يمن إيكو| خاص:
شهدت الجلسة التي عقدها مجلس الأمن، يوم الأربعاء، بشأن اليمن سجالا بين الدول الكبرى، ففي الوقت الذي دافعت فيه أمريكا وبريطانيا عن ضرباتهما العسكرية ضد اليمن، رفعت روسيا والصين مستوى دعمهما لموقف حكومة صنعاء ورفضهما للسلوك الأمريكي والبريطاني، الأمر الذي كشف أن موسكو وبكين باتتا تنظران إلى اليمن كإضافة قوية إلى التكتل الدولي المناهض للغرب.
وفي كلمته خلال الجلسة، التي تابعها موقع “يمن إيكو” قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة تشانغ جون، إن “الأعمال العسكرية المستمرة ضد اليمن تثير القلق، وتؤدي إلى تفاقم المخاطر الأمنية في مياه البحر الأحمر، وتؤثر بشكل خطير على العملية السياسية في اليمن”.
وأضاف: “وندعو الحوثيين إلى وقف هجماتهم على السفن التجارية، كما نؤكد أن مجلس الأمن لم يأذن قط لأي دولة باستخدام القوة ضد اليمن، فلا يجوز لأي دولة أن تسيء تفسير أو تسيء استخدام القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن لخلق توترات جديدة في مياه البحر الأحمر”.
وقال إن “الصين تدعم تعزيز العملية السياسية في اليمن، وتدعم المبعوث الخاص غروندبرج لمواصلة القيام بعمله بنشاط، وتتطلع إلى استمرار الدول التي لها تأثير مهم على الوضع في اليمن، للعب دور بناء”.
وأشار إلى أن “الصراع في غزة قد امتد، وتصاعد الوضع في البحر الأحمر، وأصبح الشرق الأوسط بالفعل على حافة خطر شديد، وإن المهمة الأكثر إلحاحا أمام جميع الأطراف هي العمل الفوري على وقف إطلاق النار في غزة واتخاذ إجراءات عملية وفعالة ومسؤولة لمنع الصراع من الانتشار إلى المنطقة”.
وأكد أنه “يتعين على البلدان المعنية أن تستمع إلى النداءات القوية من المجتمع الدولي، وخاصة دول وشعوب المنطقة، وأن تتوقف عن عرقلة مجلس الأمن عن اتخاذ أي إجراء، وأن تنضم بشكل فعال إلى الجهود الرامية إلى تعزيز وقف مبكر لإطلاق النار في غزة” في إشارة إلى عرقلة الولايات المتحدة لأي تحرك دولي يهدف لوقف إطلاق النار في غزة.
من جهته قال ممثل روسيا ديمتري بوليانسكي خلال الجلسة في مداخلة تابعها موقع يمن إيكو إن “التفسير المشوه لقرار مجلس الأمن رقم 2722، الذي لا يبارك العمل العسكري في اليمن، أمر غير مقبول أيضا، وهذا النهج الخطير، الذي يمارسه الغرب على نحو متزايد، يقوض سلطة مجلس الأمن والأمم المتحدة برمتها، ويؤدي إلى تدمير البنية الأمنية برمتها على نطاق عالمي”.
وأضاف أن “العدوان على سيادة اليمن من قبل ما يسمى التحالف بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، والذي بدأ في 11 يناير لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا، ومثل هذه التصرفات من جانب الدول الغربية تشكل انتهاكا مباشرا للقانون الدولي”.
ولفت إلى أنه “لا يمكن استخدام حق الدفاع عن النفس لضمان حرية الملاحة، خاصة عندما يتعلق الأمر بحماية السفن التي ترفع علم دولة ثالثة، وفي الوقت نفسه، لم تكن هناك عقوبة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بموجب الفصل السابع من الميثاق لاستخدام القوة”.
وأكد الممثل الروسي أن “السبب الجذري للوضع الحالي هو العملية العسكرية الإسرائيلية الوحشية في قطاع غزة، والتي أثارت سلسلة من ردود الفعل في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط بأكملها، بما في ذلك أعمال حركة أنصار الله”.
وأضاف: “سيكون للوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع تأثير على استقرار الوضع في البحر الأحمر”.
وعبرت كلمة الممثلين الروسي والصيني عن إصرار متصاعد للبلدين على رفض الهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن، وعن رفض واضح للرواية الأمريكية بخصوص الوضع في البحر الأحمر، وهو ما اعتبره محللون دلالة على أن روسيا والصين باتتا تنظران إلى اليمن كـ “صديق قوي” في المنطقة في مواجهة الغرب.
ويمثل الموقف الروسي والصيني بشأن اليمن والوضع في البحر الأحمر تطورا غير مسبوقا، يعكس حدوث تغييرات كبيرة في المواقف على الساحة الدولية التي تعودت الولايات المتحدة على امتلاك الصوت الأعلى والنفوذ الأقوى فيها، وهو أيضا ما يعكسه فشل واشنطن في حشد دعم العالم، بما في ذلك حلفائها، للانضمام إلى التحرك العسكري ضد اليمن.
وخلال جلسة مجلس الأمن، دافعت الولايات المتحدة وبريطانيا عن موقفهما، حيث قالت بريطانيا إن “تعطيل الشحن في البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين، يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن العالمي، بما في ذلك تكاليف الإمدادات الغذائية والمساعدات الإنسانية في المنطقة. وهذه الهجمات غير القانونية وغير المبررة تهدد بتفاقم المعاناة الإنسانية في اليمن”.
وأضافت: “لهذا السبب اتخذنا الإجراءات اللازمة والمتناسبة والقانونية للدفاع عن النفس، جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة بدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا ضد أهداف مرتبطة بهجمات الحوثيين”.
وقال المندوب الأمريكي روبرت وود، الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة، خلال الجلسة في كلمة تابعها يمن إيكو إنه “رداً على الهجمات على السفن البحرية الأمريكية، اتخذت الولايات المتحدة التدابير اللازمة والمتناسبة في ممارسة حقها الأصيل في الدفاع عن النفس، كما هو موضح في الرسائل المقدمة إلى المجلس في 12 يناير، و26 يناير، و6 فبراير”.
وأضاف أن “الضربات التي اتخذت دفاعًا عن النفس، تهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم المتهورة ضد السفن والسفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن” حد قوله. وتابع قائلا إن “الولايات المتحدة لا ترغب في المزيد من الصراع في المنطقة”.
وقالت نائبة الممثل الفرنسي لدى الأمم المتحدة ناتالي برودهرست في كلمة تابعها “يمن إيكو” إن “فرنسا تجدد إدانتها للهجمات التي نفذها الحوثيون في البحر الأحمر وخليج عدن ضد السفن التجارية” وأضافت أن “الحوثيون يتحملون المسؤولية الكاملة عن التصعيد” حسب تعبيرها.
وأشارت إلى أن “فرنسا ستواصل تحمل مسؤولياتها والمساهمة في الأمن البحري في هذه المنطقة، بالتعاون مع شركائها في المنطقة، لمنع أي تصعيد”.