يمن إيكو| ترجمة:
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، في افتتاحيتها يوم السبت، إن الضربات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على اليمن قد تفتح حربا لا يمكنهما الانتصار فيها، وإن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والرئيس الأمريكي جو بايدن، قد يواجهان نتائج سلبية.
وحملت افتتاحية الصحيفة التي ترجمها موقع يمن إيكو عنوان “ربما تكون الغارات الجوية قد بدأت حرباً لا يمكن الفوز فيها”.
وذكرت الصحيفة أن “المشكلة الأساسية، التي لا شك أن الحكومتين الأميركية والبريطانية تدركانها، هي أن العمل العسكري الذي تم اتخاذه حتى الآن قد لا يثبت فعاليته بشكل كامل، فالحوثيون معتادون على القصف. وخلال الحرب الأهلية في اليمن، عانوا من هجمات سعودية لا هوادة فيها”.
وأضافت “هذا يعني ضمناً أن الولايات المتحدة وبريطانيا، مدعومتين بقدرات غير قتالية من هولندا وأستراليا وكندا والبحرين ولكنهما معزولتان على نحو مثير للقلق على المستوى الدولي، تقحمان نفسيهما في حرب إطلاق نار مفتوحة لا يمكنهما الفوز فيها، وبالتالي فإن تحركهما هو في الأساس عديم الجدوى”.
وقالت إن “موقف الحوثيين المؤيد لفلسطين، رغم أنه يخدم مصالحهم إلى حد ما، يحظى بشعبية بين اليمنيين والمنطقة، حيث تتعرض الحكومات العربية لانتقادات لعدم قيامها بما يكفي لوقف المذبحة في غزة”.
وأشارت إلى أن “التصعيد غير المنضبط، الذي يؤدي إلى صراع أوسع نطاقاً، كان بمثابة خوف دائم منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس. وفي المنطقة، انضمت تركيا وقطر وعمان إلى إيران في إدانة العمل الأميركي البريطاني ووصفته بأنه تحريضي، بينما شعر آخرون، مثل السعودية والكويت، بالقلق. وكما هو متوقع، فإن الحكومات الأوروبية منقسمة. وكما حدث خلال التدخلات السابقة في الشرق الأوسط، فإن فرنسا تتميز بغيابها عن المعركة، وألمانيا تتمنى فقط أن يتوقف كل هذا، وتستخدم الصين الأزمة عادة لانتقاد الولايات المتحدة والترويج لمطالباتها بالزعامة العالمية البديلة” حسب تعبيرها.
وذكرت الصحيفة البريطانية أنه “يجب على سوناك، الذي يفتقر إلى الخبرة في طرق الحرب، أن يتعامل بحذر شديد، وقد كان قراره بضغط الزناد دون استشارة البرلمان قراراً مؤسفاً، رغم أنه ربما كان لا مفر منه، نظراً لأن واشنطن هي صاحبة القرار، ويجب عليه يوم الاثنين أن يشرح لمجلس العموم ما يعتقد أن هذا الانغماس المفاجئ في سياسة التدخل في الشرق الأوسط سيحققه، وإلى متى سيستمر، وما الذي ستفعله الحكومة إذا، على سبيل المثال، تم استهداف سفينة تابعة للبحرية الملكية، وسقط ضحايا؟”.
وقالت الصحيفة إن “بايدن أيضًا وضع قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في إطار حملة إعادة انتخابه عام 2024، وقد كانت فكرته الكبرى، عند وصوله إلى منصبه، هي فصل الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط والتركيز على الصين. لقد عانى بالفعل من إذلال إقليمي كبير في أفغانستان، وإذا تحول اليمن إلى حرب أبدية أخرى، وإذا ارتفعت التكاليف البشرية، وإذا أشعلت حرباً إقليمية، فسوف يلقي الناخبون الأمريكيون اللوم على بايدن، لأنهم لا يهتمون بالفلسطينيين وحرية الملاحة بقدر اهتمامهم بارتفاع التضخم”.
وذكرت الصحيفة أن “الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين فشلتا في السابق في دعم وقف إطلاق النار في غزة، سوف ينظر إليهما من الآن فصاعدا في العالم الإسلامي على أنهما تقاتلان إلى جانب إسرائيل”.
واختتمت الصحيفة بالقول: “هل هناك طريقة للخروج مما يبدو وكأنه فخ مميت؟ يجب أن يكون وقف إراقة الدماء اليومية في غزة، الذي طالبنا به مرارا وتكرارا في هذا المجال، نقطة انطلاق. فهو لن يحقق السلام الفوري، أو يهدئ البحر الأحمر، أو يحل القضايا القائمة منذ فترة طويلة. لكنه سيساعد بلا شك في نزع فتيل التوترات الإقليمية التي أشعلتها الضربات الأميركية البريطانية حتماً”.