يمن إيكو| أخبار:
بدأ عدد من الأشخاص في محافظة عدن شراء القات بالعملة الأجنبية الدولار والريال السعودي في ظاهرة هي الأولى في المدينة التي تشهد أزمات اقتصادية وخدمية متفاقمة.
وأظهر مقطع مرئي تداولته وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، شخصين من باعة للقات في أحد أسواق عدن، وهما يشهران أوراقا نقدية أجنبية بالدولار والريال السعودي، وكميات من القات الذي تم بيع رزم منه بالريال السعودي والدولار.
وحسب مرتادين لأسواق القات، فإن عدد من الأشخاص المسؤولين في الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً أصبحوا أثرياء بعد حرب 2015 وهم من باتوا يشترون القات بالعملات الأجنبية.
ويأتي ذلك بعد أيام تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر مواطنين يبيعون ملابسهم وعباءات نسائهم، وسط سوق كريتر في مدينة عدن، من أجل توفير ما يستطيعون من المال ليشتروا به الطعام لهم ولأسرهم، بحسب ما أفادت إحدى النساء اللواتي ظهرن في التسجيل.
يشار إلى أن عدن شهدت في السنوات الأخيرة ولا تزال حتى اللحظة تشهد تفاقماً مستمراً للأزمات المعيشية والخدمية خصوصاً خدمة التيار الكهربائي وخدمة المياه والمواصلات والاتصالات ناهيك عن الارتفاع الجنوني للأسعار، فيما يتصاعد الاحتقان الشعبي جراء الانهيار الاقتصادي والتراجع المستمر لقيمة الريال وعدم تقديم الحكومة أي معالجات لهذه الأوضاع.
وتتزايد شكاوى المواطنين في مناطق الحكومة اليمنية من الارتفاع المهول في أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية والمشتقات النفطية، وسط تحذيرات أطلقها أكاديميون اقتصاديون من مجاعة قادمة، تزامناً مع انهيار الريال اليمني وعجز الحكومة عن وضع المعالجات الكفيلة لوقف هذا الانهيار.
كما أقرت الحكومة اليمنية بأن 75% من السكان في نطاق سلطتها يعانون الجوع وأوضاعاً معيشية مزرية، وأن نصف إجمالي التلاميذ تركوا مدارسهم، مشيرة إلى تفاقم حالات التقزَّم ونقص التغذية بين الأطفال، وفق تقرير صادر عن الحكومة والأمم المتحدة.
وقال رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك، في نوفمبر الماضي، لدى حضوره فعالية إطلاق تقرير المسح متعدد المؤشرات، والتي أقامها الجهاز المركزي للإحصاء، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف): “حرصت على حضور هذه الفعالية بعد الاطلاع على نتائج المسح وهي لافتة وبعضها صادم، وبعضها يتضمن مؤشرات خطيرة”.
ووصف معين عبد الملك تلك المؤشرات التي تتعلق بالأمن الغذائي والتعليم والطفولة بالصادمة والخطرة جداً، مؤكداً أن المؤشر الصعب والكبير جداً يتعلق بنسبة الأسر التي شهدت على الأقل حالة من حالات انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر الـ 12 السابقة، حسب تعبيره.