يمن إيكو| أخبار:
تتجه إسرائيل نحو بيع أكبر كمية من سندات الدين في تاريخها هذا العام لتمويل حربها على قطاع غزة، وسط توقعات دولية أن ترتفع أعباء الديون عقب خفض تصنيفها الائتماني، ووصول حجم الدين الخارجي إلى 300 مليار دولار.
ونقلت وكالة “بي إن إن بلومبرج” اليوم الأحد عن مسؤولي وزارة المالية المطلعين على الأمر، قولهم: “إنه يتعين على إسرائيل بيع كمية شبه قياسية من السندات هذا العام لتمويل حربها ضد حماس”.. مؤكدة- في تقرير لها رصده موقع “يمن إيكو”- أن المهمة أصبحت أكثر تعقيدا عندما تم تخفيض التصنيف الائتماني لإسرائيل للمرة الأولى على الإطلاق إلى A2 من قبل وكالة موديز العالمية للتصنيف الائتماني.
وقال المسؤولون الماليون، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم حتى يتمكنوا من مناقشة الأمور الحساسة، إنه من المرجح أن تعتمد الحكومة بشكل كبير على أسواق ديون الشيكل لأنها تزيد من إصدارها. لكنها مستعدة أيضًا لبيع المزيد من السندات بالعملات الأجنبية، خاصة من خلال الصفقات التي يتم التفاوض عليها بشكل خاص. وفق “بي إن إن بلومبرج”.
وتتعرض إسرائيل لضغوط متزايدة، بما في ذلك من الولايات المتحدة، لإنهاء عملياتها في غزة وتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين. ومع ذلك، لا يزال القتال محتدما ويقول الجيش الإسرائيلي إن الأمر قد يستغرق حتى العام المقبل لتحقيق أهدافه. فيما يعتقد المسؤولون في مكتب المحاسب العام عن إدارة ديون إسرائيل البالغة 300 مليار دولار، أن الضغوط الاقتصادية ستُخَفف مع قيام الجيش بتقليص بعض العمليات والسماح لمزيد من جنود الاحتياط بالعودة إلى وظائفهم.
وقال المسؤولون إن الإنفاق الدفاعي المتزايد في إسرائيل يشكل مصدر قلق، على الرغم من أن ردود الفعل كان مفادها أن الإجراءات الأخيرة، مثل الضرائب الجديدة، يجب أن تضمن نسبة مستقرة من الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في السنوات المقبلة.
وحسب “بي إن إن بلومبرج”، لا تزال أمام الحكومة مهمة شاقة في دفع فاتورة الحرب، التي تشير تقديرات البنك المركزي إلى أنها ستصل إلى ما يقرب من 70 مليار دولار- أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي – خلال الفترة 2023-2025.
وتتوقع ميزانية إسرائيل لعام 2024، والتي تنتظر الموافقة النهائية من البرلمان في وقت لاحق من هذا الشهر، عجزًا ماليًا بنسبة 6.6% من الناتج المحلي الإجمالي، بزيادة تزيد عن نقطتين مئويتين عن عام 2023.
وأوضحت “بي إن إن بلومبرج” أنه إذا استمرت الحرب في غزة بشدتها الحالية لعدة أشهر أخرى، فإن قدرة إسرائيل على الحصول على التمويل من المؤسسات الاستثمارية في الداخل “يمكن أن تتعرض بالتأكيد للضغوط”، وتبعاً لذلك “ستحتاج إسرائيل إلى اللجوء إلى مصادر التمويل الأجنبية، وهو ما يعني عوائد أعلى”.
وأشارت إلى أن تكلفة التأمين ضد العجز الإسرائيلي عن السداد- مقارنة بمقايضات العجز الائتماني- أصبحت الآن أعلى من تلك الخاصة بالدول ذات التصنيف السيادي الأقل مثل المكسيك وإندونيسيا، مما يشير إلى أن بعض المستثمرين يشعرون بالتوتر، بينما يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أنه لا ينبغي لهم أن يفعلوا ذلك.
ومع تزايد التكاليف المالية، فإن إسرائيل تسير نحو واحدة من أكبر حالات العجز في الميزانية في هذا القرن، وتتصور الحكومة زيادة الديون في عام 2024 أكثر من أي عام آخر باستثناء عام 2020، عندما اضطرت إلى الإنفاق والاقتراض بكثافة لاحتواء تداعيات جائحة فيروس كورونا وعمليات الإغلاق، وفقًا للمسؤولين.
ويتفق المحللون في القطاع الخاص مع هذا الرأي. ومن المتوقع أن يصل إجمالي إصدار الديون إلى حوالي 210 مليارات شيكل (58 مليار دولار)، بزيادة تقارب الثلث عن العام الماضي، وفقًا لما ذكره أليكس زابيزينسكي، كبير الاقتصاديين في شركة Meitav DS Investments .
وفي عام 2020 كان الرقم 265 مليار شيكل، وسيقع العبء إلى حد كبير على السوق المحلية التي تستغلها السلطات عادة لنحو 80% من احتياجاتها التمويلية، مما يقلل من اعتمادها على تدفقات رأس المال الأجنبي المتقلبة.
إنها استراتيجية تركز على صناديق التقاعد الإسرائيلية وغيرها من المؤسسات الاستثمارية الكبيرة، التي تدير معًا ما يقرب من 3 تريليون شيكل من المدخرات، وينبغي أن يكون ذلك كافياً لضمان بقاء تكاليف الاقتراض الإسرائيلية ثابتة، على الأقل خلال الأشهر الستة المقبلة أو نحو ذلك، وفقاً لموزمل أفضل، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة EFG Asset Management ومقرها لندن.
وحسب تقرير “بي إن إن بلومبرج” فقد انخفضت الإيرادات الحكومية بشكل حاد منذ اندلاع الصراع مع هجوم حماس على جنوب إسرائيل من غزة في السابع من أكتوبر. وسوف يرتفع الإنفاق بما يعادل 19 مليار دولار هذا العام ــ وهو مبلغ ليس بالقليل بالنسبة لاقتصاد يبلغ حجمه 521 مليار دولار ــ لتغطية تكاليف المزيد من الدفاع والأمن. برامج مثل إعادة بناء المستوطنات المدمرة.
وأول أمس الجمعة، خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لإسرائيل، إلى A2″”، هو أعلى بخمس درجات من الدرجة الاستثمارية، في حين أبقت موديز على توقعاتها الائتمانية عند سلبية مما يعني إمكانية خفض التصنيف مرة أخرى، وفقا لرويترز. مشيرة إلى مخاطر سياسية ومالية على البلاد جراء الحرب التي تشنها على قطاع غزة.
وذكرت موديز أن تأثير الصراع يثير مخاطر سياسية ويضعف المؤسسات التنفيذية والتشريعية في إسرائيل وقوتها المالية في المستقبل المنظور.
وقالت موديز في بيان “في حين أن القتال في غزة قد يتراجع أو يتوقف فإنه لا يوجد حاليا اتفاق على إنهاء العمليات القتالية بشكل دائم ولا يوجد اتفاق على خطة أطول أمدا من شأنها استعادة الأمن لإسرائيل بشكل كامل وتعزيزه في نهاية المطاف”. متوقعة ارتفاع أعباء الدين في إسرائيل عن توقعات ما قبل الحرب وأن يصل الإنفاق الدفاعي إلى ضعف مستوى عام 2022 تقريبا بحلول نهاية هذا العام.