يمن إيكو|خاص:
قالت وكالة “بلومبيرغ” إن شركة النفط الأكبر في العالم “أرامكو” السعودية تواصل إرسال شحناتها عبر البحر الأحمر، وإنها ترى أن المخاطر التي يشهدها الممر المائي يمكن التحكم بها، وهو ما يعارض الرواية الأمريكية والبريطانية بخصوص درجة التهديد على الملاحة الدولية، ويؤكد تفهم السعودية لطبيعة عمليات حكومة صنعاء.
ونشرت الوكالة قبل يومين تقريراً رصده موقع “يمن إيكو” قالت فيه إن “أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم، تواصل إرسال ناقلات محملة بالنفط الخام والوقود عبر جنوب البحر الأحمر، حيث يهدد المسلحون الحوثيون منذ أشهر السفن التجارية رداً على الحرب الإسرائيلية في غزة”.
ونقلت الوكالة عن محمد القحطاني، الذي يرأس أعمال التكرير وتجارة النفط والتسويق لدى “أرامكو”، قوله: “نقوم بشحن النفط والمنتجات في البحر الأحمر”.
وأضاف أن “المخاطر المرتبطة بذلك الأمر يمكن التحكم فيها”.
وأوضح أن “الشركة تستخدم خط أنابيب عبر البلاد لشحن بعض الخام من حقولها الرئيسية في الشرق إلى ساحل البحر الأحمر حيث يمكن تصديره عبر قناة السويس”.
وأشار التقرير إلى أن “هذا القرار مع توجه مجموعات أخرى من أصحاب الناقلات الذين تخلوا عن تسيير رحلات عبر البحر الأحمر بعد أن قصفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أجزاء من اليمن في محاولة لقمع هجمات الحوثيين، ورد المسلحون بالقول إنه سيتم استهداف سفن كلا البلدين، إلى جانب السفن الإسرائيلية، مما أدى إلى إصدار تحذيرات بحرية للسفن التجارية بالابتعاد”.
وأوضحت بلومبرغ أن “بيانات تتبع الناقلات أظهرت تدفقاً مستمراً للناقلات التي تقوم برحلات مكوكية وتمر عبر جنوب البحر الأحمر- بما في ذلك من وإلى مصفاة جيزان في البحر الأحمر- منذ بدء الصراع”.
وبحسب هذه البيانات، أكد التقرير أنه “في النصف الأول من يناير، شحنت أرامكو كمية من النفط الخام من محطتها على البحر الأحمر في ينبع شمالاً باتجاه أوروبا كما فعلت في الشهر السابق بأكمله”.
ويشير استمرار “أرامكو” بالإبحار عبر البحر الأحمر بوضوح إلى أن السعودية لا ترى مخاطر حقيقية تهدد حركة التجارة كما تقول الرواية الأمريكية والبريطانية، وهو ما يعني أن الرياض تتفهم موقف حكومة صنعاء وطبيعة عملياتها التي تؤكد أنها تركز على السفن المرتبطة بإسرائيل.
وكان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال في تصريحات رصدها يمن إيكو، منتصف يناير الجاري، إن ما يحدث في البحر الأحمر مرتبط بالوضع في غزة، وهو ما مثل دعماً واضحاً لرواية حكومة صنعاء بشأن العمليات البحرية.
ولم تنضم السعودية إلى التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم “حارس الازدهار” لمواجهة هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر، ولم تؤيد الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن، بل صرح وزير الخارجية السعودي أكثر من مرة بأن بلاده لا تدعم التصعيد في المنطقة.
وفي ديسمبر الماضي كانت رويترز قد كشفت أن السعودية وجهت رسالة للأمريكيين طالبتهم فيها بـ”ضبط النفس في الرد على هجمات الحوثيين على السفن لتجنب المزيد من التصعيد”.