يمن إيكو| أخبار:
وصف الممثل الدائم لروسيا في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبينزيا هجمات أمريكا وبريطانيا على اليمن بـ”العدوان المسلح الصارخ”.. مؤكداً أن تصرفات ما يسمى بـ “التحالف الدولي” تنتهك المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة”. وأن “حرية الملاحة يحكمها قانون البحار.”.
وقال فاسيلي نيبينزيا- في بيان الإحاطة التي قدمها لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في اجتماع طارئ عقده الجمعة مع اقتراب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من يومها الـ100-: إنه نظراً للعدوان المسلح الصارخ على دولة أخرى، كان وفد موسكو يفضل رؤية الأمين العام للأمم المتحدة ليطلع المجلس على الأمر، مشيرا إلى أن المهمة الرئيسية للأمم المتحدة، على النحو المنصوص عليه في ميثاقها، منع تهديدات السلام وقمع أعمال العدوان أو غيرها من انتهاكات السلام وفقا لمبادئ القانون الدولي، وعلينا أن نعلن مع الأسف أننا واجهنا بالأمس وضعا من هذا النوع بالضبط – عدوان مسلح من قبل مجموعة من الدول ضد دولة أخرى.
وأوضح بيان الممثل الروسي الذي رصده يمن إيكو – المتعلق بالضربات التي نفذها “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة على الأراضي اليمنية- أن نفس الدمار يتكشف في غزة، مع انتشار الحرب الآن إلى البحر الأحمر وخليج عدن، مضيفًا أن هذه الضربات الضخمة التي تشنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة “ليس لها أي شيء مشترك” مع الحق في الدفاع عن النفس.
وأكد أن ما يسمى بـ “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، والذي ضم أستراليا وكندا والبحرين وهولندا، التي تطلق على نفسها عاصمة العدالة العالمية، شن ضربات واسعة النطاق على أراضي اليمن”. وأضاف: “لم يكن هذا هجومًا ضد مجموعة في هذا البلد، بل ضد شعب اليمن ككل”.
وأوضح السفير الروسي، أن الطائرات والسفن الحربية والغواصات، شاركت في الهجوم، كما أطلقت البحرية الأمريكية أيضًا صواريخ توماهوك، واستهدفت الهجمات ميناء الحديدة اليمني ومدن صنعاء وصعدة وزبيد وتعز وذمار. مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ضربت بالطائرات والسفن البحرية مدنا متعددة، وقصفت المطارات والبنية التحتية الأخرى، وتابع قائلاً: “النيران مشتعلة في حفر القذائف”.
وقال البيان: “لسوء الحظ، فإن ما نشهده في اليمن يبدو مألوفا بشكل مؤلم. لقد شهدنا نفس نمط التدمير في غزة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، والآن، أصبح اليمن الذي طالت معاناته مرة أخرى معقلاً للأعمال العدائية في المنطقة، وتمتد الحرب إلى البحر الأحمر وخليج عدن، ومن الواضح أن واشنطن لن تتوقف عند هذا الحد، وقال البيت الأبيض إنه “يحتفظ بالحق” في استئناف العمل العسكري إذا كان هناك المزيد من “التهديدات”. ولا يحتاج الأمر إلى خبير ليرى أن الولايات المتحدة ستحدد هذه “التهديدات” وتدابير الرد حسب تقديرها الخاص، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي”. حسب تعبيره.
وأضاف الممثل الروسي في بيانه: وعلى عكس ما يقوله زملاؤنا الغربيون، فإن الضربات الواسعة النطاق التي تشنها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضد الأراضي اليمنية لا علاقة لها بالحق في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. ولا تنطبق المادة 51 على حالة السفن التجارية. ولا يمكن التذرع بالحق في الدفاع عن النفس لضمان حرية الملاحة”. موضحاً أنه علاوة على ذلك، لم يكن هناك تفويض من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بموجب الفصل السابع من الميثاق باستخدام القوة.
وتابع قائلاً: أيها الزملاء، الوضع واضح وضوح الشمس. إن تصرفات ما يسمى بالتحالف تنتهك المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة. وهذا عدوان عسكري آخر من جانب الغرب، يضاف إلى القائمة الطويلة من “غاراته” على الشرق الأوسط الذي طالت معاناته.
وأكد السفير الروسي أن مبررات البيت الأبيض القانونية الزائفة لا تصمد أمام أي انتقاد، وقال: هل لي أن أذكركم بأن “حرية الملاحة” تنظمها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982. وفي حالة المخالفة، تسمح الاتفاقية بالتفاوض مع المخالف وتقديم طلب للتحكيم أو إلى المحكمة الدولية لقانون البحار، لا شيء في هذه الوثيقة، كما هو الحال في القانون البحري الدولي العرفي، يعطي الحق في مهاجمة دولة ذات سيادة.
وبيَّن الممثل الروسي أن أمريكا تحاول العثور على بعض المبررات لأعمالهم غير المشروعة، مؤكداً أن الإشارة إلى القرصنة (وهي سخيفة تماما من الناحية القانونية) في بيان رئيس الولايات المتحدة، ليس لما ذكره أي علاقة بتعريف القرصنة في المادة 101 من الاتفاقية، ولكن حتى لو كنا نتحدث عن القراصنة، فإن الاتفاقية تمنح الحق في احتجاز سفينة القراصنة وتقديم طاقمها للمحاكمة بدلاً من قصف دولة أخرى وإعادتها إلى العصر الحجري. حسب وصفه.
وأوضح أن الولايات المتحدة أعاقت محاولات مجلس الآمن تلبية دعوة روسيا لوقف إطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن واشنطن قدمت “تفسيراً ملتوياً” لأعمالها الإجرامية في مناقشات المجلس حول القرار الذي اعتمده بشأن البحر الأحمر، في إشارة الهجوم العدواني على اليمن.
وأضاف أن الولايات المتحدة وحلفائها لديهم سجل حافل بالانتهاكات الجسيمة، وأن واشنطن تقوم أيضا بالتستر على أفعالها في سوريا بـ “ورقة التوت”.
وفيما يتعلق بغزة، قال نيبينزيا: إن منطقة الشرق الأوسط تواجه الآن وضعا حرجا، محذراً من أنه إذا استمر التصعيد، فقد تواجه المنطقة كارثة”.
وحمَّل السفير الروسي الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية الكاملة إزاء ما يجري وعلى هذا النحو، داعياً المجتمع الدولي إلى إدانة الهجوم على اليمن وبذل المزيد من الجهود العالمية لوقف العنف في الشرق الأوسط.
يشار إلى أن مجلس الأمن عقد أمس الجمعة اجتماعاً طارئاً لبحث أزمة الشرق الأوسط مع اقتراب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من يومها الـ100 واستمع إلى إحاطات حول تدهور الوضع في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حيث نظر أولاً في تهديدات التهجير القسري من غزة ثم الصراع المتصاعد في البحر الأحمر وما حوله، والتطورات الموصولة بالهجوم الأمريكي البريطاني على اليمن.