يمن إيكو| تقرير:
وصل عدد سفن الشحن الإسرائيلية التي تعرضت لاحتجاز أو هجوم خلال أسبوع واحد إلى ثلاث سفن، وقد حدثت العمليات على طريق البحر الأحمر- خليج عدن- المحيط الهندي، الأمر الذي يجعل إسرائيل أمام مشكلة حقيقية تتمثل في إغلاق طريق بحري كامل أمام تجارتها، أو على الأقل ارتفاع مخاطر وتكاليف الشحن عبر هذا الطريق إلى أقصى حد ممكن، الأمر الذي يمثل بلا شك ضربة من المرجح أنها قد بدأت الآن بإحداث خسائر يجدر بإسرائيل أن تبدأ بحسابها.
وتعرضت أمس سفينة “سنترال بارك” المملوكة لشركة “زودياك” التي يديرها رجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر لاحتجاز في خليج عدن، وذلك بعد يوم من إعلان مسؤولين أمريكيين عن هجوم استهدف سفينة شحن مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيدان عوفر لهجوم بطائرة مسيرة أثناء وجودها في المحيط الهندي، وهو ما جاء أيضا بعد أيام قليلة من احتجاز قوات صنعاء لسفينة “غالاكسي ليدر” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي ابراهام انغر.
ويعتبر ارتفاع أقساط التامين البحري أبرز النتائج التي يجري الحديث عنها الآن بالنسبة لتداعيات عمليات الهجوم والاحتجاز التي تعرضت لها السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، حتى الآن.
وبحسب عدة تقارير اقتصادية رصدها موقع “يمن إيكو” فإن هذه الأقساط كانت قد ارتفعت بالفعل مع بدء الحرب في غزة، بمقدار عشرة أضعاف، بسبب المخاوف على أمن السفن.
وبعد إعلان قوات حكومة صنعاء اعتزامها استهداف السفن الإسرائيلي، نقل موقع ” Ship Technolog” عن نوح تروبريدج المحلل في شركة “درياد جلوبال” الاستشارية، قوله إن السفن التابعة لإسرائيل التي تعبر في البحر الأحمر وباب المندب أصبحت معرضة بشكل متزايد لخطر الهجوم من قبل الحوثيين، مشيرا إلى أن حركة السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي قد انخفضت في البحر الأحمر.
وبعد احتجاز قوات صنعاء سفينة “غالاكسي ليدر” نقلت وكالة “ستاندرد اند بورز” عن لوف مينغاني، السمسار السفن لدى شركة دبي بلو بيك للسلع والشحن، قوله إن “الاستيلاء على السفينة سيشير لأصحاب السفن الذين يعبرون البحر الأحمر بأن أقساط مخاطر الحرب سترتفع”.
لكن لا يبدو أن هذه المشكلة تؤثر على حركة الشحن الدولية في البحر الأحمر بصورة عامة، بل بل على حركة الشحن الإسرائيلية فقط، حيث أضاف مينغاني: “باعتباري وسيط سفن، سيتعين عليّ القيام بالمزيد من إجراءات عندما أعرض على موكلي سفينة لمعرفة ما إذا كانت هناك أي ملكية إسرائيلية في هذه السفينة، وسيتعين على سماسرة السفن وضع حراس مسلحين على متن السفن التي تعبر هذه الممرات المائية أكثر بكثير مما اعتادوا عليه، مما يزيد التكاليف”.
وقالت الوكالة نفسها في تقرير رصده “يمن إيكو” قبل يومين، إن “سيطرة الحوثيين على حاملة سيارات بالقرب من اليمن سيرفع أقساط التأمين البحري في الشرق الأوسط خاصة بالنسبة للناقلات المرتبطة بإسرائيل، والتي قد تحتاج إلى تقديم خصومات على الرحلات الفورية لتظل قادرة على المنافسة”.
ونقل التقرير مصادر في قطاع تأجير السفن ووسطاء شحن أن “تتبع الملكية الإسرائيلية مهمة مرهقة لأن الأصول البحرية غالبًا ما تحمل أعلامًا ومالكًا مسجلاً ومستثمرين وممولين ومستأجرين لفترة زمنية من بلدان مختلفة، وقال سمسار ناقلات إن أي سفينة مرتبطة بشكل غير مباشر بإسرائيل أو تتلقى استثمارات كبيرة من قبل رجال أعمال من هذا المنشأ أصبحت الآن معرضة للخطر وسيتعين عليها تقديم نفسها بسعر مخفض لأسعار السوق السائدة”.
وكان الخبير العسكري المصري المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية للدراسات الاستراتيجية اللواء نصر سالم قد أوضح قبل أيام أن من المستبعد أن تؤثر إجراءات الحوثيين بشأن السفن الإسرائيلية على حركة الملاحة في قناة السويس، مشيرا إلى أن هذا الأمر لن يؤثر على حركة الملاحة بالبحر الأحمر بشكل عام وقناة السويس على وجه الخصوص، ولكنه يستهدف السفن الإسرائيلية فقط.
وأكد سالم على أن إثارة مخاوف دول المنطقة من تهديدات الحوثيين باستهداف السفن وتهديد حركة الملاحة الدولية والعالمية بالبحر الأحمر، هي دعوات إسرائيلية من أجل استمالة دول المنطقة إليها، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في كل ما يحدث في المنطقة ومن توسيع دائرة الصراع هي إسرائيل فقط.
وبرغم أن ارتفاع أقساط والمخاطر يثمل ضربة لحركة الشحن البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر، فإن تأثير المشكلة التي تواجهها إسرائيل لا يقتصر فقط على البحر الأحمر، حيث بدأت العديد من السفن بالفعل بتحويل مساراتها من وإلى إسرائيل، نحو طرق أطول كطريق رأس الرجاء الصالح، وقد كشفت “رويترز” أن سفينتين على الأقل عدلتا مسارهما بعد احتجاز قوات صنعاء للسفينة “غالاكسي ليدر” بعيدا عن منطقة البحر الأحمر.