يمن إيكو|تقارير:
تتجه الأوضاع في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها نحو أزمة جديدة بين أطراف الائتلاف التي تتألف منها على وقع موجة جديدة من تدهور مستوى الخدمات وانهيار سعر العملة الوطنية التي انعكست على أسعار الغذاء والدواء، حيث يتجه المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسيطر عسكرياً وأمنيا على معظم مناطق سيطرة الحكومة، إلى تحميل رئيسها المسؤولية، وهو ما تشكل في رسالة غامضة لمحافظ محافظة عدن أحمد لملس، وهو عضو في هيئة قيادة المجلس الانتقالي، وجهها لرئيس الحكومة معين عبد الملك.
ونشر لملس، اليوم الثلاثاء، تدوينة رصدها موقع “يمن إيكو” على صفحته بمنصة “إكس” قال فيها ” دولة رئيس الوزراء ومعالي الوزراء سلام من العاصمة عدن نحتاجكم لرفع المعاناة أو لنعيشها معاً”. وبدا أن لملس يلمح إلى أن وجود رئيس الحكومة ووزراء خارج البلاد في معظم الأوقات سبباً في تردي الوضع المعيشي في عدن وباقي مناطق سيطرة الحكومة.
كما توحي رسالة لملمس بأن المجلس الانتقالي الجنوبي قد يتجه إلى الاستحواذ على الإيرادات ومنع الحكومة من الوصول إليها، وهو ما عبر عنه بالقول “نحتاجكم لرفع المعاناة أو لنعيشها معاً” خصوصاً أنه لطالما وجه الانتقالي اتهامات للحكومة بالاستحواذ على موارد كبيرة كمخصصات ومرتبات يتم تحويلها إلى الخارج وأن عدم شعور الحكومة في ظل تلك الأموال بمعاناة المواطنين يجعلها مستمرة في تجاهل تلك المعاناة.
ورغم أن السعودية فاجأت الأوساط الحكومية عندما حولت، منتصف الشهر الجاري، ما كان يفترض أنه دفعة ثانية من منحة للحكومة اليمنية إلى وديعة (قرض) لم يتم تحديد مبلغها والتي كان يفترض وفقاً لدفعات المنحة أن تصل إلى 256 مليون دولار، لكنها لم تتجاوز 75 مليون دولار وفقاً لمعلومات سابقة حصل عليها موقع “يمن إيكو”، إلا أن العملة المحلية شهدت تدهوراً غير مسبوق منذ سنوات ليصل سعر الدولار إلى 1633 ريال، فيما كانت أسعار الصرف تتحسن مع كل إعلان عن وديعة سعودية للبنك المركزي في عدن.
في السياق وجهت الغرفة التجارية الصناعية في عدن، أمس الاثنين، رسالة لملك السعودية وولي عهده دعتهما إلى “دعم العملة اليمنية وايقاف تدهورها كما هي مواقفكم المعهودة مع اشقاؤكم الأمر الذي سينعكس بشكل ايجابي و سريع على ايقاف التدهور والتخفيف من معاناة الناس و تحسين معايشهم عما هي عليه” وفقاً لنص الرسالة التي حصل موقع “يمن إيكو” على نسخة منها.
الرسالة أطلعت الملك السعودي وولي عهده على وصفته ” ما يعانيه اشقاؤكم في اليمن من تردي مستمر للأوضاع المعيشية والاقتصادية الناتجة عن زيادة معدلات التضخم المتصاعد بنسب كبيرة مقابل التدهور المستمر في اسعار العملة” مشيرة إلى أن الغرفة تتابع “بحزن وألم كبيرين ما آلت اليه الأوضاع وما لحق بالمواطنين من فقر و جوع و بؤس وصل للحد الذي لم يعد معه معظم السكان قادرين على تأمين حاجتهم من الغذاء و اقتصار الكثير من الاسر على وجبة واحدة في اليوم لا تكاد تسد الرمق” بحسب نص الرسالة.
وعادة ما يستغل المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يدعو إلى انفصال جنوب اليمن بدعم من الإمارات، الأزمات الاقتصادية لخوض معارك عسكرية جديدة لتوسيع مناطق سيطرته على حساب باقي مكونات الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف السعودي.