يمن إيكو| متابعات:
نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن ناشطين يدعمون القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، أن بعض السكان تعرضوا للضرب وسرقة ممتلكاتهم في مداهمة نفذها “مستوطنون يرتدون الزي العسكري”.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير اطلع عليه “يمن إيكو”، إن العشرات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي داهموا قرية خلة الضبع الفلسطينية الصغيرة في تلال الخليل الجنوبية، الأسبوع الماضي، متسببين بأضرار جسيمة في المنازل، وسرقوا أجهزة إلكترونية وأدوات عمل وكميات كبيرة من المال.
وأظهرت صور وتسجيلات مرئية، الجمعة الماضية، منازل مقلوبة رأساً على عقب، ونوافذ محطمة وأبواباً متضررة، وأكياس دقيق ممزقة، وممتلكات متناثرة في أنحاء المساكن، في وقت أكد ناشطون أن خمسة من أهالي القرية تعرضوا للضرب.
الجيش الإسرائيلي قال إن القادة الإقليميين وافقوا على مداهمة القرية، نافياً معرفته بأي حوادث سرقة أو عنف من منفذي المداهمة.
ناشطو “جماعة القرى”، التي تدعم القرى الريفية الفلسطينية في الضفة الغربية، أكدوا أن حوالي 10 مركبات مدنية غادرت بؤرة “أفيغايل” الاستيطانية غير القانونية، في وقت مبكر من صباح الجمعة، ودخلت قرية خلة الضبع حوالي الساعة 6:30 صباحاً، مضيفين أنه خلال ثلاث ساعات، دخل حوالي 50 جندياً احتياطياً يرتدون زي الجيش الإسرائيلي إلى جميع منازل القرية.
وقالت ناشطة طلبت عدم ذكر اسمها لـ”تايمز أوف إسرائيل”: “لقد ذهبوا إلى كل منزل ومدرسة، وأخذوا كل شيء، وداسوا على الطعام والخضروات، وضربوا خمسة أشخاص”.
وأشارت إلى أن معظم جنود الاحتياط الذين نفذوا المداهمة كانوا ملثمين، ولكن تم التعرف على بعضهم، واتضح أنهم من سكان بؤرة “حفات ماعون” الاستيطانية غير القانونية القريبة، والتي يتهمها الناشطون المناهضون للاستيطان منذ فترة طويلة بأنها مصدر للعنف ضد السكان الفلسطينيين المحليين.
وفي أعقاب عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس في 7 أكتوبر، جنَّد الجيش الإسرائيلي ست كتائب احتياطية، تتكون من متطوعين من المستوطنات نفسها ومن داخل الخط الأخضر.
واتهمت المنظمات المناهضة للاستيطان هذه الكتائب بشن هجمات مستمرة ضد السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم منذ 7 أكتوبر، مما دفع بأكثر من 1000 شخص في 15 قرية إلى ترك منازلهم.
وذكر ناشط يدعى يائير، ولم يرغب في كشف اسم عائلته لكنه أحد ناشطي “جماعة القرى”، أنه تمت مصادرة الكثير من الأجهزة الإلكترونية وأدوات العمل القيّمة– بما في ذلك مثقاب هوائي ومولد كهربائي– خلال المداهمة، بالإضافة إلى مبلغ كبير من النقود و12 ليرة ذهبية.
وأكد يائير أن الكثير من الأشخاص اتصلوا بالشرطة للإبلاغ عن المداهمة أثناء حدوثها، لكنها ردت بأنها لا تستطيع التدخل نظراً لوجود جنود من الجيش الإسرائيلي.
الجيش الإسرائيلي في رده على الحادث قال إنه “خلال الأنشطة العملياتية للبحث عن أسلحة في خلة الضبع بمنطقة يهوذا، فتشت قوات الاحتياط التابعة للجيش عدداً من المنازل بحثاً عن أسلحة، وعثر خلال عمليات التفتيش هذه على أعلام تحريضية، بما في ذلك أعلام حماس، ومعدات عسكرية. وفي أحد المباني، تم العثور على ذخيرة في حقيبة طفل. وتم اعتقال أحد المشتبه بهم واقتياده للاستجواب من قبل قوات الأمن”، مضيفاً إنه “بعد الفحص، لا نعلم بوقوع حوادث سرقة مجوهرات أو استخدام العنف من قبل الجنود”.
الناشط يائير قلل من شأن اكتشاف الجنود للرصاص والأعلام، وقال إنه إذا كان أي شخص في القرية يشكل تهديداً أمنياً، فسيتم اعتقاله وليس إطلاق سراحه بدون توجيه اتهامات إليه بعد بضع ساعات، مؤكداً: “إنهم المستوطنون من المنطقة الذين يرتدون الآن الزي العسكري وأصبحوا فجأة يتمتعون بسلطة جديدة لتنفيذ هذه المداهمات”.
وأضاف: “كل يوم وكل ليلة هناك مداهمات كهذه، لا تعتمد على أي شيء على الإطلاق أو أي معلومات استخباراتية، ويعودون إلى الأماكن نفسها مراراً وتكراراً، ليس للبحث عن أسلحة ولكن لمضايقة السكان”.
وأكد أن المستوطنين يريدون تهجير الفلسطينيين من منازلهم وقراهم، حيث قال: “منطقة يطا لم تكن أبداً مصدراً للإرهاب أو النشاط العدائي. كل هؤلاء الناس يسعون فقط إلى العيش من الأرض، وهم ليسوا سياسيين، لكن المستوطنين يريدون هذه الأرض ولا يريدون الفلسطينيين هناك”.