كونا حلفاً وصفه بالكبير وجاءا به إلى المنطقة للدفاع عن إسرائيل ومصالحها وغذائها من خطر الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية.
وقال: “إن أمريكا وبريطانيا تقومان وبكل وقاحة بقصف اليمن ولا يعطيان الحكومة المعترف بها دولياً أي اعتبار، ويكتفيان بإشعارها أنهما سيأتيان لقصف البلاد سواء وافقت أو لم توافق”.
وتابع بالقول: “ألا يتطلب إصرار أمريكا وبريطانيا في الدفاع عن إسرائيل وقصفهما لليمن وجوب وقوف جميع اليمنيين في موقف واحد لاستنكار هذا العدوان الذي يحدث على البلاد”، لافتاً إلى أن “ما يجري على اليمن هو نفسه ما كان يجري على فلسطين”.
وقال الزنداني: “البعض سيقول إن الحوثيين استدعوا القوات الأمريكية والبريطانية بعملهم في البحر أو هم من تسببوا باستدعائهم”، موضحاً أن “هذا الكلام هو نفس الحُجة التي يقولها البعض على غزة بأن حماس هم الذين استدعوا اليهود، حماس هم الذين استدعوا اليهود لقصفهم”، وأضاف: “ما هكذا تورد الإبل، ما هكذا يكون الإنصاف ما هكذا يكون الحق”.
ووجّه الزنداني رسالة لمن قال إنهم يصفون الحوثي بأنه كذاب ودجال وأن مشاركته في قتال الإسرائيليين مجرد مسرحية أو لتحقيق مصالح خاصة، قال فيها “إنه بالرغم من اختلافنا مع الحوثي إلا أنكم بكلامكم هذا وكأنكم تقولون له لا تشارك في الوقوف مع إخواننا في غزة ولا تقم بمساندتهم، فأنا أقول لهم أقل شيء اسكتوا لأنكم بهذا الموقف تخذلونه، وهذا الموقف من قِبلكم تجاه ما يقوم به الحوثي ضد إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، بغض النظر عن دوافعه، هو جزء من التخذيل”، مؤكداً أن ما حدث في البحر الأحمر ومضيق باب المندب هي وقائع ولها آثارها الملموسة على الاقتصاد الاسرائيلي.
وأكد الزنداني أن “المعركة هي معركة اليمنيين جميعاً”، مرجحاً أنه لا يوجد يمني لم يفرح لما يحدث لإسرائيل في باب المندب وفي البحر الأحمر، وإن كان يختلف سياسياً مع الحوثي أو كان يرى أن الحوثي يجيرها سياسياً لصالحه لسبب أو لآخر.
ولفت إلى أن الكثير من أبناء الشعب اليمني متعاطفون مع القضية الفلسطينية ومع ما يقوم به الحوثي في إطار مساندته للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى هناك من أعلن تعاطفه رسمياً، وهناك من تعاطف معه بشكل سري، خوفاً من انقلاب الحكومة التي وصفها بـ”الشرعية” عليهم، أو خوفهم من الوقوع في المشاكل.
وقال الزنداني “إن على اليمنيين التنازل فيما بينهم وأن يتوحدوا داخلياً وأن ينبذوا كل فرقة وخلاف بينهم، ولكن لحدوث هذا الأمر لا بد أن توجد نية صادقة عند الجميع، هل توجد هذه النية الصادقة عند الجميع؟”، وأجاب هو على سؤاله بقوله: “أنا أقول لك النية موجودة ولكن للأسف بعض سياسات الدول الإقليمية لا تريد لذلك أن يحدث، وبعض سياسات الدول العالمية لا تريد لذلك أن يحدث، تريد أن يبقى اليمن مشتتاً تريد أن يبقى ممزقاً”.
وأضاف: “يا أبناء اليمن هل أنتم مستعدون لأن تحلوا قضاياكم بأنفسكم، لأنه لن يأتي الحل من الخارج، الخارج يريد تحقيق مصالحه ويريد أن ينفذ مآربه، لا يريد مصلحة الشعب اليمني إلا الشعب اليمني نفسه، ولن يحقق مصلحة الشعب اليمني إلا الشعب اليمني نفسه، فهل أنتم مستعدون لأن تتحدوا ولأن تقفوا يداً واحدة وأن يتنازل بعضكم لبعض، خاصة من بيده القوة أن يتنازل للآخرين، وأن يخضع لإرادة الأغلبية من الشعب اليمني، وهذه لا تكون إلا مع الحوار الوطني والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة تعبر عن إرادة الشعب اليمني وتقوده إلى الوحدة الخالصة، بإذن الله تعالى”.
يذكر أن الشيخ محمد الزنداني، هو نجل الشيخ عبد المجيد الزنداني أبرز قادة حزب الإصلاح الديني وأبرز وجوه الحزب الدينية، سبق وأن اتخذ مواقف مؤيدة لعمليات قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية على الرغم من حالة العداء التي يتمسك بها حزب الإصلاح اليمني ضد الحوثيين، حيث كان وما يزال يشارك بآلاف المقاتلين بدعم من التحالف السعودي ضد الحوثيين منذ مارس 2015.