يمن إيكو| أخبار:
أكدت شركة الشحن الألمانية “هاباغ لويد” مواصلتها تحويل مسار سفنها من قناة السويس، لأسباب أمنية، حتى 2 يناير المقبل، فيما قالتا شركتان يابانيتان إن سفنهما التي لها صلات بـ “إسرائيل” تتجنب منطقة البحر الأحمر.
ونقلت وكالة رويترز عن متحدث باسم شركة حاويات الشحن الألمانية هاباغ لويد الجمعة قوله: “إن الشركة ستواصل تحويل مسار سفنها عن قناة السويس لأسباب أمنية”. مؤكداً أن التقييم التالي للموقف سيتم في الثاني من يناير كانون الثاني.
كما أعلنت شركتا ميتسوي أو.إس.كيه لاينز ونيبون يوسن، وهما أكبر شركتي شحن في اليابان، أن سفنهما التي لها صلات بإسرائيل تتجنب منطقة البحر الأحمر. وقالت الشركتان إنهما تراقبان الوضع.
وتوقفت هذا الشهر شركات شحن كبرى مثل “هاباغ لويد” و”ميرسك” عن استخدام الطرق عبر البحر الأحمر وقناة السويس، بسبب استهداف جماعة الحوثي للسفن المتجهة لإسرائيل للضغط من أجل إدخال المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، بعد أن منع الاحتلال إدخالها عقب عملية طوفان الأقصى، مما أحدث أضرارا كبيرة بحركة التجارة العالمية. وفق رويترز.
وبيّنت رويترز أن تحويل مسار السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح زاد من الرسوم المطلوبة من العملاء، وأضاف أياما أو أسابيع لوقت نقل البضائع من آسيا لأوروبا وللساحل الشرقي لأمريكا الشمالية.
وقالت رويترز إنها أطلعت الخميس على جدول تشغيل لميرسك، أظهر أن الشركة تخطط لإبحار معظم سفن الحاويات التي تسافر بين آسيا وأوروبا عبر قناة السويس من الآن فصاعدا مع تحويل مسار عدد قليل منها فقط لتدور حول أفريقيا.
وقالت شركة سي.إم.إيه-سي.جي.إم الفرنسية يوم الثلاثاء إنها أيضا ستزيد عدد السفن التي تمر عبر قناة السويس.
وارتفعت أسهم هاباج لويد 1.1% الجمعة وصعدت أسهم ميرسك 1.8%. وارتفعت أسهم شركات الشحن منذ بدء الأزمة وسط توقعات بأن يؤدي طول الطرق إلى زيادة أسعار الشحن.
وفرضت شركة سي.إم.إيه-سي.جي.إم رسوما إضافية بسبب تغيير مسار السفن، مما زاد من تكاليف النقل البحري منذ بدء استهداف الحوثيين للسفن.
يشار إلى أن مواقع ملاحة بحرية كشفت الجمعة عن لجوء عدد كبير من السفن المارة بالبحر الأحمر الى إشهار عدم علاقتها بإسرائيل، على نظام التعريف الخاص بها، وذلك تجنبا لهجمات قوات صنعاء التي تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل.
وقالت المواقع المختصة بالملاحة البحرية إنه “للمرة الأولى في تاريخ الملاحة البحرية، تستخدم عدة سفن نظام التعريف للسفن بشكل جديد” مضيفة ان هذه السفن تستخدم جملة “ليس لدينا علاقة بإسرائيل” عند عبورها البحر الأحمر.
وكانت مصادر ملاحية في قناة السويس أكدت مساء الخميس الفائت أنها تلقت إخطارات من شركتي “إيفرغرين” التايوانية و” سي إم إيه – سي جي إم” الفرنسية للشحن البحري، وشركات لوجيستية أخرى، بعودتها للملاحة في البحر الأحمر والممر الملاحي خلال الأيام المقبلة.
ونقلت وكالة أنباء العالم العربي عن مسؤول ملاحي بقناة السويس، قوله: إن القناة ستستقبل أولى ناقلات “إيفرغرين” الأسبوع المقبل بعد الإخطار الذي أرسلته (الأربعاء) بعودتها للملاحة، مشيرةً إلى أن الناقلة تحمل اسم “زيوس” وموجودة حالياً في المياه الإقليمية السعودية.
وذكر المصدر أن السفينة “سي.إم.إيه واشنطن” التابعة لعملاق النقل البحري الفرنسي، والتي كانت تقف في خليج عدن الأسبوع الماضي، استأنفت رحلاتها بالبحر الأحمر، مرجحاً أن تدخل، الخميس، ميناء السخنة المصري لتفريغ شحنتها.
وقالت الشركة الفرنسية في رسالة لعملائها، إن “بعض السفن عبرت البحر الأحمر”، وإنها تعتزم “زيادة تسيير سفنها عبر قناة السويس بشكل تدريجي”.
من جهتها، أكدت شركة “ميرسك” أنها تعتزم “استئناف الملاحة في البحر الأحمر”، مشيرة إلى أن السفن ستعاود استخدام هذا الممر البحري “في أسرع وقت ممكن”.
جاء تصريح قناة السويس مساء الخميس بعد تصريحات لرئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام، جدد فيها تأكيده أن الممرات الدولية آمنة ومستقرة ومئات السفن تمر كل يوم من البحر الأحمر والبحر العربي كل يوم، وأن البحر الأحمر مفتوحاً وأماناً أمام جميع السفن إلا الإسرائيلية، موضحاً أن التحالف الأمريكي البحري فاشل وأن صنعاء لا تأخذ أوامرها من طهران.
وقال محمد عبدالسلام في مقابلة لقناة يوريو نيوز الأوروبية- رصدها موقع “يمن إيكو”: إن “الإرباك لدى بعض الدول المطلوب منها أمريكيا الانخراط في التحالف ناجم عن قناعة بعدم وجود شرعية مقبولة لا من الناحية الأخلاقية ولا القانونية، لهذا التحرك”، لافتاً إلى أن أمريكا تحاول استفزاز الدول واستدراجها لحماية إسرائيل، إذا أتت تلك الدول لحماية إسرائيل فهذا شأنها.
وفي إشارة على عدم قناعة الدول بوجود تهديد على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وهو ما كشفه عبدالسلام بقوله “لدينا اتصالات مع دول أكدت أنها غير موجودة في البحر الأحمر، وبعض هذه الدول أبلغتنا أن تواجدها في التحالف يقتصر على إرسال ضباط إلى البحرين، للتنسيق والتواصل مع سفنها لإيجاد نوع من الحماية والتنسيق، وترى تلك الدول رفضها لما يجري في فلسطين، مؤكدة أن الحل الصحيح لإنهاء هذه التهديدات هو إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة” بحسب تعبيره.
وبدأت التحركات الأمريكية تواجه اتهامات بالسعي لعسكرة البحر الأحمر، الأمر الذي يهدد الملاحة البحرية ويضر بمصالح تلك الدول، حيث أكدت دولة جيبوتي التي تعد من أهم الدول المطلة على البحر الأحمر، أن التحركات الأمريكية ستضر باقتصادها القائم على التجارة البحرية.
وقال وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف: “تحفظنا على المشاركة في قوة البحر الأحمر التي شكلتها واشنطن، لكونه ستوقف التجارة البحرية في باب المندب، وستضر باقتصاد جيبوتي وجميع دول المنطقة”، موضحا أن “اقتصاد جيبوتي يعتمد على التجارة البحرية.
وأكد يوسف أن بلاده “منذ بدء (الحوثيين) عملياتهم العسكرية ضد سفن الاحتلال الإسرائيلي، لم تقم بشجب أو إدانة تلك الهجمات، ولم تعارضها، واصفاً تلك الهجمات بـ “الخطوات الصحيحة”، وأكد ذلك قائلاً: “لم ندن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وباب المندب؛ لأننا نعدّها إغاثة حق للفلسطينيين”.